تحتفل دولة الكويت سنويًا بيومها الوطني في الخامس والعشرين من شهر فبراير، وهو ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل هو مناسبة وطنية عظيمة تجسد روح الوحدة والتاريخ العريق لهذه الأرض الطيبة. يحيي هذا اليوم ذكرى غالية ومحورية في مسيرة الكويت الحديثة، تتمثل في تولي المغفور له بإذن الله، أمير الكويت الحادي عشر، الشيخ عبد الله السالم الصباح مقاليد الحكم في الخامس والعشرين من فبراير عام 1950.

الشيخ عبد الله السالم الصباح: مهندس الاستقلال وباني الدستور

يُعد الشيخ عبد الله السالم الصباح، طيب الله ثراه، شخصية محورية وفارقة في تاريخ الكويت الحديث. فبعد توليه الحكم، شرع في قيادة البلاد نحو مرحلة جديدة من التطور والسيادة. لقد كان له دور بارز في إنهاء اتفاقية الحماية البريطانية في التاسع عشر من يونيو عام 1961، ليعلن بذلك استقلال الكويت التام وقيام دولتها الحديثة. لم يقتصر إنجازه على الاستقلال فحسب، بل امتد ليشمل وضع اللبنات الأساسية لدولة المؤسسات والقانون، حيث أمر بتشكيل المجلس التأسيسي الذي أقر دستور دولة الكويت في عام 1962، ليُعرف بـ "أبو الدستور" و"أبو الاستقلال" لمساعيه الحثيثة في ترسيخ الحياة الديمقراطية والبرلمانية في البلاد.

دمج الاحتفالات: لماذا 25 فبراير وليس 19 يونيو؟

قد يتساءل البعض عن سبب الاحتفال باليوم الوطني في 25 فبراير بدلاً من 19 يونيو، وهو تاريخ الاستقلال الفعلي لدولة الكويت. يعود قرار دمج الاحتفال بيوم الاستقلال مع ذكرى تولي الشيخ عبد الله السالم الصباح الحكم إلى أسباب عملية ومناخية بالأساس. ففي عام 1963، وبناءً على رؤية حكيمة، تقرر نقل موعد الاحتفال الرسمي باليوم الوطني إلى 25 فبراير للاستفادة من اعتدال الطقس خلال هذا الشهر، مما يتيح للمواطنين والمقيمين المشاركة بفعالية أكبر في الاحتفالات العامة والفعاليات المتنوعة التي تقام في الهواء الطلق، بدلاً من حرارة الصيف الشديدة التي عادةً ما تشهدها الكويت في شهر يونيو. هذا القرار لم يقلل من قيمة ذكرى الاستقلال، بل دمجها في احتفال أوسع يرمز إلى بداية مرحلة السيادة والنهضة التي دشنت في عهد أمير الاستقلال.

أهمية اليوم الوطني للكويت: رمز للعزة والفخر والوحدة

يمثل اليوم الوطني مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة. إنه يوم للفخر بالمنجزات التي حققتها الكويت عبر تاريخها، وللتأمل في مسيرة البناء والتنمية التي شهدتها البلاد. تحتفل الكويت بهذا اليوم بمظاهر بهيجة تعم أرجاء البلاد، حيث تتزين الشوارع والمباني بالأعلام الكويتية والأضواء الملونة، وتقام العروض العسكرية والمسيرات الوطنية، بالإضافة إلى الفعاليات الترفيهية والثقافية والألعاب النارية التي تضيء سماء الكويت ابتهاجاً بهذه الذكرى العطرة. إنه يوم تجتمع فيه الأسر والأصدقاء للاحتفال بروح الوحدة والتكاتف التي تميز المجتمع الكويتي، مؤكدين على قيم التسامح والتعايش التي لطالما كانت سمة مميزة للكويت.

الأسئلة المتكررة حول اليوم الوطني الكويتي

متى يتم الاحتفال باليوم الوطني للكويت؟

يُحتفل باليوم الوطني لدولة الكويت سنويًا في الخامس والعشرين من شهر فبراير.

ما هي أهمية 25 فبراير لليوم الوطني الكويتي؟

يصادف يوم 25 فبراير ذكرى تولي الشيخ عبد الله السالم الصباح، أمير الكويت الحادي عشر، مقاليد الحكم في عام 1950، وهو الذي قاد البلاد نحو الاستقلال ووضع أساس دستورها الحديث.

من هو الشيخ عبد الله السالم الصباح؟

الشيخ عبد الله السالم الصباح هو أمير دولة الكويت الحادي عشر، الذي حكم البلاد من عام 1950 حتى وفاته عام 1965. يُعرف بـ "أبو الاستقلال" و"أبو الدستور" لدوره المحوري في إعلان استقلال الكويت عن الحماية البريطانية في عام 1961 وإقرار دستورها الدائم في عام 1962.

هل اليوم الوطني الكويتي هو نفسه يوم الاستقلال؟

لا، اليوم الوطني (25 فبراير) يُحتفل فيه بذكرى تولي الشيخ عبد الله السالم الصباح الحكم. أما يوم الاستقلال الفعلي للكويت من الحماية البريطانية فهو 19 يونيو 1961. وقد تم دمج الاحتفال بيوم الاستقلال مع ذكرى تولي الشيخ عبد الله السالم الصباح الحكم في 25 فبراير منذ عام 1963 لأسباب عملية ومناخية، لجعل الاحتفالات أكثر راحة وإتاحة الفرصة للمشاركة الجماعية.