يُعد مهرجان "هولي" (Holi) أحد أكثر المهرجانات حيوية وبهجة في الثقافة الهندوسية، حيث يجسد روح الفرح والتجديد. يُحتفل به بشكل رئيسي في نيبال وشمال الهند، لكن صداه يصل إلى جاليات هندوسية حول العالم، مما يجعله مهرجاناً عالمياً بامتياز. يُعرف هذا الاحتفال السنوي بأسماء عديدة تعكس جوهره، أبرزها "مهرجان الألوان" نظراً للصبغات الزاهية التي تلون الأجواء، و"مهرجان الربيع" كونه يبشر بقدوم فصل الربيع وخصوبته. وفي ولاية البنغال الغربية على وجه الخصوص، يُعرف أيضاً باسم "دولياترا" (Dolyatra)، وهو ما يشير إلى احتفال الإله كريشنا في مهده المتأرجح.
هوليكا دهان: ليلة الانتصار على الشر
تبدأ احتفالات "هولي" في المساء الذي يسبق يوم الألوان، ويُطلق على هذه الليلة اسم "هوليكا دهان" (Holika Dahan) أو "شهوتي هولي" (Chhoti Holi)، أي "هولي الصغيرة". هذا الاحتفال ليس مجرد طقس عابر، بل هو تجسيد لقصة أسطورية عميقة متجذرة في الفولكلور الهندوسي، ترمز إلى انتصار الخير على الشر. ففي هذه الليلة، يتم إشعال نيران ضخمة في الأماكن العامة، محاكيةً حرق "هوليكا" الشريرة. تحكي الأسطورة أن "هوليكا" كانت عمة الأمير "براهلاد" التقي، الذي كان يعبد الإله فيشنو على الرغم من معارضة والده الملك "هيرانياكاشيبو" الذي كان يعتبر نفسه إلهاً. حاولت هوليكا، التي كانت تمتلك وشاحاً يحميها من النيران، إحراق براهلاد، لكن الرياح حولت الوشاح ليغطي براهلاد بدلاً منها، فاحترقت هي وحدها، ونجا براهلاد سالماً، ليُصبح رمزاً للإيمان والصمود. لذا، يُنظر إلى إشعال النار في "هوليكا دهان" كطقس لتطهير الأرواح وحرق السلبيات والأحقاد، والبدء بصفحة جديدة.
رانغوالي هولي: يوم الألوان والفرح المطلق
يُعرف اليوم التالي لـ"هوليكا دهان" بأسماء متعددة تعكس تنوع الاحتفالات وثرائها، ومنها "هولي" ببساطة، أو "باغوا" (Phagwah)، و"ذولاندي" (Dhulandi)، و"ذولاتي" (Dhuleti)، وأبرزها "رانغوالي هولي" (Rangwali Holi) أو "هولي الألوان". هذا هو اليوم الذي تتفتح فيه أرواح الناس بالألوان الزاهية والفرح العارم. يقضي المحتفلون ساعاتهم في رمي المساحيق الملونة المعروفة باسم "جولال" (Gulal) والمياه الملونة على بعضهم البعض، باستخدام دلاء وخراطيم مياه ومسدسات الماء. لا يقتصر الأمر على مجرد رش الألوان؛ بل هو احتفال بالوحدة والمساواة، حيث تتلاشى الفروقات الاجتماعية والعمرية، ويصبح الجميع جزءاً من لوحة بشرية واحدة مفعمة بالحياة. تُعزف الموسيقى، وتُقام الرقصات، ويُتبادل الناس الحلويات التقليدية مثل "جوجيا" (Gujiya) والمشروبات الخاصة كـ"ثاندي" (Thandai)، مما يضيف بعداً حسياً للبهجة.
رانغابانشامي: تتويج احتفالات الربيع
في بعض مناطق الهند، وخاصة في ولايات مثل ماهاراشترا، يُقام احتفال يُدعى "رانغابانشامي" (Rangapanchami) بعد عدة أيام من "رانغوالي هولي". يُصادف "رانغابانشامي" في اليوم الخامس من النصف المضيء للقمر (أو "بانشامي" Panchami) الذي يلي اكتمال القمر في شهر "فالغون" (Phalgun)، وهو ما يُعرف أيضاً باليوم الخامس الذي يلي يوم "هولي" الرئيسي. وعلى الرغم من أن ذروة رمي الألوان تحدث في يوم "رانغوالي هولي"، فإن "رانغابانشامي" يمثل خاتمة رمزية لموسم مهرجانات الألوان الربيعية الأوسع نطاقاً، ويُعتقد أنه يُطلق الألوان في الهواء لتنقية الغلاف الجوي وجلب الطاقة الإيجابية.
الأسئلة الشائعة حول مهرجان هولي
- ما هو مهرجان هولي بشكل أساسي؟
- هولي هو مهرجان هندوسي نابض بالحياة يُعرف باسم "مهرجان الألوان" و"مهرجان الربيع"، ويحتفل بقدوم الربيع وانتصار الخير على الشر، فضلاً عن كونه مناسبة للفرح والتواصل الاجتماعي وتجديد العلاقات.
- ما هي أهمية "هوليكا دهان"؟
- تُعتبر "هوليكا دهان" الليلة التي تسبق يوم الألوان، وفيها يتم إشعال نيران ضخمة ترمز إلى حرق "هوليكا" الشريرة، مما يمثل انتصار الخير (ممثلاً في الأمير براهلاد) على الشر، ويُعتقد أنها ليلة لتطهير الروح وحرق السلبيات.
- ما هي الأنشطة الرئيسية في "رانغوالي هولي"؟
- يتميز "رانغوالي هولي" برمي المساحيق الملونة (جولال) والمياه الملونة على الأصدقاء والعائلة والغرباء في جو من المرح والاحتفال، بالإضافة إلى الرقص، والغناء، وتبادل الحلويات التقليدية، وتناول المشروبات الخاصة.
- أين يُحتفل بمهرجان هولي بشكل أساسي؟
- يُحتفل بهولي بشكل أساسي في نيبال وشمال الهند، لكنه يُقام أيضاً في العديد من مناطق الهند الأخرى وحول العالم حيث توجد جاليات هندوسية كبيرة.
- متى يُقام "رانغابانشامي" بالنسبة لمهرجان هولي؟
- يُقام "رانغابانشامي" في اليوم الخامس من النصف المضيء للقمر الذي يلي اكتمال القمر في شهر فالغون، أو بشكل عام بعد حوالي خمسة أيام من يوم "هولي" الرئيسي (رانغوالي هولي)، ويُمثل خاتمة لموسم احتفالات الربيع.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 
