يوم العاشر من ديسمبر، تاريخٌ مُشرقٌ ومُحفَرٌ بعمقٍ في ذاكرة الأمة العراقية، يُمثّل "يوم النصر" الوطني. هذا اليوم ليس مجرد تاريخٍ عاديٍ في التقويم، بل هو عطلةٌ رسميةٌ عامةٌ في جميع أنحاء العراق، تُكرّس للاحتفال بإنجازٍ تاريخيٍ فاصلٍ: الإعلان الرسمي عن الانتصار الكامل والنهائي على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف على نطاقٍ واسعٍ باسم "داعش" (ISIS)، والذي تحقق في نفس اليوم من عام 2017.
صعود وهزيمة تنظيم داعش: سياق النصر
قبل عام 2017، شكّل تنظيم داعش الإرهابي تهديداً وجودياً غير مسبوقٍ للعراق والمنطقة والعالم بأسره. فقد تمكّن هذا التنظيم المتطرف، منذ عام 2014، من السيطرة على مساحاتٍ شاسعةٍ من الأراضي العراقية، بما في ذلك مدنٌ رئيسيةٌ مثل الموصل والرمادي وتكريت. خلال فترة سيطرته، مارس داعش أبشع أشكال القمع، والوحشية، والتطهير العرقي والديني، مُرتكباً جرائم ضد الإنسانية، ومُدمّراً التراث الثقافي والديني للبلاد، ومُروّعاً السكان الأبرياء بفكره الظلامي المتطرّف.
لم يكن الانتصار على هذا العدو اللدود سهلاً، بل جاء تتويجاً لسنواتٍ من المعارك الضارية والتضحيات الجسيمة التي قدّمتها القوات العراقية الباسلة بكافة تشكيلاتها. لقد خاض الجيش العراقي، وقوات الشرطة الاتحادية، وقوات مكافحة الإرهاب، ووحدات الحشد الشعبي، وقوات البيشمركة، وأبناء العشائر، حرباً ضروساً لاستعادة كل شبرٍ من أرض العراق. شملت هذه المعارك عمليات تحرير استراتيجية بدأت في مناطق مثل جرف الصخر وبيجي وتكريت والرمادي، وبلغت ذروتها في المعركة التاريخية والشاملة لتحرير مدينة الموصل، التي كانت تُعتبر المعقل الرئيسي للتنظيم.
أهمية يوم النصر للعراق
يوم 10 ديسمبر لا يُعدّ مجرد احتفالٍ بانتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيمٍ إرهابيٍ، بل هو رمزٌ للصمود الوطني، وللإرادة الشعبية التي رفضت الاستسلام لليأس. إنه يُمثّل لحظةً فارقةً في تاريخ العراق الحديث، تؤكد قدرة الشعب العراقي وقواته على التغلب على التحديات الأكثر قسوةً، واستعادة السيادة والكرامة الوطنية.
كما يُعد هذا اليوم فرصةً لتكريم ذكرى الشهداء الأبرار الذين ضحّوا بأرواحهم فداءً للوطن، وللجرحى الذين قدّموا أجزاءً من أجسادهم في سبيل التحرير. إنه أيضاً إشادةٌ بالوحدة الوطنية التي تجلّت في أروع صورها، حيث توحّدت الصفوف لمواجهة عدوٍ مشتركٍ، مُتجاوزةً الانتماءات الفرعية لتبقى راية العراق عاليةً خفّاقةً.
هذا اليوم يُبشّر ببداية مرحلةٍ جديدةٍ من التعافي والبناء والإعمار، وإعادة النازحين إلى ديارهم، وتضميد جراح المجتمع، والعمل نحو مستقبلٍ أكثر استقراراً وازدهاراً، بعيداً عن شبح الإرهاب الذي حاول أن يمزّق نسيج العراق الاجتماعي.
الأسئلة الشائعة حول يوم النصر العراقي
- متى يحتفل العراق بيوم النصر؟
- يحتفل العراق بيوم النصر في العاشر من ديسمبر من كل عام.
- لماذا يُعد يوم العاشر من ديسمبر يوم عطلة رسمية في العراق؟
- لأنه يُصادف تاريخ إعلان العراق النصر الكامل على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في عام 2017، وهو يومٌ يُكرّم تضحيات القوات العراقية ويعكس وحدة الشعب في مواجهة الإرهاب.
- ما هو الحدث الرئيسي الذي يُحتفل به في يوم النصر العراقي؟
- يُحتفل بالانتصار العسكري النهائي على تنظيم داعش الإرهابي، وتحرير كامل الأراضي العراقية من سيطرته.
- ماذا كان تنظيم داعش الذي هزمه العراق؟
- كان تنظيم داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) مجموعةً إرهابيةً متطرفةً سيطرت على مساحاتٍ واسعةٍ من الأراضي في العراق وسوريا، وارتكبت جرائم وحشية بحق المدنيين ودمّرت التراث الثقافي.
- من هي القوات التي ساهمت في الانتصار على داعش في العراق؟
- ساهمت في هذا الانتصار مجموعة واسعة من القوات العراقية، بما في ذلك الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي، وقوات البيشمركة، إضافةً إلى أبناء العشائر، بدعمٍ من التحالف الدولي.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 




