بعد غزو العراق عام 2003 وسقوط النظام السابق، دخلت البلاد فترة انتقالية معقدة اتسمت بتحديات جمة على الصعد الأمنية والسياسية والإدارية. وقد تولت سلطة الائتلاف المؤقتة، بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها، إدارة شؤون البلاد في المرحلة الفورية التي تلت الغزو. ورغم حيوية هذه الفترة في إرساء دعائم الأمن الأولية وبعض الهياكل الإدارية، إلا أنها كانت دائمًا تُنظر إليها على أنها ترتيب مؤقت بانتظار تشكيل حكومة عراقية ذات سيادة.

الحكومة العراقية المؤقتة: نشأتها ودورها الانتقالي

إدراكًا للحاجة الملحة لتمكين العراقيين من إدارة شؤونهم وتحديد مسارهم نحو دولة ذات سيادة كاملة، تم تأسيس الحكومة العراقية المؤقتة. مثّلت هذه الخطوة علامة فارقة في العملية السياسية، حيث جسدت العودة التدريجية للسلطة إلى الأيادي العراقية. وقد جاءت الحكومة المؤقتة إلى الوجود في 28 يونيو 2004، لتُحل محل كل من سلطة الائتلاف المؤقتة (CPA) ومجلس الحكم العراقي المؤقت، الذي كان يضم ممثلين عراقيين ويقدم المشورة لسلطة الائتلاف. كان هذا الانتقال السيادي حدثًا تاريخيًا بالغ الأهمية، تم بثه على نطاق واسع، وأشار إلى النهاية الرسمية للحكم المباشر لسلطة الاحتلال، على الرغم من بقاء قوات التحالف في البلاد لتقديم الدعم الأمني.

تمثلت الولاية الأساسية للحكومة العراقية المؤقتة في حكم العراق لفترة محدودة، حيث عملت كإدارة تصريف أعمال. شملت مهامها الرئيسية تهيئة الأرضية لأول انتخابات حرة ونزيهة في البلاد منذ عقود، والإشراف على المراحل الأولية لصياغة دستور دائم. كان الهدف الأسمى هو وضع الأسس لحكومة عراقية تتمتع بالسيادة الكاملة ومنتخبة ديمقراطيًا من قبل الشعب.

نحو دستور جديد وانتخابات وطنية

كان أحد الإنجازات الحاسمة خلال فترة ولاية الحكومة المؤقتة هو النجاح في إجراء الانتخابات العامة للجمعية الوطنية العراقية في 30 يناير 2005. كانت هذه الانتخابات لحظة تاريخية، حيث سمحت للعراقيين باختيار ممثليهم بشكل مباشر لأول مرة منذ سنوات طويلة، وسط تحديات أمنية كبيرة وإقبال واسع. كُلفت الجمعية الوطنية المنتخبة حديثًا بمسؤوليتين حيويتين: تشكيل حكومة جديدة تتولى زمام الأمور، وصياغة دستور دائم يحدد الهيكل المستقبلي للدولة العراقية ويضمن الحقوق والحريات لمواطنيها.

الخلافة والمسار المستمر نحو السيادة

بعد إتمام هذه التطورات الجوهرية، أكملت الحكومة العراقية المؤقتة دورها الانتقالي بنجاح. وفي 3 مايو 2005، خلفتها الحكومة العراقية الانتقالية. تشكلت الحكومة الانتقالية بناءً على نتائج انتخابات يناير 2005، ووكلت إليها مهمة مواصلة العمل نحو بناء دولة ذات سيادة، مع التركيز بشكل خاص على الإشراف على عملية صياغة الدستور وعرضه للاستفتاء الشعبي، ومن ثم الإعداد لانتخابات عامة جديدة بموجب الدستور الجديد. هذا التسلسل لحكومات انتقالية عكس خريطة طريق مدروسة، وإن كانت مليئة بالتحديات، نحو إرساء عراق مستقر وديمقراطي.

الأسئلة الشائعة حول الحكومة العراقية المؤقتة

متى تم تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة؟

تشكلت الحكومة العراقية المؤقتة في 28 يونيو 2004.

ما هي الهيئات التي حلت محلها الحكومة العراقية المؤقتة؟

حلت الحكومة العراقية المؤقتة محل سلطة الائتلاف المؤقتة ومجلس الحكم العراقي المؤقت.

ما كان الهدف الرئيسي من تشكيل هذه الحكومة؟

كان هدفها الرئيسي هو العمل كحكومة انتقالية لحكم العراق، والإعداد لإجراء الانتخابات وصياغة دستور جديد، مما يمهد الطريق لحكومة دائمة ذات سيادة.

متى أجريت انتخابات الجمعية الوطنية التي أشرفت عليها؟

أشرفت الحكومة العراقية المؤقتة على انتخابات الجمعية الوطنية التي أجريت في 30 يناير 2005.

من خلف الحكومة العراقية المؤقتة؟ ومتى؟

خلفتها الحكومة العراقية الانتقالية في 3 مايو 2005.

ما هو السياق التاريخي لتشكيلها؟

تشكلت في أعقاب غزو العراق عام 2003 وسقوط النظام السابق، كجزء من عملية نقل السلطة من الإدارة التي قادتها قوات التحالف إلى إدارة عراقية ذاتية.