يُعد الدكتور تشوجيرو هاياشي (林 忠 次郎، Hayashi Chūjirō)، الذي وُلد في 15 سبتمبر 1880 وتوفي في 11 مايو 1940، شخصية محورية في تاريخ الريكي. بصفته تلميذًا مباشرًا لمؤسس الريكي ميكاو أوسوي، لم يقتصر دوره على ممارسة الريكي فحسب، بل كان له الفضل الأكبر في هيكلة ونشر هذه الممارسة العلاجية خارج اليابان، ليُمهد الطريق أمام وصولها إلى العالم الغربي.
الخلفية المهنية ورحلة الريكي
قبل انخراطه الكامل في عالم الريكي، كان الدكتور هاياشي طبيبًا بحريًا في البحرية الإمبراطورية اليابانية. هذه الخلفية الطبية منحته منظورًا فريدًا، حيث جمع بين الفهم العلمي لجسم الإنسان والقدرات العلاجية للريكي. بدأ دراسته للريكي مع ميكاو أوسوي في أوائل عشرينيات القرن الماضي، وكان من أوائل الطلاب الذين نالوا درجة "شيهان" (معلم) من أوسوي نفسه. لقد أدرك هاياشي الإمكانات الكبيرة للريكي ليس فقط كطريقة للشفاء الروحي، بل أيضًا كأداة علاجية فعالة يمكن تطبيقها بطريقة منهجية ومنظمة لعلاج الأمراض الجسدية.
تأسيس "هاياشي ريكي كينكيو كاي"
مع بداية عام 1925، وفي حياة سيده أوسوي، أسس الدكتور هاياشي عيادته ومعهده الخاص الذي أطلق عليه اسم "هاياشي ريكي كينكيو كاي" (Hayashi Reiki Kenkyu-kai)، أو "مجموعة هاياشي لأبحاث الريكي" في حي شينانو-ماتشي بطوكيو. كان هذا المركز مختلفًا بعض الشيء عن ممارسات أوسوي الأصلية، حيث ركز هاياشي على تطوير نظام علاج أكثر تنظيمًا وهيكلة. في عيادته، كان المرضى يتلقون العلاج من مجموعة من الممارسين الذين يضعون أيديهم على مناطق محددة في الجسم، وهو ما يعكس خلفيته الطبية ورغبته في توثيق النتائج وفعالية العلاج. حافظ هاياشي على جوهر تعاليم أوسوي، لكنه قام بتكييفها لتناسب السياق العلاجي السريري، ووضع بروتوكولات علاج محددة لمختلف الحالات، مما أضفى طابعًا عمليًا ومنظمًا على ممارسة الريكي.
جسر الريكي إلى الغرب: هاوايو تاكاتا
يُعتبر الدور الذي لعبه الدكتور هاياشي في نشر الريكي خارج اليابان حجر الزاوية في تاريخه العالمي. في عام 1935، سافرت امرأة أمريكية يابانية تدعى هاوايو تاكاتا من هاواي إلى اليابان بحثًا عن علاج لمرض عضال. بعد أن وجدت الشفاء في عيادة هاياشي، أبدت اهتمامًا شديدًا بالريكي. قام هاياشي بتدريبها بشكل مكثف على مستويي الريكي الأول والثاني، ثم في عام 1938، منحها درجة "شيهان" (معلم ريكي)، لتكون أول معلمة ريكي من أصل غير ياباني. وبدعم ومساعدة من هاياشي، عادت تاكاتا إلى هاواي، حيث بدأت في تعليم ونشر الريكي، لتصبح القناة الرئيسية التي من خلالها وصل الريكي إلى الأمريكتين والعالم الغربي، مؤسسةً بذلك أحد أهم خطوط النسب في الريكي الحديث.
خط نسب آخر: شيوكو ياماغوتشي وجيكيدن ريكي
بالإضافة إلى تدريبه لهاوايو تاكاتا، قام الدكتور هاياشي بتدريب معلمة أخرى تركت بصمة واضحة في عالم الريكي، وهي شيوكو ياماغوتشي. بدأت ياماغوتشي دراستها للريكي مع هاياشي في عام 1938 وكانت تبلغ من العمر 17 عامًا آنذاك، واستمرت في تلقي التدريب منه حتى عام 1940. أصبحت ياماغوتشي فيما بعد مؤسسة "جيكيدن ريكي" (Jikiden Reiki)، وهو نظام يُركز على تعليم الريكي بالصيغة التي تعلمتها مباشرة من الدكتور هاياشي، مؤكدة على أصالة التعاليم اليابانية الأصلية للريكي ورفض التعديلات أو الإضافات التي قد تكون ظهرت في بعض المدارس الغربية. يُعد خط نسب جيكيدن ريكي شهادة أخرى على التأثير العميق والمستمر لتعاليم هاياشي.
الأيام الأخيرة والإرث الدائم
في عام 1940، في ظل أجواء الحرب العالمية الثانية المتصاعدة والتوترات السياسية التي كانت تعصف باليابان، اتخذ الدكتور هاياشي قرارًا مؤلمًا بإنهاء حياته عن طريق "السيبوكو" (seppuku)، وهو شكل ياباني قديم من الانتحار الطقسي الذي كان يُمارس عادةً من قبل الساموراي للحفاظ على الشرف أو لتجنب العار. تظل الظروف الدقيقة المحيطة بقراره موضع تكهنات، ولكن يُعتقد أنه ربما كان يواجه صراعًا داخليًا بين واجبه كضابط بحري سابق وبين مبادئ السلام والشفاء التي يتبناها الريكي، وربما تلقى أوامر لا تتوافق مع قناعاته. على الرغم من نهايته المأساوية، لا يزال إرث الدكتور تشوجيرو هاياشي حيًا وقويًا. فلقد ساهم بجهوده المنهجية وعمله الدؤوب في تحويل الريكي من ممارسة يابانية محلية إلى ظاهرة عالمية، وباتت تعاليمه أساسًا للعديد من مدارس الريكي في جميع أنحاء العالم.
الأسئلة الشائعة حول تشوجيرو هاياشي
- من هو تشوجيرو هاياشي؟
- تشوجيرو هاياشي هو طبيب بحري ياباني سابق وتلميذ مباشر لميكاو أوسوي، مؤسس الريكي. لعب دورًا حاسمًا في تطوير ونشر الريكي، خاصةً في تكييفه ليصبح نظامًا علاجيًا منظمًا وتقديمه للعالم الغربي.
- ما هو الدور الرئيسي الذي لعبه في تاريخ الريكي؟
- دوره الرئيسي يكمن في منهجيته لتعليم وممارسة الريكي، وتأسيسه لعيادة "هاياشي ريكي كينكيو كاي" التي جمعت بين العلاج والتعليم. الأهم من ذلك، أنه درب هاوايو تاكاتا، التي أخذت الريكي إلى هاواي ومنها إلى العالم الغربي، مما جعله جسرًا حيويًا بين الريكي الياباني الأصيل والانتشار العالمي.
- ما هي "هاياشي ريكي كينكيو كاي"؟
- هي "مجموعة هاياشي لأبحاث الريكي"، وهي عيادة ومدرسة أسسها تشوجيرو هاياشي في طوكيو. ركزت على تطبيق الريكي بطريقة منظمة ومنهجية للعلاج، وعُدت نموذجًا لدمج الريكي في بيئة علاجية.
- كيف ساعد هاياشي في نشر الريكي إلى الغرب؟
- من خلال تدريب هاوايو تاكاتا، وهي امرأة يابانية-أمريكية شفيت في عيادته. منحها هاياشي شهادة معلمة الريكي وشجعها على العودة إلى هاواي لتعليم ونشر الريكي هناك، لتصبح القناة الرئيسية لوصول الريكي إلى الأمريكتين وأوروبا.
- هل درب هاياشي معلمين آخرين؟
- نعم، بالإضافة إلى هاوايو تاكاتا، درب تشوجيرو هاياشي شيوكو ياماغوتشي، التي أسست فيما بعد نظام "جيكيدن ريكي" الذي يُركز على الحفاظ على تعاليم هاياشي الأصلية.
- ماذا حدث لتشوجيرو هاياشي عام 1940؟
- توفي تشوجيرو هاياشي عام 1940 من خلال ممارسة "السيبوكو" (seppuku)، وهو شكل طقسي ياباني للانتحار للحفاظ على الشرف. يُعتقد أن قراره كان مرتبطًا بالضغوط والتحديات التي فرضتها أجواء الحرب العالمية الثانية المتصاعدة، وربما تعارضت أوامره العسكرية المحتملة مع مبادئه في الريكي.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 