يُعد شاول فريدلندر، المولود في 11 أكتوبر 1932 في براغ بتشيكوسلوفاكيا، مؤرخًا بارزًا وأستاذًا فخريًا للتاريخ في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس (UCLA). حاز فريدلندر، الذي يكتب اسمه بالعبرية هكذا: שאול פרידלנדר، على شهرة عالمية بفضل إسهاماته الجوهرية في دراسات الهولوكوست (المحرقة)، وبصفة خاصة لتأليفه أعمالًا تاريخية شاملة تتناول اضطهاد وإبادة يهود أوروبا خلال الحقبة النازية. تُعتبر منهجيته التاريخية فريدة، حيث يجمع بين التحليل الأكاديمي الدقيق وروايات الشهود والضحايا، ليقدم بذلك صورة متعددة الأبعاد لهذه الفترة المظلمة من التاريخ البشري.
الحياة المبكرة والتشكيل
بدأت قصة شاول فريدلندر في ظل ظروف سياسية واجتماعية مضطربة في أوروبا. وُلد لعائلة يهودية، وعاش طفولته المبكرة في براغ، ولكن سرعان ما اضطرت عائلته لمواجهة التهديد المتزايد من ألمانيا النازية. هربت عائلته إلى فرنسا في عام 1939، وقام والداه، اللذان أُرسلا لاحقًا إلى معسكر أوشفيتز حيث لقيا حتفهما، بإخفائه في دير كاثوليكي بمدينة مونلوسون الفرنسية. عاش فريدلندر في الدير تحت اسم مزيف "بول فيرلون" وتلقى تعليمًا كاثوليكيًا صارمًا، وهي تجربة عميقة الأثر شكلت هويته المبكرة وألهمت لاحقًا جزءًا كبيرًا من أعماله حول الهوية اليهودية وتجارب الحرب.
المسيرة الأكاديمية والإسهامات التاريخية
بعد الحرب، انخرط فريدلندر بعمق في البحث التاريخي، مكرسًا حياته لفهم وتحليل الهولوكوست. درس التاريخ في جامعة جنيف وفي المعهد العالي للدراسات الدولية في سويسرا، ثم انتقل للتدريس في عدة مؤسسات أكاديمية مرموقة، منها جامعة تل أبيب وجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس (UCLA)، حيث أصبح أستاذًا فخريًا للتاريخ. يُعرف بمنهجه الفريد الذي يدمج "التاريخ من الأسفل"، أي سرد التجارب الشخصية للضحايا، مع التحليل الشامل لسياسات الجناة ودور المتفرجين. تُوجت هذه الجهود بسلسلة من الأعمال المؤثرة، أبرزها:
- "ألمانيا النازية واليهود: سنوات الاضطهاد، 1933-1939" (Nazi Germany and the Jews: The Years of Persecution, 1933–1939): نُشر هذا المجلد الأول في عام 1997 ويُعد دراسة متعمقة للسنوات التي سبقت الإبادة الجماعية، موضحًا كيف تطورت السياسات النازية المعادية لليهود تدريجيًا.
- "ألمانيا النازية واليهود: سنوات الإبادة، 1939-1945" (The Years of Extermination: Nazi Germany and the Jews, 1939–1945): نُشر المجلد الثاني في عام 2007، ويُقدم سردًا تاريخيًا مفصلًا ومرعبًا لعملية الإبادة الجماعية، مستندًا إلى مجموعة واسعة من المصادر بما في ذلك اليوميات والمذكرات والوثائق الرسمية. فاز هذا العمل بجائزة بوليتزر المرموقة لعام 2008 في فئة الأعمال غير الخيالية العامة.
لقد أحدثت أعمال فريدلندر ثورة في طريقة دراسة الهولوكوست، مقدمةً منظورًا أكثر إنسانية وشاملًا، ومؤكدة على أهمية تذكر القصص الفردية في سياق الأحداث التاريخية الكبرى.
التكريم والجوائز
اعترافًا بإسهاماته البارزة، حصل شاول فريدلندر على العديد من الجوائز والتكريمات الدولية، منها:
- جائزة بوليتزر (Pulitzer Prize): عن كتابه "سنوات الإبادة" في عام 2008.
- جائزة السلام لتجارة الكتاب الألمانية (German Book Trade Peace Prize): إحدى أرفع الجوائز الثقافية في ألمانيا، مُنحت له في عام 2007 تقديرًا لجهوده في تعزيز التفاهم والتسامح.
- جائزة دان دافيد (Dan David Prize): عن إسهاماته في التاريخ في عام 2014.
تعكس هذه الجوائز التقدير العالمي لأبحاثه العميقة وقدرته على تسليط الضوء على أحد أكثر فصول التاريخ إيلامًا بوضوح وموضوعية.
الأسئلة الشائعة
- من هو شاول فريدلندر؟
- شاول فريدلندر هو مؤرخ تشيكي المولد، وأستاذ فخري للتاريخ بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس (UCLA). يُعرف عالميًا بصفته باحثًا رائدًا في دراسات الهولوكوست (المحرقة) وناجيًا منها.
- ما هو مجال تخصصه الرئيسي؟
- يتخصص فريدلندر بشكل رئيسي في تاريخ الهولوكوست (المحرقة اليهودية)، مع التركيز على اضطهاد وإبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ومدمجًا في أعماله تجارب الضحايا والجناة والمتفرجين.
- ما هي أبرز أعماله؟
- أبرز أعماله هي سلسلة الكتب المكونة من مجلدين: "ألمانيا النازية واليهود: سنوات الاضطهاد، 1933-1939" و "ألمانيا النازية واليهود: سنوات الإبادة، 1939-1945".
- ما هي الجوائز التي حصل عليها؟
- حصل على عدة جوائز مرموقة، منها جائزة بوليتزر عن كتابه "سنوات الإبادة"، وجائزة السلام لتجارة الكتاب الألمانية، وجائزة دان دافيد.
- لماذا يُعتبر عمله مهمًا؟
- يُعتبر عمله مهمًا لأنه يقدم تحليلًا شاملًا للهولوكوست من منظور متعدد الأوجه، بما في ذلك قصص الضحايا، ويُسهم في فهم أعمق للظاهرة ويُشدد على أهمية التذكر والتعليم لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 