هنري بوكيه ، عقيد إنجليزي-سويسري (مواليد 1719)

هنري بوكيه: مرتزق سويسري وبطل مثير للجدل على الحدود الأمريكية

يُعدّ هنري لويس بوكيه (وُلِد عام 1719 وتُوفّي في 2 سبتمبر 1765) شخصية بارزة في تاريخ الاستعمار البريطاني لأمريكا الشمالية، حيث برز كمرتزق سويسري ماهر في الخدمة البريطانية خلال فترات حرجة من الصراع. في تلك الحقبة، لم يكن من الغريب أن تجد مرتزقة من سويسرا، المشهورة بتقاليدها العسكرية العريقة، يخدمون في جيوش القوى الأوروبية الكبرى، وكان بوكيه أحد أبرز هؤلاء، إذ قدم خبرته التكتيكية وقدرته القيادية للتاج البريطاني.

خدمته في الحروب الاستعمارية

شملت مسيرة بوكيه العسكرية فترتين حاسمتين من الصراع في أمريكا الشمالية: الحرب الفرنسية والهندية (المعروفة أيضًا بحرب السنوات السبع في سياقها العالمي)، وحرب بونتياك التي تلتها. خلال هذه النزاعات، لعب دورًا حيويًا في تأمين المصالح البريطانية وتثبيت سيطرتها على الأراضي الشاسعة في الغرب الأمريكي.

معركة بوشي ران ورفع حصار فورت بيت

لعلّ أبرز إنجازات بوكيه التي رسخت مكانته كقائد عسكري هي انتصاره الحاسم في معركة بوشي ران. في أغسطس من عام 1763، وخلال ذروة حرب بونتياك، قاد بوكيه قوة إغاثة بريطانية لفك حصار فورت بيت (حصن بيتسبيرغ حاليًا)، الذي كانت تحاصره قوات السكان الأصليين بقيادة الزعيم بونتياك. واجهت قوات بوكيه كمينًا شرسًا من المحاربين الأمريكيين الأصليين، لكن بفضل قيادته الحاذقة وتكتيكاته المبتكرة، تمكن من دحر المهاجمين وتحقيق نصر استراتيجي. كان هذا الانتصار ضروريًا لرفع الروح المعنوية للقوات البريطانية وإنقاذ الحصن المحاصر، مما غيّر مسار حرب بونتياك بشكل كبير على الحدود الغربية.

الجدل الأخلاقي: رسائل الجدري

على الرغم من براعته العسكرية، التصق اسم هنري بوكيه بجدل أخلاقي خطير أثار استياءً واسعًا ولا يزال يُذكر إلى اليوم. فخلال فترة الصراع، تبادل بوكيه مراسلات مع قائده العام، اللورد جيفري أمهيرست، الذي اقترح في إحداها فكرة بشعة لاستخدام الأسلحة البيولوجية ضد السكان الأصليين. تمثلت الفكرة في توزيع بطانيات ملوثة بمرض الجدري على الأمريكيين الأصليين بهدف نشر الوباء بينهم وتقويض مقاومتهم. ورغم أن الاقتراح جاء من أمهيرست، فإن مشاركة بوكيه في هذا التبادل للمراسلات المتعلقة بهذه الخطة المروعة قد ترك بصمة دائمة من "العار" على سجله، مما يُلقي بظلال قاتمة على إرثه.

تقييم المؤرخين وإرثه العسكري

على الرغم من وصمة الجدل حول قضية الجدري، يُشيد العديد من المؤرخين بقدرات بوكيه القيادية وشجاعته العسكرية. فقد قاد القوات البريطانية في العديد من الحملات الشاقة والمطالبة على طول الحدود الغربية، حيث اضطلعت هذه القوات بمهمة بالغة الأهمية: "حماية وإنقاذ" المستوطنين الأوروبيين من الهجمات المتكررة والمتزايدة التي شنها السكان الأصليون. كان يُنظر إليه كقائد فعال في بيئة صعبة وخطيرة، وقد ساعدت حملاته في ترسيخ الوجود البريطاني في مناطق لم تكن مستقرة، مما يعكس دوره المعقد والمزدوج كقائد عسكري مثير للإعجاب وشخصية مرتبطة بقرار أخلاقي غاية في الصعوبة.

الأسئلة الشائعة حول هنري بوكيه

من هو هنري بوكيه؟

هو مرتزق سويسري خدم في الجيش البريطاني خلال القرن الثامن عشر، واشتهر بدوره في الحرب الفرنسية والهندية وحرب بونتياك في أمريكا الشمالية.

ما هي أبرز إنجازاته العسكرية؟

أبرز إنجازاته هي انتصاره في معركة بوشي ران عام 1763، والذي أدى إلى فك حصار فورت بيت خلال حرب بونتياك.

ما هو الجدل المرتبط باسم هنري بوكيه؟

يرتبط اسمه بجدل كبير حول مراسلاته مع قائده العام، جيفري أمهيرست، التي ناقشت استخدام بطانيات ملوثة بمرض الجدري كسلاح بيولوجي ضد السكان الأصليين.

لماذا يُعتبر هنري بوكيه شخصية معقدة؟

يُعتبر معقدًا لأنه، على الرغم من إشادة المؤرخين بقيادته العسكرية الفعالة في حماية المستوطنين على الحدود الغربية، إلا أن تورطه في مراسلات الجدري يلقي بظلال من العار على سمعته.

متى وأين توفي هنري بوكيه؟

توفي هنري بوكيه في 2 سبتمبر 1765، لكن النص الأصلي لا يحدد موقع وفاته.