ميريام ديفينسور سانتياغو ، سياسية فلبينية (مواليد 1945)

كانت الدكتورة ميريام بالما ديفينسور سانتياغو، المولودة في الخامس عشر من يونيو عام 1945 وتوفيت في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 2016، قامة فلبينية شامخة في مجالات الأكاديميا والقانون والقضاء والكتابة والسياسة. لقد كرست حياتها لخدمة وطنها، متنقلةً بين جميع الفروع الثلاثة للحكومة الفلبينية: القضائية والتنفيذية والتشريعية، في إنجازٍ قلّما يتكرر ويبرز سعة اطلاعها ونفوذها. لطالما اشتُهرت بكونها عضوةً مرموقة ولفترة طويلة في مجلس الشيوخ الفلبيني، وقاضيةً منتخبة في المحكمة الجنائية الدولية، والمثال الفريد لامرأة نالت أعلى وسام وطني في الفلبين، وهو صليب خدمة كويزون المرموق.

مسيرة مهنية لامعة وتكريم دولي

في عام 1988، حظيت الدكتورة ديفينسور سانتياغو بتكريم رفيع عندما نالت جائزة رامون ماجسايساي للخدمة الحكومية، وهي الجائزة التي تُعرف بـ"جائزة نوبل آسيا". جاء هذا التكريم تقديرًا لقيادتها الجريئة والأخلاقية في تطهير وكالة حكومية كانت غارقة في مستنقع الكسب غير المشروع، مما عكس التزامها الثابت بمكافحة الفساد والإصلاح. بعد ذلك، عيّنتها الرئيسة الأسطورية كورازون أكينو وزيرةً للإصلاح الزراعي في الفترة من 1989 إلى 1990، وهو منصب حيوي في بلدٍ تتسم فيه قضايا ملكية الأراضي بأهمية بالغة وحساسية اجتماعية.

في عام 1992، خاضت الدكتورة سانتياغو الانتخابات الرئاسية الفلبينية، لكنها مُنيت بهزيمة وصفت بأنها مثيرة للجدل وسط أحداث غامضة أثارت الكثير من الشكوك والتساؤلات. شملت هذه الأحداث إصابتها في حادث سيارة أثناء الحملة الانتخابية وانقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر خلال عملية الفرز والتصويت، مما ألقى بظلال من الشك على نزاهة العملية الانتخابية في أذهان الكثيرين.

فترة مجلس الشيوخ والقوانين التقدمية

بعد تجربتها الرئاسية، عادت الدكتورة سانتياغو لتخدم ثلاث فترات متتالية في مجلس الشيوخ الفلبيني، حيث رسخت مكانتها كصوتٍ قوي ومدافعٍ شرس عن القضايا الهامة. عُرفت بدعمها الراسخ للقوانين التقدمية التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وحماية البيئة وتعزيز حقوق الإنسان. كما كانت محركًا رئيسيًا وراء صياغة أو قيادة حملات لمشاريع قوانين مكافحة الفساد، مؤكدةً من جديد عزمها على محاربة هذه الآفة التي طالما استنزفت موارد البلاد.

في عام 2012، حققت الدكتورة ديفينسور سانتياغو إنجازًا تاريخيًا آخر عندما أصبحت أول فلبينية وأول آسيوية من دولة نامية يتم انتخابها قاضيةً في المحكمة الجنائية الدولية. كان هذا التعيين شهادةً على مكانتها القانونية وخبرتها الواسعة على الساحة الدولية. ومع ذلك، اضطرت لاحقًا للاستقالة من هذا المنصب الرفيع بسبب معاناتها من متلازمة التعب المزمن، والتي تبين فيما بعد أنها تطورت لتكون سرطان الرئة، وهو المرض الذي ستصارعه بشجاعة حتى النهاية.

تحديات الصحة والطموح الرئاسي الأخير

في الثالث عشر من أكتوبر عام 2015، أعلنت الدكتورة سانتياغو عن ترشحها الثالث لمنصب رئيس الفلبين في انتخابات عام 2016، في خطوة اعتبرها البعض مثيرة للجدل نظرًا لحالتها الصحية. جاء إعلانها بعد أن صرح أطباؤها من الولايات المتحدة بأن حالتها السرطانية "مستقرة" و"تتراجع". ورغم حماسها وخطابها المعتاد، إلا أنها خسرت الانتخابات، ويعزى ذلك بشكل كبير إلى قلق الجمهور المتزايد بشأن صحتها وقدرتها على تحمل أعباء الرئاسة.

في أبريل 2016، كان آخر منصب شرفي تقلدته هو عضويتها في المجلس الاستشاري لمنظمة قانون التنمية الدولية (IDLO)، وهي هيئة حكومية دولية مرموقة تعمل على تعزيز سيادة القانون والتنمية المستدامة حول العالم. توفيت الدكتورة ميريام ديفينسور سانتياغو من مضاعفات مرض السرطان في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 2016، ودُفنت بعد أيام قليلة في حديقة لويولا التذكارية بمدينة ماريكينا، مخلفةً وراءها إرثًا عظيمًا من الخدمة والتفاني.

إرث لا يُنسى وألقاب خالدة

تكريمًا لمسيرتها الاستثنائية، مُنح صليب خدمة كويزون المرموق بعد وفاتها للدكتورة سانتياغو في ديسمبر 2018. هذا التكريم لم يجعلها فقط المرأة الأولى والوحيدة حتى الآن التي تحظى بهذا الشرف، بل وضعها أيضًا في المرتبة السادسة بين جميع الشخصيات التي نالت أعلى وسام في البلاد. أُطلقت عليها العديد من الألقاب التي تعكس شخصيتها القوية وعقلها النير، مثل: "السيدة البلاتينية"، و"السيدة التي لا تُفسد"، و"السيدة المنيعة"، و"السيناتور الشرسة"، و"دكتورة جميع القوانين"، و"المرأة كليّة العلم"، والأكثر شعبيةً، "السيدة الحديدية لآسيا". في الثقافة الشعبية الفلبينية، تُعرف بشكل غير رسمي باسم "ميريام" أو "MDS"، وتظل تُستشهد بها بشكل إيجابي لتفانيها مدى الحياة في الخدمة العامة للحكومة الفلبينية، كنموذج للمسؤولية والنزاهة.

الأسئلة الشائعة حول ميريام ديفينسور سانتياغو

من هي ميريام ديفينسور سانتياغو؟

كانت ميريام ديفينسور سانتياغو شخصية فلبينية بارزة عملت كأكاديمية ومحامية وقاضية ومؤلفة وسياسية. اشتهرت بخدمتها في جميع الفروع الثلاثة للحكومة الفلبينية (القضائية والتنفيذية والتشريعية) وكونها عضوًا في مجلس الشيوخ الفلبيني لفترات طويلة وقاضية في المحكمة الجنائية الدولية.

ما هو صليب خدمة كويزون؟

صليب خدمة كويزون هو أعلى وسام وطني في الفلبين، ويُمنح للأفراد الذين قدموا خدمات استثنائية وجليلة للجمهورية. كانت ميريام ديفينسور سانتياغو المرأة الأولى والوحيدة حتى الآن التي تحصل على هذا الشرف بعد وفاتها.

لماذا أطلق عليها لقب "السيدة الحديدية لآسيا"؟

عُرفت بـ"السيدة الحديدية لآسيا" و"السيناتور الشرسة" بسبب شخصيتها القوية، وخطابها الصريح، ومواقفها الجريئة في مكافحة الفساد، وتفانيها الذي لا يتزعزع في خدمة الجمهور، مما جعلها شخصية لا تخشى المواجهة في الساحة السياسية.

ما هي أبرز إنجازاتها؟

تشمل أبرز إنجازاتها نيلها جائزة رامون ماجسايساي للخدمة الحكومية، وخدمتها الطويلة في مجلس الشيوخ حيث قادت تشريعات تقدمية ومشاريع قوانين لمكافحة الفساد، وتعيينها كأول فلبينية وآسيوية قاضية في المحكمة الجنائية الدولية، وحصولها على صليب خدمة كويزون.

ما الذي ميّز ترشيحاتها الرئاسية؟

تميزت ترشيحاتها الرئاسية بالجدل؛ في عام 1992، كانت هناك مزاعم عن مخالفات في التصويت بعد تعرضها لحادث. وفي عام 2016، كان ترشحها مثيرًا للجدل بسبب مخاوف الجمهور بشأن صحتها بعد تشخيصها بسرطان الرئة، على الرغم من تأكيد أطبائها استقرار حالتها.

متى توفيت ميريام ديفينسور سانتياغو؟

توفيت ميريام ديفينسور سانتياغو في 29 سبتمبر 2016، عن عمر يناهز 71 عامًا، بسبب مضاعفات سرطان الرئة الذي كانت تعاني منه.