كان الكونت بيدير جريفنفيلد، المعروف قبل حصوله على هذا اللقب باسم بيدر شوماخر، شخصية بارزة في تاريخ الدنمارك والنرويج، حيث وُلد في 24 أغسطس 1635 وتوفي في 12 مارس 1699. يمثل جريفنفيلد قصة صعود استثنائي من أصول متواضعة إلى قمة السلطة السياسية في مملكته، ليصبح فيما بعد رجل دولة دنماركيًا ومفضلًا لدى العائلة المالكة، خاصة الملك كريستيان الخامس.
الصعود إلى السلطة: المستشار الرئيسي والحاكم الفعلي
بدأ نجم بيدر شوماخر في الصعود بفضل ذكائه الحاد وكفاءته الإدارية، مما جعله محط ثقة الملك كريستيان الخامس. ففي عام 1670، تم تعيينه المستشار الرئيسي للملك، وهو منصب منحه نفوذًا هائلاً. لم يمض وقت طويل حتى أصبح الحاكم الفعلي للمملكة المزدوجة، الدنمارك والنرويج، خلال النصف الأول من سبعينيات القرن السابع عشر. في هذه الفترة، كان جريفنفيلد العقل المدبر وراء العديد من الإصلاحات والإنجازات في السياسة الخارجية والداخلية، موجهًا دفة شؤون الدولة بكفاءة ملحوظة. يُذكر له تطوير نظام إداري مركزي وتقوية نفوذ الدولة.
التكريمات والمكانة الأرستقراطية
تتويجًا لمسيرته المهنية وإقرارًا بنفوذه المتزايد، تم تعيين جريفنفيلد مستشارًا للدنمارك في عام 1673. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل ارتقى إلى أعلى المراتب الأرستقراطية في الدنمارك والنرويج، وهو تكريم قلما يُمنح لأشخاص من غير النبلاء، مما يؤكد المكانة الاستثنائية التي وصل إليها. كما حظي بشرف الحصول على وسام الفيل، وهو أرفع الأوسمة الملكية في البلاد، مما يرمز إلى قمّة الاعتراف بمساهماته وولائه.
السقوط المفاجئ وتهمة الخيانة
لم يدم هذا المجد طويلًا. ففي أوائل عام 1676، وبناءً على دسائس ومكائد حاشية الملك وأعدائه المتزايدين في البلاط، الذين شعروا بالتهديد من نفوذه الواسع وشخصيته القوية، تم القبض على جريفنفيلد. وُجهت إليه تهمة الخيانة العظمى، وهي تهمة شديدة الخطورة غالبًا ما كانت تُستخدم لإسكات المعارضين أو إزاحة المنافسين السياسيين. ورغم أن الاتهامات كانت تبدو مقنعة في ذلك الوقت، إلا أن المؤرخين المعاصرين يتفقون بشكل واسع على أن هذه التهم كانت ملفقة وغير صحيحة، وأن دوافعها كانت سياسية بحتة.
السجن والإرث التاريخي
بعد إدانته، حُكم على بيدر جريفنفيلد بالسجن، وقضى 22 عامًا من حياته خلف القضبان. قضى معظم هذه الفترة في قلعة مونكهولمن الحصينة الواقعة في النرويج، حيث عاش حياة بائسة بعيدًا عن أضواء السلطة والمجد الذي عرفه. على الرغم من نهايته المأساوية، يظل جريفنفيلد شخصية محورية في تاريخ الدنمارك والنرويج، كرمز للذكاء السياسي الطموح، وأيضًا كضحية للمكائد البلاطية. تُظهر قضيته تعقيدات السلطة السياسية ومخاطر الاعتماد على الحظوة الملكية.
الأسئلة الشائعة حول بيدر جريفنفيلد
- من هو بيدر جريفنفيلد؟
- كان بيدر جريفنفيلد (المعروف قبل تكريمه باسم بيدر شوماخر) رجل دولة دنماركيًا ومستشارًا رئيسيًا للملك كريستيان الخامس، وصعد ليصبح الحاكم الفعلي للدنمارك والنرويج في سبعينيات القرن السابع عشر.
- ما هو الدور الرئيسي الذي لعبه في تاريخ الدنمارك؟
- لعب دورًا حاسمًا كمستشار رئيسي للملك كريستيان الخامس والحاكم الفعلي للمملكة المزدوجة، حيث أشرف على العديد من الإصلاحات الإدارية والسياسية الهامة خلال فترة نفوذه.
- لماذا تم القبض عليه واتهامه بالخيانة؟
- تم القبض عليه بناءً على طلب خصومه وحاسديه في البلاط الملكي في أوائل عام 1676. ورغم إدانته بالخيانة، يتفق المؤرخون على أن التهم كانت ملفقة ومدفوعة بدوافع سياسية لإزاحته من السلطة.
- أين قضى فترة سجنه الطويلة؟
- قضى معظم فترة سجنه التي بلغت 22 عامًا في قلعة مونكهولمن الحصينة في النرويج.
- ماذا كان مصيره النهائي؟
- توفي في السجن بعد 22 عامًا من الحبس، منهيًا بذلك مسيرة حياة بدأت بالصعود المذهل وانتهت بسقوط مأساوي.
- هل كانت تهمة الخيانة الموجهة إليه صحيحة؟
- لا، يتفق غالبية المؤرخين على أن تهمة الخيانة كانت باطلة وغير صحيحة، وأنها كانت وسيلة للتخلص منه لأسباب سياسية وشخصية.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 