بعد ظهر يوم حار ومفعم بالنشاط في 21 مايو 1917، تحولت مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية إلى مسرح لكارثة مروعة سُجلت في التاريخ باسم "حريق أتلانتا العظيم لعام 1917". بدأت الشرارة الأولى لهذا الحريق المدمر في حي الجناح الرابع القديم، وهو حي سكني وتجاري صاخب في ذلك الوقت، حيث لم يكن أحد يتوقع أن تتحول الظهيرة الهادئة إلى فوضى عارمة ودمار واسع النطاق.

اندلاع الكارثة وانتشار النيران

لم يُحدد قط السبب الدقيق الذي أدى إلى اندلاع هذا الحريق الضخم. تُشير بعض التكهنات إلى شرارة عرضية أو سيجارة مهملة، لكن المؤكد هو أن الظروف المناخية كانت عاملاً حاسماً في سرعة انتشاره ووحشيته. ففي ذلك اليوم، كانت درجات الحرارة مرتفعة بشكل غير عادي، ورافقتها رياح قوية وعاتية، مما حول أي شرارة صغيرة إلى لهيب مستعر ينتشر بسرعة جنونية عبر الأسطح الخشبية والشوارع الضيقة التي كانت سمة مميزة للعديد من مباني المدينة آنذاك. هذه العوامل مجتمعة خلقت ما يُعرف بـ "العاصفة النارية المثالية"، حيث لم تجد النيران ما يوقفها إلا بعد عشر ساعات تقريبًا من الاشتعال.

حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية

استمر الحريق بلا هوادة لما يقرب من عشر ساعات متواصلة، تاركاً خلفه مشهداً من الخراب لم تشهده أتلانتا من قبل. لقد التهمت ألسنة اللهب ما يقرب من 300 فدان (ما يعادل حوالي 120 هكتارًا)، وهي مساحة شاسعة تضم جزءًا كبيرًا من قلب المدينة. كان الدمار واسع النطاق لدرجة أنه طال ما يقرب من 1900 مبنى، تحولت معظمها إلى رماد، بما في ذلك منازل ومتاجر وكنائس ومرافق عامة. لكن الأثر الأكثر إيلامًا كان على سكان المدينة؛ حيث وجد أكثر من 10,000 شخص أنفسهم بلا مأوى بين عشية وضحاها، مفترشين العراء، وقد فقدوا كل ما يملكونه تقريبًا. قُدرت الخسائر المادية للحريق بمبلغ 5 ملايين دولار أمريكي في ذلك الوقت، وهو مبلغ هائل بالنسبة لعام 1917. ولتوضيح حجم هذه الخسارة في السياق الحديث، يُقدر ما يعادلها اليوم بحوالي 100 مليون دولار أمريكي (وفقًا لقيمة الدولار في عام 2022).

جهود الإطفاء وإعادة الإعمار

واجه رجال الإطفاء في أتلانتا تحديات هائلة في محاولتهم السيطرة على الحريق. فبالإضافة إلى الظروف الجوية القاسية، كانت شبكة المياه تعاني من ضعف الضغط في بعض المناطق، مما حد من فعاليتها. اضطر رجال الإطفاء إلى الاستعانة بفرق من المدن المجاورة، واستخدموا تكتيكات يائسة مثل هدم المباني في مسار النيران لإنشاء فواصل تمنعها من التقدم، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر ولكنها ضرورية في بعض الأحيان. أظهرت روح المجتمع تماسكًا كبيرًا، حيث هرع المتطوعون للمساعدة في الإخلاء وتقديم المأوى للمشردين. لم يكن الدمار ماديًا فحسب؛ بل ترك الحريق ندوبًا عميقة في نفوس الناجين وأعاد تشكيل النسيج الاجتماعي والاقتصادي لأتلانتا. ومع ذلك، وبفضل الإصرار والصمود، بدأت المدينة في رحلة طويلة من إعادة الإعمار، لتنهض من الرماد أقوى وأكثر مرونة، وتصبح رمزًا لقدرتها على تجاوز المحن.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هو حريق أتلانتا العظيم عام 1917؟

هو حريق مدمر اجتاح مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية في 21 مايو 1917، وأسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

متى وأين وقع الحريق؟

بدأ الحريق بعد ظهر يوم 21 مايو 1917 في حي الجناح الرابع القديم بمدينة أتلانتا، جورجيا.

ما هو سبب الحريق؟

السبب الدقيق للحريق لم يتضح بعد، لكن الظروف الجوية المتمثلة في درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاتية ساعدت على اشتعاله وانتشاره بشكل سريع وكبير.

ما هو حجم الأضرار التي سببها الحريق؟

دمر الحريق حوالي 300 فدان (120 هكتارًا)، و1900 مبنى، وقدرت الخسائر المادية بمبلغ 5 ملايين دولار في عام 1917 (ما يعادل حوالي 100 مليون دولار في عام 2022).

كم عدد الأشخاص الذين تضرروا من الحريق؟

شرد الحريق أكثر من 10,000 شخص، وتركهم بلا مأوى.

كم استمر الحريق؟

استمر الحريق حوالي 10 ساعات متواصلة قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من السيطرة عليه.