تُعد القوة الجوية الثامنة، المعروفة أيضًا باسم (الاستراتيجية للقوات الجوية)، إحدى القوات الجوية المُرقّمة (NAF) الحيوية ضمن قيادة الضربة العالمية للقوات الجوية الأمريكية (AFGSC). تتخذ هذه القيادة العريقة من قاعدة باركسديل الجوية في لويزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية مقرًا رئيسيًا لها، وتضطلع بدور محوري بكونها المكون الجوي لـ "استراتيجية القوات الجوية - Global Strike"، المرتبطة بشكل مباشر بالقيادة الإستراتيجية للولايات المتحدة (USSTRATCOM). هذا الدور يؤكد مسؤوليتها عن جزء كبير من الردع الاستراتيجي للبلاد وقدرتها على تحقيق ضربات عالمية المدى.
تُعتبر القوة الجوية الثامنة بحق قلب القوة القاذفة الثقيلة للولايات المتحدة، حيث تشغل أسطولًا من أخطر وأكثر القاذفات تطوراً في العالم. يضم هذا الأسطول كلاً من: قاذفة نورثروب جرومان بي-2 سبيريت الشبح الشهيرة بقدرتها على التخفي وتنفيذ مهام دقيقة للغاية؛ وقاذفة روكويل بي-1 لانسر الأسرع من الصوت، والمعروفة بقدرتها على حمل حمولات كبيرة والتحليق بسرعات عالية؛ وأخيرًا، قاذفة بوينج بي-52 ستراتوفورتريس الثقيلة، التي أثبتت فعاليتها وصمودها عبر عقود طويلة، ولا تزال تشكل عنصرًا أساسيًا في عمليات القصف الاستراتيجي بفضل قدرتها على حمل أسلحة تقليدية ونووية.
تاريخ عريق: من الحرب العالمية الثانية إلى الردع النووي
تأسست القوة الجوية الثامنة بتاريخ 22 فبراير 1944، وذلك من خلال إعادة تسمية قيادة القاذفة الثامنة التي كانت تتمركز في سلاح الجو الملكي داوس هيل في هاي ويكومب بإنجلترا. في زمن الحرب العالمية الثانية، عُرفت باسم القوة الجوية الثامنة للجيش الأمريكي (8 AAF)، وكانت قوة جوية قتالية هائلة تابعة للجيش الأمريكي في المسرح الأوروبي للحرب (1939/41-1945). تركزت عملياتها بشكل أساسي في منطقة شمال أوروبا، حيث نفذت حملات قصف استراتيجية مدمرة ضد أهداف معادية حيوية في فرنسا والبلدان المنخفضة وألمانيا. لم يقتصر دورها على القصف فحسب، بل شاركت أيضًا في معارك جو-جو ضارية ضد الطائرات المعادية حتى استسلام ألمانيا في مايو 1945. كانت بحق أكبر القوات الجوية القتالية المنتشرة للجيش الأمريكي من حيث عدد الأفراد والطائرات والمعدات، مكتسبة لقب "الثامنة الجبارة" (The Mighty Eighth) لدورها الحاسم في سماء أوروبا.
الحرب الباردة وما بعدها: تطور الأدوار والمهام
خلال فترة الحرب الباردة الطويلة التي امتدت من عام 1945 إلى عام 1991، احتلت القوة الجوية الثامنة مكانة بارزة كواحدة من ثلاث قوات جوية مرقمة تحت مظلة القيادة الجوية الاستراتيجية للقوات الجوية الأمريكية (SAC). كان يقودها جنرال من فئة ثلاث نجوم يتخذ من قاعدة ويستوفر الجوية في ماساتشوستس مقرًا له، متوليًا مسؤولية توجيه القاذفات الاستراتيجية والصواريخ التابعة للقوات الجوية الأمريكية على نطاق عالمي، في مهمة ردع نووي محورية ضمن سباق التسلح العالمي. لم تقتصر مشاركات القوة الجوية الثامنة على الردع فحسب، بل خاضت عناصر منها غمار العمليات القتالية في عدة صراعات كبرى، من بينها الحرب الكورية (1950-1953)، وحرب فيتنام (1961-1975). كما كان لها دور فعال ومحوري في عملية عاصفة الصحراء (1990-1991) فوق العراق وتحرير الكويت خلال حرب الخليج الأولى، مما يؤكد قدرتها على التكيف والانخراط في مختلف أنواع العمليات العسكرية، من القصف الاستراتيجي إلى الدعم التكتيكي.
الأسئلة المتكررة (FAQs)
- ما هي المهمة الأساسية للقوة الجوية الثامنة اليوم؟
- مهمتها الأساسية اليوم هي العمل كمكون جوي ضمن القيادة الإستراتيجية للولايات المتحدة (USSTRATCOM) وتحت قيادة الضربة العالمية للقوات الجوية (AFGSC)، حيث تضطلع بمسؤولية الردع الاستراتيجي العالمي، والقدرة على تنفيذ ضربات دقيقة وواسعة النطاق باستخدام أسطولها من القاذفات الثقيلة.
- ما هي أنواع الطائرات التي تشغلها القوة الجوية الثامنة حالياً؟
- تشغل القوة الجوية الثامنة حالياً قلب القوة القاذفة الثقيلة الأمريكية، وتضم قاذفة نورثروب جرومان بي-2 سبيريت الشبح، وقاذفة روكويل بي-1 لانسر الأسرع من الصوت، وقاذفة بوينج بي-52 ستراتوفورتريس الثقيلة.
- متى وأين تأسست القوة الجوية الثامنة؟
- تأسست في 22 فبراير 1944، من خلال إعادة تسمية قيادة القاذفة الثامنة في سلاح الجو الملكي داوس هيل في هاي ويكومب بإنجلترا، وكانت تُعرف آنذاك بالقوة الجوية الثامنة للجيش الأمريكي.
- ما هو الدور الذي لعبته القوة الجوية الثامنة في الحرب العالمية الثانية؟
- لعبت دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية كقوة قتالية جوية رئيسية في المسرح الأوروبي، ونفذت حملات قصف استراتيجية واسعة النطاق ضد أهداف حيوية في ألمانيا والدول المحتلة، وشاركت في معارك جوية حتى نهاية الحرب في أوروبا.
- كيف تطور دور القوة الجوية الثامنة خلال الحرب الباردة؟
- خلال الحرب الباردة، أصبحت القوة الجوية الثامنة جزءًا أساسيًا من القيادة الجوية الاستراتيجية (SAC)، وكانت مسؤولة عن قيادة القاذفات والصواريخ الاستراتيجية على مستوى عالمي، في مهمة ردع نووي محورية ضد التهديدات المحتملة.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 