يُعدّ اليوم الوطني لكتالونيا، المعروف محليًا بـ "لا ديادا" (La Diada Nacional de Catalunya)، احتفالاً ذا أهمية قصوى وهو عطلة إقليمية رسمية تُقام حصريًا في إقليم كتالونيا، الكيان السياسي المتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرق إسبانيا. تُحيي كتالونيا هذا اليوم سنويًا في 11 سبتمبر، وهو تاريخ لا يمثل مجرد عطلة، بل ذكرى محورية في تاريخ الأمة الكتالونية، حيث يصادف سقوط برشلونة عام 1714 خلال حرب الوراثة الإسبانية. يتسم هذا اليوم بمجموعة واسعة من الفعاليات الغنية التي تمتد طوال اليوم، مزجًا بين التقاليد العريقة والتعبير السياسي المعاصر.

تتحول شوارع المدن والبلدات الكتالونية، وكذلك المنازل والمباني، إلى لوحة فنية مزينة بألوان علم كتالونيا التقليدي، الـ "سينيرا" (Senyera)، ذو الخطوط الحمراء الأربعة على خلفية ذهبية. كما يظهر بشكل بارز علم "إستيلادا" (Estelada) ذو النجمة، الذي يرمز إلى تطلعات الاستقلال، مما يعكس التنوع في المشاعر الوطنية. تتضمن الاحتفالات مجموعة من الفعاليات الجماهيرية الفريدة التي تجذب السكان والزوار على حد سواء:

• الولائم الجماعية: يتم إعداد أطباق تقليدية كتالونية، وأشهرها "البايايا جيجانت" (Paella Gegant) أو الباييلا العملاقة، التي تُطهى في أحواض ضخمة قد يصل قطرها إلى أربعة أمتار، مقدمةً تجربة طعام فريدة تعزز روح المجتمع.
• الحفلات الموسيقية والعروض الثقافية: تشهد الساحات العامة عروضًا موسيقية متنوعة، تجمع بين الموسيقى الكتالونية التقليدية مثل رقصة الساردانا (Sardana) التي تُعدّ رمزًا ثقافيًا بامتياز، والموسيقى الحديثة التي تعكس حيوية المشهد الفني المعاصر. كما تُقام عروض "الكاستييس" (Castells) وهي الأبراج البشرية الشاهقة التي تجسد قيم العمل الجماعي والتوازن والقوة.
• المظاهرات السياسية والمسيرات السلمية: تُعدّ هذه المظاهرات جزءًا لا يتجزأ من احتفالات الديادا، حيث تُشكل منبرًا للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي أو الاستقلال التام، وتجذب مئات الآلاف من المشاركين، خاصة في برشلونة.
• تكريم الأبطال والجنود: تُقام مراسم تكريم مهيبة في مواقع تاريخية مثل "فوسار دي ليس موريريس" (Fossar de les Moreres) في برشلونة، وهو مقبرة جماعية لمدنيين وجنود سقطوا دفاعًا عن المدينة عام 1714. هذه المراسم تخلد ذكرى الجنود والأبطال الكتالونيين الذين ضحوا بأرواحهم في حرب الوراثة الإسبانية عام 1714، والتي انتهت بفرض المراسيم الجديدة (Decretos de Nueva Planta) التي ألغت مؤسسات كتالونيا الذاتية وقوانينها التقليدية.

تأثير الديادا على الحياة اليومية والحركة المرورية

باعتبار اليوم الوطني لكتالونيا عطلة رسمية، تُعلن المؤسسات الحكومية والتعليمية عطلة عامة، ويتم إغلاق الغالبية العظمى من الشركات والمتاجر في جميع أنحاء الإقليم. ومع ذلك، هناك استثناءات قليلة لضمان استمرارية بعض الخدمات الأساسية، حيث تبقى بعض المخابز ومحلات البقالة الكبرى مفتوحة في أوقات محدودة.

فيما يتعلق بخدمات النقل العام، فإنها تعمل عادةً خلال الديادا، وإن كان ذلك وفقًا لجداول زمنية مخفضة أو ساعات عمل أقصر تماشيًا مع يوم العطلة، باستثناء بعض المناطق الريفية التي قد تشهد توقفًا كاملاً للخدمة. يُنصح دائمًا بالتحقق من جداول النقل العام مسبقًا. وقد تشهد الطرق في المدن الكبرى، وخاصة في قلب مدينة برشلونة، بعض العوائق والتأخيرات الكبيرة في حركة المرور بسبب المسيرات والمظاهرات الضخمة التي غالبًا ما تُنظم في شوارع رئيسية مثل باسيو دي غراسيا (Passeig de Gràcia) وغران فيا (Gran Via)، لذا يُفضل استخدام وسائل النقل العام أو تجنب القيادة في المناطق المركزية.

كيفية التعامل مع توقيت العطلة

لضمان أقصى استفادة من هذه العطلة التاريخية والثقافية، تتعامل السلطات الكتالونية بمرونة مع توقيتها. فإذا صادف اليوم الوطني 11 سبتمبر يوم أحد، وهو يوم عطلة بالفعل، فإنه عادةً ما يتم تحويل العطلة الرسمية إلى يوم عمل آخر قريب، غالبًا يوم الاثنين التالي، لتعويض السكان بيوم راحة إضافي. هذه الممارسة شائعة في إسبانيا لضمان عدم "ضياع" العطلة.

وفي حالات أخرى، إذا وقعت العطلة في يوم عمل وقبل أو بعد عطلة نهاية الأسبوع بيومين (أي يوم ثلاثاء أو خميس)، فمن الشائع جدًا أن تقوم العديد من الشركات والمؤسسات بتمديد العطلة لتشمل الأيام المتبقية، ما يُعرف بـ "فير بونت" (Fer pont) أو "عمل جسر"، لإنشاء عطلة نهاية أسبوع طويلة (Puente) تمتد لأربعة أيام أو أكثر. هذه المرونة تتيح الفرصة للمواطنين للاحتفال بشكل أوسع أو للسفر والاسترخاء.

أسئلة شائعة حول اليوم الوطني لكتالونيا

ما هو اليوم الوطني لكتالونيا (لا ديادا)؟

إنه عطلة إقليمية رسمية تُقام في 11 سبتمبر من كل عام للاحتفال بالثقافة والتاريخ الكتالوني، وتخليدًا لذكرى سقوط برشلونة في عام 1714 خلال حرب الوراثة الإسبانية.

لماذا يتم الاحتفال به في 11 سبتمبر؟

يُصادف هذا التاريخ ذكرى سقوط برشلونة في 11 سبتمبر 1714، نهاية حرب الوراثة الإسبانية في كتالونيا، والذي أدى إلى إلغاء مؤسسات الحكم الذاتي الكتالونية. يُنظر إليه كرمز للمقاومة والصمود.

ما هي أبرز الفعاليات التي يمكن توقعها في لا ديادا؟

تشمل الفعاليات الرئيسية الولائم الجماعية الضخمة، الحفلات الموسيقية التقليدية والمعاصرة (بما في ذلك الساردانا والكاستييس)، المظاهرات السياسية السلمية، ومراسم تكريم الأبطال في مواقع تاريخية مثل فوسار دي ليس موريريس. الشوارع والمباني تُزين بأعلام كتالونيا.

هل تظل المتاجر والمطاعم مفتوحة في هذا اليوم؟

الغالبية العظمى من الشركات والمتاجر والمؤسسات تكون مغلقة. ومع ذلك، قد تجد بعض المخابز ومحلات البقالة مفتوحة لساعات محدودة. يُنصح بالتحقق مسبقًا.

كيف يؤثر اليوم الوطني على حركة النقل العام في كتالونيا؟

تعمل خدمات النقل العام عادةً ولكن بجداول زمنية مخفضة. قد تشهد المدن الكبرى، خاصة برشلونة، تأخيرات كبيرة وعوائق مرورية بسبب المسيرات والمظاهرات، مما يجعل المشي أو استخدام المترو الخيار الأفضل.