يُعدّ "هولا موهالا" مهرجانًا سيخيًا فريدًا من نوعه، غنيًا بالتقاليد والتاريخ، وقد تأسس على يد المعلّم الروحي العظيم والزعيم العسكري، "جورو جوبيند سينغ" (Guru Gobind Singh)، المعلم السيخي العاشر ومؤسس جماعة الخالسا (Khalsa). لم يكن هذا المهرجان مجرد احتفال، بل كان يُمثل رؤية استراتيجية وروحية لتعزيز الانضباط والدفاع الذاتي داخل المجتمع السيخي في أواخر القرن السابع عشر، تحديدًا في عام 1701 ميلاديًا (أو 1757 وفقًا للتقويم البكرمي) في مدينة أناندبور صاحب التاريخية بولاية البنجاب الهندية. كان الهدف الأساسي منه هو إعداد السيخ وتدريبهم على الفنون القتالية والروح العسكرية، في وقت كانت فيه مجتمعاتهم تواجه تحديات سياسية وعسكرية.

في جوهره، كان "هولا موهالا" يومًا مخصصًا للعروض العسكرية الوهمية، التي لم تكن مجرد تمثيل للحروب، بل استعراضات للقوة واللياقة البدنية، تتضمن فنون القتال السيخية التقليدية مثل "جاتكا" (Gatka)، وهو أسلوب قتالي يعتمد على استخدام السيوف والعصي، بالإضافة إلى عروض الفروسية المذهلة والمبارزة والمصارعة. لم يقتصر الاحتفال على هذه الجوانب القتالية فحسب، بل شمل أيضًا مسابقات الشعر والموسيقى الروحية (الكيرتان)، لتعزيز الجوانب الفكرية والثقافية للمجتمع. يقام هذا المهرجان سنويًا، وعادة ما يتزامن مع شهر مارس الميلادي، ويحتفل به في اليوم التالي لمهرجان "هولي" الهندوسي الربيعي للألوان، أو في نفس اليوم أحيانًا، لكنه يقدم طابعًا مختلفًا تمامًا؛ ففي حين يُعرف "هولي" بالبهجة والألوان والمرح، يركز "هولا موهالا" على الروح القتالية والبطولة والانضباط.

الاحتفالات والتقاليد الرئيسية في هولا موهالا

تُقام الاحتفالات الرئيسية للمهرجان في "أناندبور صاحب"، حيث يتجمع آلاف السيخ من جميع أنحاء العالم للمشاركة في الفعاليات. ومن أبرز ملامح المهرجان مشاركة فرقة "نيهانج" (Nihang) السيخية، وهي جماعة عسكرية تقليدية ترتدي أزياء زرقاء زاهية وتحمل أسلحة تقليدية، وتقوم باستعراضات مذهلة لمهاراتها القتالية والفروسية. تشمل الأنشطة أيضًا:

• المعارك الوهمية وعروض الجاتكا: حيث يتبارى المشاركون في استعراضات قتالية محكمة تُظهر براعتهم.
• مسابقات الفروسية: تُعرض فيها مهارات ركوب الخيل والتحكم فيها بسرعات عالية.
• مسابقات الشعر والموسيقى: تُقام لتعزيز الفن والثقافة السيخية.
• تقديم "اللانجار" (Langar): وهي وجبات مجانية تُقدم لجميع الزوار، بغض النظر عن دينهم أو خلفيتهم، تجسيدًا لمبادئ المساواة والخدمة المجتمعية في السيخية.
• المسيرات الدينية: حيث يسير السيخ في مواكب احتفالية تحمل الأعلام السيخية وتردد التراتيل الدينية.

لماذا يُعد هولا موهالا مهمًا؟

لا يقتصر "هولا موهالا" على كونه استعراضًا للقوة البدنية فحسب، بل هو احتفال بالهوية السيخية، والصمود، والقيم التي غرسها "جورو جوبيند سينغ". إنه يوم للتذكير بأهمية الشجاعة والدفاع عن الحق والعدالة، ويُعزز الروابط المجتمعية بين السيخ، ويُشجعهم على تبني حياة تتسم بالشجاعة والروحانية في آن واحد. يُعتبر هذا المهرجان امتدادًا حيًا للتراث العسكري والروحي للسيخ، ويُقدم فرصة للأجيال الجديدة للتواصل مع تاريخهم الغني وتقاليدهم العريقة.

أسئلة شائعة حول هولا موهالا

ما هو الفرق بين هولا موهالا وهولي؟

بينما يتشارك المهرجانان في التوقيت، يختلفان في الجوهر؛ هولي هو مهرجان هندوسي للألوان والبهجة والاحتفال بالربيع، بينما هولا موهالا هو مهرجان سيخي يركز على استعراض المهارات العسكرية، والانضباط، والقوة الروحية، وتهدف إلى تعزيز الدفاع الذاتي والشجاعة.

من هو جورو جوبيند سينغ؟

جورو جوبيند سينغ هو المعلم السيخي العاشر والأخير، ومؤسس جماعة الخالسا. له دور محوري في تشكيل الهوية السيخية كجماعة مدافعة عن الحق والعدالة، ووضع الأسس للممارسات الروحية والعسكرية للسيخ.

أين تُقام أكبر احتفالات هولا موهالا؟

تُقام أكبر الاحتفالات وأكثرها شهرة في مدينة أناندبور صاحب بولاية البنجاب في الهند، حيث تأسس المهرجان لأول مرة.