كانت فيبي ميليسينت هيرست كوك، التي ولدت في 13 يوليو 1927 وتوفيت في 18 نوفمبر 2012، شخصية بارزة في المشهد الأمريكي كسيدة أعمال ومحسنة ذات تأثير عميق. امتدت حياتها لأكثر من ثمانية عقود، وشهدت خلالها تحولات كبيرة في عالم الإعلام والعمل الخيري، تاركة بصمة واضحة عبر ارتباطها بعائلة هيرست الإعلامية الشهيرة.
جذور عائلة هيرست ودورها في عالم الأعمال
ترتبط فيبي ميليسينت هيرست كوك ارتباطًا وثيقًا بواحدة من أبرز سلالات الإعلام في الولايات المتحدة، إذ كانت حفيدة ويليام راندولف هيرست، الإمبراطور الإعلامي الأسطوري الذي بنى إمبراطورية هيرست الشاسعة. هذه الخلفية العائلية المرموقة مهدت لها الطريق لتلعب دورًا محوريًا في إدارة هذه الإمبراطورية الإعلامية الكبرى. شغلت كوك عضوية مجلس إدارة شركة هيرست لمدة 36 عامًا تقريبًا، وذلك من عام 1962 حتى عام 1998، وهي فترة شهدت تطورات هائلة وتحولات عميقة في قطاع الإعلام العالمي. خلال هذه العقود الطويلة، ساهمت بفاعلية في توجيه دفة الشركة، محافظة على إرث عائلتها الإعلامي وموجهة إياه نحو آفاق جديدة ومبتكرة. كما كان لشقيقها التوأم، جورج راندولف هيرست جونيور، دور قيادي أيضًا، حيث شغل منصب الرئيس السابق لشركة هيرست كوربوريشن قبل وفاته في يونيو 2012، أي قبل أشهر قليلة من رحيلها، مما يؤكد الارتباط العائلي العميق والمتشابك بإدارة هذه المؤسسة الضخمة التي شكلت جزءًا لا يتجزأ من حياتها المهنية.
شغفها بالفروسية والعمل الخيري
لم يقتصر اهتمام فيبي هيرست كوك على عالم الأعمال فحسب، بل امتد ليشمل شغفًا عميقًا بالعمل الخيري، ولا سيما في مجال الفروسية. قضت الجزء الأكبر من حياتها في وودسايد بولاية كاليفورنيا، وهي منطقة تشتهر بوجود مجتمع فروسي نشط ومرافق رياضية متخصصة. هناك، كرست جزءًا كبيرًا من وقتها وجهدها لدعم هذا المجتمع، وكانت على وجه الخصوص من الداعمين الرئيسيين للعلاج بمساعدة الخيول. يتجسد هذا الدعم في مشاركتها الفعالة مع المركز الوطني للعلاج الفروسي الميسر (NCEFT)، وهو منظمة رائدة تستخدم التفاعل مع الخيول لتحسين جودة حياة الأفراد الذين يعانون من تحديات جسدية أو عقلية أو عاطفية. من خلال دعمها السخي لهذا المركز، ساهمت فيبي في توفير فرص فريدة للعلاج والتأهيل، مؤمنة بقوة العلاقة بين الإنسان والخيول في تحقيق الشفاء والنمو الشخصي، مما عكس جانبًا إنسانيًا عميقًا في شخصيتها.
تحديات السنوات الأخيرة والتكريم الدائم
مثل العديد من الشخصيات العامة، واجهت فيبي ميليسينت هيرست كوك بعض التحديات الشخصية في سنواتها الأخيرة. ففي فترة متأخرة من حياتها، وتحديدًا في عام 2009، اختتمت نزاعات عائلية حول إدارة ممتلكاتها بصدور حكم وصاية، وهي قضية تعكس مدى التعقيدات التي قد تنشأ حتى في أوساط العائلات المرموقة، وتُظهر أن الثروة قد لا تخلو من تحدياتها الخاصة. ومع ذلك، لم تخفت إنجازاتها وإسهاماتها عن الأضواء. ففي عام 1996، نالت تقديرًا رفيعًا عندما تم إدخالها إلى قاعة الغربيين الكبار في متحف كاوبوي والتراث الغربي الوطني. هذا التكريم لم يكن مجرد اعتراف بمكانتها كفرد من عائلة هيرست ذات الجذور العميقة في الغرب الأمريكي فحسب، بل كان أيضًا تقديرًا لإسهاماتها الخاصة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، في الحفاظ على هذا التراث وتعزيزه، مما يضمن تخليد ذكراها وإرثها.
أسئلة متكررة حول فيبي ميليسينت هيرست كوك
- من هي فيبي ميليسينت هيرست كوك؟
- هي سيدة أعمال أمريكية ومحسنة بارزة، كانت حفيدة الإمبراطور الإعلامي ويليام راندولف هيرست، وقد شغلت منصب عضو في مجلس إدارة شركة هيرست لعدة عقود، مما جعلها شخصية مؤثرة في عالم الإعلام والعمل الخيري.
- ما هو دورها في شركة هيرست؟
- شغلت منصب عضو في مجلس إدارة شركة هيرست من عام 1962 إلى عام 1998، أي لمدة 36 عامًا. خلال هذه الفترة الطويلة، ساهمت في توجيه قرارات الشركة الإستراتيجية والإشراف على نموها وتطورها في صناعة الإعلام المتغيرة.
- ما هي اهتماماتها الخيرية؟
- كانت فيبي هيرست كوك شغوفة بمجتمع الفروسية وداعمة رئيسية للعلاج بمساعدة الخيول. كرست جهودها لدعم المركز الوطني للعلاج الفروسي الميسر (NCEFT) في وودسايد بكاليفورنيا، وهو ما يعكس التزامها بمساعدة الآخرين من خلال شغفها بالخيول.
- ما هو المركز الوطني للعلاج الفروسي الميسر (NCEFT)؟
- هو منظمة غير ربحية رائدة تستخدم العلاج بمساعدة الخيول كشكل من أشكال إعادة التأهيل. يهدف المركز إلى مساعدة الأفراد من جميع الأعمار الذين يعانون من إعاقات جسدية أو معرفية أو عاطفية على تحسين جودة حياتهم وقدراتهم الوظيفية من خلال التفاعل العلاجي مع الخيول.
- لماذا تم تكريمها في قاعة الغربيين الكبار؟
- تم إدخالها إلى قاعة الغربيين الكبار في متحف كاوبوي والتراث الغربي الوطني عام 1996. جاء هذا التكريم تقديرًا لمكانتها كفرد من عائلة هيرست التي لها تاريخ طويل ومؤثر في الغرب الأمريكي، ولإسهاماتها التي ربما شملت الحفاظ على التراث الغربي أو دعم مجتمعاته من خلال العمل الخيري أو الإسهامات الثقافية.
- ما هي تفاصيل النزاعات العائلية التي واجهتها؟
- في سنواتها الأخيرة، واجهت نزاعات عائلية تتعلق بإدارة ممتلكاتها وأصولها. وقد اختتمت هذه النزاعات في عام 2009 بصدور حكم قضائي بوضعها تحت وصاية، وهو ما يعكس تعقيدات القضايا المالية والشخصية التي قد تواجه الأفراد حتى من الخلفيات المرموقة.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文