في التاسع عشر من نوفمبر كل عام، يتجدد الاحتفال باليوم العالمي للرجال، وهو مناسبة دولية تهدف إلى تسليط الضوء على الإسهامات الإيجابية والمتنوعة التي يقدمها الرجال للمجتمع والعائلة. هذا اليوم ليس مجرد احتفال عابر، بل هو فرصة للتأمل في قضايا صحة الرجال ورفاههم، ولتكريم الرجال الذين يمثلون قدوة إيجابية في حياتنا اليومية.
بدأت فكرة الاحتفال بهذا اليوم في عام 1992 على يد توماس أوستر من جامعة ميسوري - كانساس سيتي بالولايات المتحدة الأمريكية، بهدف إبراز الدور البناء للرجال. ومع ذلك، اكتسب اليوم العالمي للرجال زخماً عالمياً واسعاً بفضل جهود الدكتور جيروم تيلاكسينغ، من ترينيداد وتوباغو، الذي أعاد إطلاق المبادرة في عام 1999. وقد اختار تيلاكسينغ يوم 19 نوفمبر، وهو تاريخ ميلاد والده، ليكون بمثابة رمزٍ لمدى أهمية دور الأب والرجال في تنشئة الأجيال وخدمة المجتمع.
منذ ذلك الحين، انتشر الاحتفال بهذا اليوم في عشرات الدول حول العالم، ليصبح منصة عالمية لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بالرجال. وفي هذا السياق، تحتل مالطا مكانة فريدة؛ فقد بدأت الاحتفال بهذا اليوم بشكل مستمر منذ عام 1994، مسجلة بذلك أطول فترة احتفال متواصلة، مما يعكس وعياً عميقاً بأهمية هذه المبادرة.
أهداف ومحاور اليوم العالمي للرجال
يتجاوز اليوم العالمي للرجال مجرد الاحتفال الرمزي ليشمل مجموعة من الأهداف السامية التي تسعى إلى تحسين واقع الرجال والمجتمع ككل. تتلخص هذه الأهداف في ستة محاور رئيسية، تُعرف باسم "الأعمدة الستة لليوم العالمي للرجال":
- الترويج للقدوة الإيجابية من الرجال: يشمل ذلك تسليط الضوء على الرجال العاديين الذين يعيشون حياة شريفة ويقدمون إسهامات قيّمة في أسرهم ومجتمعاتهم، وليس فقط المشاهير أو الشخصيات العامة. فالأب المخلص، والمعلم المتفاني، والعامل الجاد، جميعهم يمثلون نماذج إيجابية تستحق التقدير.
- الاحتفال بمساهمات الرجال الإيجابية: يتم التركيز على الدور الفاعل للرجال في المجتمع، سواء كان ذلك في بناء الأسر، أو رعاية الأطفال، أو المساهمة في الاقتصاد الوطني، أو الابتكار العلمي، أو قيادة المجتمعات المحلية.
- التركيز على صحة الرجال ورفاههم: يشمل هذا البعد الصحي الجسدي، والنفسي، والعقلي، والاجتماعي. فمن المهم التوعية بأمراض مثل سرطان البروستاتا، وأمراض القلب، والتأكيد على أهمية الصحة النفسية ومواجهة التحديات المرتبطة بالضغوط الاجتماعية.
- تسليط الضوء على التمييز ضد الرجال: يهدف هذا المحور إلى معالجة أشكال التمييز التي قد يواجهها الرجال في مجالات معينة مثل قانون الأسرة، أو التوقعات المجتمعية غير الواقعية، أو بعض الجوانب المتعلقة بالتعليم والتوظيف.
- تحسين العلاقات بين الجنسين وتعزيز المساواة: يسعى اليوم العالمي للرجال إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الرجال والنساء، والعمل يداً بيد نحو تحقيق مساواة حقيقية وشاملة، حيث يمكن لكلا الجنسين تحقيق إمكانياتهما الكاملة دون قيود.
- خلق عالم أفضل وأكثر أماناً: الهدف الأسمى هو المساهمة في بناء مجتمعات آمنة، خالية من العنف، حيث يشعر الجميع بالتقدير والاحترام، ويمكنهم النمو والتطور بحرية.
الاحتفال العالمي وأثره
يتجلى الاحتفال باليوم العالمي للرجال في فعاليات متنوعة حول العالم، من المؤتمرات والندوات التوعوية التي تركز على صحة الرجال وقضاياهم، إلى الحملات الإعلامية التي تسلط الضوء على قصص نجاح وإلهام لرجال عاديين. تُعد هذه المناسبة فرصة لكسر القوالب النمطية السلبية المرتبطة بالذكورة، ولتقديم صورة أكثر شمولية وإيجابية للرجال في أدوارهم المتعددة كآباء، وأزواج، وإخوة، وأبناء، ومواطنين فاعلين.
تؤكد هذه الجهود مجتمعة على أن الاحتفال باليوم العالمي للرجال ليس منافساً لليوم العالمي للمرأة، بل هو جزء مكمل للجهود العالمية نحو تحقيق المساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة. فالمجتمع المتوازن هو الذي يقدر مساهمات جميع أفراده، رجالاً ونساءً، ويعمل على توفير الدعم اللازم لتمكين كل فرد من تحقيق أقصى إمكاناته.
أسئلة متكررة حول اليوم العالمي للرجال
- متى يتم الاحتفال باليوم العالمي للرجال؟
- يُحتفل باليوم العالمي للرجال سنوياً في التاسع عشر من نوفمبر.
- من هو مؤسس اليوم العالمي للرجال؟
- بدأت فكرته في عام 1992 على يد توماس أوستر. ولكن الاحتفال العالمي واسع النطاق يعزى إلى جهود الدكتور جيروم تيلاكسينغ الذي أعاد إطلاقه في ترينيداد وتوباغو عام 1999.
- ما هي الأهداف الرئيسية لليوم العالمي للرجال؟
- يهدف اليوم العالمي للرجال إلى تعزيز القدوة الإيجابية، والاحتفال بمساهمات الرجال، والتركيز على صحتهم ورفاههم، وتسليط الضوء على التمييز الذي قد يواجهونه، وتحسين العلاقات بين الجنسين، وخلق عالم أكثر أماناً.
- هل اليوم العالمي للرجال معترف به رسمياً من الأمم المتحدة؟
- على الرغم من أن اليوم العالمي للرجال لا يُعد يوماً رسمياً للأمم المتحدة بنفس طريقة اليوم العالمي للمرأة، إلا أن منظمة اليونسكو (التابعة للأمم المتحدة) دعمت الفكرة في مناسبات سابقة، ويُحتفل به على نطاق واسع في العديد من الدول وبتشجيع من منظمات دولية ومحلية مختلفة.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 