في الثامن والعشرين من نوفمبر عام 2014، شهدت مدينة كانو، التي تُعد القلب النابض لشمال نيجيريا ومركزها التجاري والإسلامي الأكبر، حادثة مأساوية هزت أركانها. فمع انتهاء صلاة الجمعة المعتادة، التي يرتادها الآلاف، تحول المسجد المركزي الكبير (المسجد الجامع) في المدينة إلى مسرح لهجوم إرهابي دامي، أودى بحياة العشرات وأصاب المئات، تاركاً ندوباً عميقة في ذاكرة المجتمع النيجيري.
خلفية الهجوم: كانو وصراع التمرد
تقع كانو، المدينة ذات الأغلبية المسلمة الساحقة، في قلب منطقة لطالما عانت من ويلات التمرد الإسلامي الذي تقوده جماعة بوكو حرام. هذه الجماعة المتشددة، التي تسعى لإقامة دولة إسلامية متطرفة في نيجيريا، استهدفت بشكل متكرر المراكز الحضرية والمدنيين، بما في ذلك المساجد والأسواق والمدارس، في محاولة لزعزعة الاستقرار وفرض أيديولوجيتها. الهجوم على المسجد المركزي لم يكن مجرد عمل عشوائي، بل كان يحمل أبعاداً رمزية وسياسية خطيرة.
كان المسجد المركزي في كانو يتمتع بمكانة دينية واجتماعية مرموقة، لا سيما لقربه من قصر أمير كانو، محمد سانوسي الثاني. يُعرف الأمير سانوسي، الذي كان آنذاك ثاني أكبر رجل دين مسلم في نيجيريا، بموقفه الصريح والشجاع ضد بوكو حرام. فقبل الهجوم بوقت قصير، كان قد حث المدنيين علناً على حماية أنفسهم والتسلح لمواجهة تهديدات الجماعة الإرهابية، داعياً إلى المقاومة الشعبية ضد وحشيتهم. هذا الموقف الجريء جعله وشعبه هدفاً محتملاً للانتقام من قبل الجماعة.
تفاصيل الهجوم المروع
عند وقوع الحادثة، التي استهدفت المصلين بعد أدائهم صلاة الجمعة، كان المشهد مروعاً وفوضوياً. حيث قام انتحاريان بتفجير نفسيهما في قلب الحشد، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا فوراً. وفي الوقت الذي حاول فيه المصلون الناجون الفرار من الموقع بحثاً عن الأمان، فتح مسلحون آخرون النار بشكل عشوائي عليهم، مما زاد من عدد الضحايا وتفاقم الفزع. تعكس هذه الطريقة الوحشية أسلوب بوكو حرام المعتاد في استهداف المدنيين الأبرياء في تجمعاتهم الدينية والاجتماعية.
الخسائر الإنسانية وتداعياتها
أسفر هذا العمل الإرهابي المروّع عن سقوط ما يقرب من 120 شهيداً، وإصابة حوالي 260 شخصاً آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بعضها كان بليغاً. تجاوزت آثار الهجوم الخسائر البشرية المباشرة، لتلقي بظلالها على النسيج الاجتماعي للمدينة، وتثير حالة من الحزن والغضب العارم بين سكان كانو وعموم النيجيريين. وقد أدان المجتمع الدولي هذا الهجوم الوحشي، مؤكداً على ضرورة تكاتف الجهود لمكافحة الإرهاب وحماية المدنيين.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- ما هو تفجير كانو 2014؟
- هو هجوم إرهابي وقع في المسجد المركزي الكبير بمدينة كانو النيجيرية بتاريخ 28 نوفمبر 2014، واستهدف المصلين بعد انتهاء صلاة الجمعة.
- من هي الجهة المسؤولة عن الهجوم؟
- يُعتقد على نطاق واسع أن جماعة بوكو حرام الإرهابية هي المسؤولة عن هذا الهجوم، وذلك في سياق تمردها المستمر في شمال نيجيريا.
- لماذا استُهدف المسجد المركزي في كانو تحديداً؟
- كان المسجد يقع بجوار قصر أمير كانو، محمد سانوسي الثاني، الذي كان قد دعا المدنيين علناً إلى التسلح والدفاع عن أنفسهم ضد بوكو حرام. ويُعتقد أن الهجوم كان انتقاماً من موقفه وتحدياً لسلطته الدينية.
- كم بلغ عدد الضحايا في هذا الهجوم؟
- قُتل ما يقرب من 120 شخصاً وأُصيب حوالي 260 آخرين في الهجوم، مما يجعله أحد أكثر هجمات بوكو حرام دموية على الإطلاق.
- ما هو السياق الأوسع للهجوم؟
- وقع الهجوم في ذروة التمرد الإسلامي في نيجيريا، حيث كانت جماعة بوكو حرام تشن هجمات متكررة تستهدف المدنيين والمؤسسات الدينية والحكومية في شمال البلاد.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 