يُعدّ كولين بليث، المعروف أيضًا بحميمية باسم تشارلي بليث، واحدًا من أكثر الشخصيات إثارة للإعجاب في تاريخ الكريكيت الإنجليزي، حيث لم تتجلى موهبته الفذة في الملاعب فحسب، بل امتدت شجاعته لتشمل ساحات المعارك في الحرب العالمية الأولى. وُلد بليث في 30 مايو 1879، وكان من المقرر أن يترك بصمة لا تُمحى كلاعب كريكيت محترف، ليصبح أسطورة في اللعبة قبل أن يُفارق الحياة بشكل مأساوي في 8 نوفمبر 1917.
برز بليث كأحد أعظم رماة الكرة البطيئة بالذراع اليسرى على الإطلاق في رياضة الكريكيت. كان أسلوبه الفريد والساحر في الرمي يمزج بين الدقة الفائقة والقدرة على خداع batsmen، مما جعله كابوسًا للمنافسين. انضم إلى نادي كنت للكريكيت (Kent County Cricket Club) في عام 1899، ليقضي معه مسيرة مهنية مجيدة استمرت حتى عام 1914، محققًا خلالها إنجازات وضعته في مصاف النخبة. كان له شرف تمثيل منتخب إنجلترا للكريكيت في مباريات الاختبار خلال أوائل القرن العشرين، حيث أظهر مهاراته على الساحة الدولية.
تألقت مسيرة بليث المهنية بعدة إنجازات بارزة، منها اختياره "لاعب كريكيت ويسدن للعام" (Wisden Cricketer of the Year) في عام 1904، وهو تكريم مرموق يعكس مكانته الاستثنائية في عالم الكريكيت. تجاوز عدد الويكيت التي حصدها بليث في مسيرته من الدرجة الأولى حاجز 2500 ويكيت، وهو إنجاز هائل لم يحققه سوى 12 لاعبًا آخر على مستوى العالم، مما يبرز مدى براعته واتساق أدائه. كما يُشارك بليث الرقم القياسي لأكبر عدد من الويكيت التي تم التقاطها في مباراة يوم واحد من الدرجة الأولى، إلى جانب الأسطورتين هيدلي فيريتي وتوم جودارد، وهو دليل آخر على قدرته الخارقة. لقد كان موسم 1909 شاهداً على ذروة عطائه، حيث حصد 215 ويكيت، وأظهر في 14 موسمًا من أصل 16 موسمًا لعبها قدرته على تجاوز 100 ويكيت، وهو مستوى من الاتساق يصعب مضاهاته.
لكن حياة بليث لم تكن خالية من التحديات، فقد كان يعاني من الصرع، وهو تحدٍ صحي كبير. ومع ذلك، لم يثنه ذلك عن الاستجابة لنداء الواجب الوطني. فمع اندلاع الحرب العالمية الأولى، التحق بالجيش البريطاني، متخليًا عن عصا الكريكيت ليحمل سلاحًا. لقد كان قراره هذا انعكاسًا للروح السائدة في عصره، حيث انضم العديد من الرياضيين والمدنيين إلى المجهود الحربي.
كانت نهاية بليث مأساوية وبطولية في آن واحد؛ ففي 8 نوفمبر 1917، وخلال المعارك الضارية التي شهدتها معركة باشنديل الثانية، وهي إحدى أشرس وأكثر المعارك دموية على الجبهة الغربية، سقط بليث شهيدًا أثناء أداء واجبه العسكري. اليوم، يقف نصب تذكاري مهيب في ملعب سانت لورانس في كانتربري، أرض نادي كنت، تخليدًا لذكراه وذكرى زملائه الآخرين في النادي الذين ضحوا بحياتهم في تلك الحرب العظمى، ليبقى اسم كولين بليث محفورًا في ذاكرة الكريكيت كبطل رياضي وبطل حرب.
الأسئلة الشائعة حول كولين بليث
- من هو كولين بليث؟
- كولين بليث، المعروف أيضًا باسم تشارلي بليث، كان لاعب كريكيت إنجليزيًا محترفًا من أوائل القرن العشرين، ويُعدّ أحد أعظم رماة الكرة البطيئة بالذراع اليسرى في تاريخ اللعبة. كما خدم في الجيش البريطاني وقُتل أثناء الحرب العالمية الأولى.
- ما هي أبرز إنجازاته في الكريكيت؟
- كان بليث "لاعب كريكيت ويسدن للعام" في 1904، وحصد أكثر من 2500 ويكيت من الدرجة الأولى، وهو إنجاز حققه 13 لاعبًا فقط. كما يشارك الرقم القياسي لأكبر عدد من الويكيت في مباراة يوم واحد من الدرجة الأولى، وأخذ أكثر من 100 ويكيت في 14 موسمًا من أصل 16 موسمًا لعبها.
- ما هو أسلوب رمي بليث في الكريكيت؟
- كان كولين بليث لاعبًا ماهرًا في رمي الكرة البطيئة بالذراع اليسرى، واشتهر بدقته وقدرته على السيطرة على الكرة.
- كيف أثرت حالته الصحية على حياته ومسيرته؟
- رغم معاناته من الصرع، لم يمنعه ذلك من تحقيق التميز في الكريكيت والانضمام إلى الجيش البريطاني لخدمة بلاده في الحرب العالمية الأولى، مما يُظهر شجاعته وعزيمته.
- كيف توفي كولين بليث؟
- قُتل كولين بليث أثناء الخدمة الفعلية في 8 نوفمبر 1917، خلال معركة باشنديل الثانية، وهي إحدى المعارك الكبرى في الحرب العالمية الأولى.
- هل يوجد نصب تذكاري لكولين بليث؟
- نعم، يوجد نصب تذكاري مخصص له ولأعضاء آخرين من نادي كنت للكريكيت الذين سقطوا في الحرب، وذلك في أرض النادي الرئيسية، ملعب سانت لورانس في كانتربري.
- ما الذي جعله يُعتبر أحد أعظم لاعبي الكريكيت؟
- يُعتبر بليث أحد العظماء بفضل اتساق أدائه المذهل، وعدد الويكيت الهائل الذي حققه، وأسلوبه الفريد في الرمي بالذراع اليسرى، ومرونته في اللعب على أعلى المستويات على الرغم من تحدياته الصحية.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 