بوبي ساندز ، متطوع PIRA ومضرب عن الطعام (ب 1954)

روبرت جيرارد ساندز، المعروف عالميًا باسم بوبي ساندز، وبلغته الأيرلندية الأصلية رويبارد جيرويد Ó سيتشناساي، (ولد في 9 مارس 1954 وتوفي في 5 مايو 1981)، كان شخصية محورية وأيقونة مثيرة للجدل في تاريخ الصراع الأيرلندي المضطرب. بوصفه عضوًا نشطًا في الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت (IRA)، وهي منظمة شبه عسكرية تسعى لإنهاء الحكم البريطاني في أيرلندا الشمالية وتوحيد أيرلندا، أصبحت حياته ونضاله رمزًا للمطالبات الجمهورية، واختتمت بوفاته المأساوية في إضراب عن الطعام بينما كان سجينًا في سجن إتش إم مايز (HM Prison Maze) سيئ السمعة في أيرلندا الشمالية.

نشأته وانضمامه للجيش الجمهوري الأيرلندي

نشأ ساندز في بلفاست بأيرلندا الشمالية خلال فترة مضطربة للغاية عُرفت باسم "المشاكل" (The Troubles)، وهي فترة صراع عرقي سياسي عنيف اتسمت بالعنف الطائفي والإرهاب. هذه البيئة المشحونة ساهمت في تشكيل قناعاته السياسية ودفعته للانضمام إلى صفوف الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت. كان هدف المنظمة الرئيسي هو تحقيق جمهورية أيرلندية موحدة ومستقلة، بعيدًا عن السيطرة البريطانية.

في عام 1976، شارك ساندز في عملية التخطيط لتفجير شركة بالمورال للمفروشات في دنموري، وهي عملية استهدفت منشأة تجارية يعتقد الجمهوريون أن لها صلات بالمؤسسة البريطانية. أعقب هذا الهجوم تبادل لإطلاق النار مع شرطة أولستر الملكية (RUC)، وهي القوة الشرطية آنذاك في أيرلندا الشمالية والتي كانت جزءًا من مؤسسة الدولة البريطانية وتعتبر من قبل القوميين الأيرلنديين أداة للقمع. تم القبض على ساندز أثناء محاولته الفرار من مكان الحادث، حيث عُثر بحوزته على أسلحة نارية. لاحقًا، حُكم عليه بالسجن لمدة 14 عامًا بتهمة حيازة أسلحة نارية، وهي جريمة كافية لإرساله إلى سجن مايز الذي كان يضم العديد من الجمهوريين والقوميين الأيرلنديين.

إضراب عام 1981 عن الطعام: صراع على الاعتراف

في سجن مايز، أخذ بوبي ساندز على عاتقه قيادة إضراب عن الطعام في عام 1981، وهو احتجاج مصيري شارك فيه السجناء الجمهوريون الأيرلنديون رفضًا لقرار الحكومة البريطانية بإلغاء "وضع الفئة الخاصة" (Special Category Status). كان هذا الوضع، الذي مُنح في عام 1972، يعامل السجناء المتورطين في "المشاكل" على أنهم سجناء سياسيون بدلاً من مجرمين عاديين، مما منحهم امتيازات مثل عدم ارتداء زي السجن، وعدم القيام بأعمال السجن، وحرية الاختلاط مع السجناء الآخرين، والحق في تنظيم أنشطتهم الترفيهية، والحق في استعادة كامل مدة العفو عن العقوبة المفقودة بسبب الاحتجاج. كانت الحكومة البريطانية، بقيادة مارجريت تاتشر، قد ألغت هذا الوضع في عام 1976، بهدف تجريم الصراع وتقويض شرعية الجمهوريين. رأى السجناء في هذا الإلغاء إهانة لمبادئهم ومحاولة لإنكار دوافعهم السياسية، واعتبروه حقًا أساسيًا في الاعتراف بوضعهم كأسرى حرب، وليس مجرد مجرمين. كان الإضراب عن الطعام بمثابة تكتيك يائس لجذب الانتباه إلى قضيتهم وإجبار الحكومة على التراجع عن قرارها. تضمنت المطالب الخمسة للمضربين عن الطعام ما يلي:

• الحق في عدم ارتداء زي السجن: بدلاً من ذلك، ارتداء ملابسهم المدنية.
• الحق في عدم القيام بأعمال السجن: اعتبارهم سجناء سياسيين وليس مجرمين عاديين.
• الحق في حرية التجمع: التجمع بحرية مع السجناء الآخرين.
• الحق في تنظيم الأنشطة الترفيهية الخاصة بهم: بدلاً من الأنشطة التي تفرضها إدارة السجن.
• الحق في استعادة كامل مدة العفو عن العقوبة: التي فقدت بسبب الاحتجاجات السابقة.

الانتخابات البرلمانية والاهتمام الدولي

خلال فترة إضرابه عن الطعام التي استمرت 66 يومًا، شهد العالم حدثًا سياسيًا غير مسبوق أضفى بعدًا جديدًا على الصراع. تم ترشيح بوبي ساندز لانتخابات فرعية في ويست بلفاست كمرشح مناهض لـ "الكتلة H" (Anti-H-Block)، في إشارة إلى تصميم سجن مايز على شكل حرف H والذي أصبح رمزًا للاحتجاز والاضطهاد. وفاز ساندز بالمقعد في البرلمان البريطاني بأغلبية كبيرة، متغلبًا على مرشح حزب الوحدويين الأيرلندي. وجه هذا الفوز ضربة رمزية قوية للحكومة البريطانية وسلط الضوء على عمق الدعم الذي يحظى به الجمهوريون داخل مجتمعاتهم. لفتت هذه النتيجة الانتخابية غير العادية، إلى جانب التقارير اليومية عن تدهور صحته، انتباهًا إعلاميًا دوليًا غير مسبوق إلى المضربين عن الطعام والحركة الجمهورية الأيرلندية بشكل عام. أثارت هذه التغطية موجة واسعة من التعاطف والتأييد من بعض الجهات، التي رأت في ساندز رمزًا للمقاومة والحرية، بينما تعرضت لانتقادات حادة ورفض من جهات أخرى، خاصة من الحكومة البريطانية وعائلات ضحايا الجيش الجمهوري الأيرلندي الذين اعتبروه إرهابيًا.

الوفاة والإرث الدائم

توفي بوبي ساندز في 5 مايو 1981 بعد 66 يومًا من الإضراب عن الطعام. لم يتم تلبية أي من مطالبه الخمسة بشكل مباشر قبل وفاته. أعقبت وفاته وفاة تسعة آخرين من رفاقه المضربين عن الطعام. كانت هذه الوفيات بمثابة محفز لموجة جديدة من التجنيد والنشاط في صفوف الجيش الجمهوري الأيرلندي، حيث رأى الكثيرون في ساندز ورفاقه شهداء لقضية الحرية الأيرلندية، مما أدى إلى تصعيد العنف. ورغم فشل الإضراب في تحقيق المطالب الخمسة بشكل مباشر وفوري، إلا أنه أحدث تغييرات مهمة في سياسة السجون بعد فترة وجيزة، حيث تم التراجع عن بعض القواعد المتعلقة بملابس السجناء وأعمالهم. والأهم من ذلك، أنه حول القضية الأيرلندية من صراع محلي إلى قضية عالمية، جذب الانتباه والتعاطف من جميع أنحاء العالم.

لا يزال بوبي ساندز حتى يومنا هذا شخصية تثير مشاعر قوية ومثيرة للجدل، حيث يُنظر إليه كبطل قومي ومناضل من أجل الحرية ومقاوم للاضطهاد من قبل جمهوريي أيرلندا والعديد من النشطاء حول العالم، بينما يُعتبر إرهابيًا ومدبرًا للعنف من قبل الوحدويين وبعض أطراف المجتمع البريطاني. تبقى قصته جزءًا لا يتجزأ من السرد التاريخي لأيرلندا الشمالية، ورمزًا لتكلفة الصراع السياسي الشديد.

الأسئلة الشائعة

من هو بوبي ساندز؟

كان بوبي ساندز عضوًا في الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت (IRA) وزعيمًا لإضراب عام 1981 عن الطعام في سجن إتش إم مايز بأيرلندا الشمالية. يُعتبر شخصية رمزية ومثيرة للجدل في تاريخ الصراع الأيرلندي.

لماذا بدأ بوبي ساندز إضرابًا عن الطعام؟

بدأ ساندز إضرابه عن الطعام احتجاجًا على إلغاء الحكومة البريطانية لـ "وضع الفئة الخاصة" (Special Category Status) للسجناء الجمهوريين، والذي كان يمنحهم حقوقًا كأسرى حرب وليس مجرمين عاديين. كان يسعى لاستعادة المطالب الخمسة الأساسية المتعلقة بظروف السجن ومعاملة السجناء.

ما هو "وضع الفئة الخاصة" (Special Category Status)؟

كان "وضع الفئة الخاصة" امتيازًا يمنح السجناء المتورطين في الصراع الأيرلندي معاملة خاصة تختلف عن معاملة المجرمين العاديين. شمل ذلك الحق في عدم ارتداء زي السجن، وعدم القيام بأعمال السجن، وحرية الاختلاط، وتنظيم الأنشطة الترفيهية، وحقوق أخرى. اعتبرته الحكومة البريطانية بمثابة إضفاء شرعية على العنف.

ما هي "المطالب الخمسة" التي رفعها المضربون عن الطعام؟

المطالب الخمسة كانت:

• الحق في عدم ارتداء زي السجن.
• الحق في عدم القيام بأعمال السجن.
• الحق في حرية التجمع مع السجناء الآخرين.
• الحق في تنظيم الأنشطة الترفيهية الخاصة بهم.
• الحق في استعادة كامل مدة العفو عن العقوبة المفقودة بسبب الاحتجاجات.

كيف أثر انتخابه للبرلمان؟

خلال إضرابه عن الطعام، انتُخب بوبي ساندز لعضوية البرلمان البريطاني. كان هذا حدثًا رمزيًا قويًا لفت انتباهًا إعلاميًا دوليًا كبيرًا إلى محنة المضربين عن الطعام والقضية الجمهورية الأيرلندية، مما وضع ضغوطًا هائلة على الحكومة البريطانية.

ما هي نتائج إضراب عام 1981 عن الطعام؟

توفي ساندز وتسعة آخرون من رفاقه المضربين عن الطعام، ولم تُلبَ مطالبهم الخمسة بشكل مباشر. ومع ذلك، أدى الإضراب إلى موجة جديدة من التجنيد في الجيش الجمهوري الأيرلندي وزيادة النشاط، وأجبر الحكومة البريطانية في النهاية على إدخال إصلاحات في سياسة السجون بعد فترة وجيزة، والأهم من ذلك أنه رفع القضية الأيرلندية إلى مستوى الوعي الدولي.

كيف يُنظر إلى بوبي ساندز اليوم؟

يُذكر بوبي ساندز اليوم كشخصية مثيرة للجدل: بطل وشهيد للقضية القومية الأيرلندية والمقاومة من قبل جمهوريي أيرلندا، بينما يُصنّف على أنه إرهابي ومدبر للعنف من قبل الوحدويين وبعض أطراف المجتمع البريطاني. تظل قصته رمزًا قويًا للتضحية والصراع السياسي.