تعتبر الهندوسية أحد أكبر الأديان العالمية، يدين بها حوالي المليار شخص، يتركز أكثرهم في الهند، حيث يبلغ تعداد الهندوس في الهند 890 مليوناً، هذه الأرقام تجعل الهندوسية الديانة الثالثة على مستوى العالم من حيث عدد المعتنقين. لكنها لا تشكل أغلبية دينية إلا في الهند ونيبال.

والهندوسية أيضا ديانة قديمة يزعم بعض الباحثين أنها أقدم ديانة في العالم، ويؤكد البعض الآخر على أنها أقدم ديانة حية. ويرجع تاريخ أقدم الديانات الهندية إلى (5500 -2600 ق. م.) فيما تمت كتابة "الفيدا" النصوص الدينية الأهم في الهندوسية في فترة (1000 -100 ق. م.) لكن حتى الآن تتم عبادة بعض الآلهة المحلية التي ترجع أصولها لما قبل الفيدا.



 

العقيدة الهندوسية

لا تمتلك الهندوسية نظاما عقديا موحدا بل يمكن النظر لها كمزيج متشابك ومتعدد الطبقات، هذا المزيج هو نتاج عملية طويلة من تبني وتوطين العديد من الأفكار والمعتقدات المحلية. إذ لا يوجد إله واحد ولا نبي ولا يوجد مؤسس ولا توجد طريقة واحدة للخلاص ولا نموذج فلسفي موحد. ويقول رئيس جمهورية الهند الأسبق سارفيبالى راداكريشنان "إن الهندوسية لا يمكن تعريفها، يمكن فقط اختبارها".

وتتنوع الاعتقاد الهندوسية بالألوهية حيث تؤمن بعض الطوائف بآلهة متعددة، في مقابل طوائف توحيدية وأخرى إلحادية وأخرى حلولية تؤمن بحلول الإله في الكون. ويمتد هذا التنوع ليضم أيضا مفهوم الألوهية إذ لا يوجد إجماع على تعريف الاله في الهندوسية. وفي الطوائف التي تتبنى نظام تعدد الآلهة نجد الآلهة المذكرة كبراهما الخالق وفيشنو الحافظ وشيفا المدمر، والآلهة المؤنثة كلاكشمي، والتجسدات الأرضية للآلهة ككريشنا وراما.

يؤمن الهندوس بأهمية العمل لخلاص الإنسان حيث يعتقدون بالتناسخ وحلول الأرواح في جسد آخر بعد الموت فيما يعرف بالسامسرا أو دورة الحياة والتي يعتقد الهندوس أن الروح تنتقل من جسد لجسد آخر بعد الموت ولا يمكن للإنسان الخلاص من هذه الدورة إلا عن طريق الموكشا وهي الهدف الأعلى للديانة وتتحرر فيها الروح من هذه الدائرة ويتم ذلك عبر طريقين: إما عن طريق الحب والتفاني أو أن يتم الخلاص عن طريق التأمل وذلك حسب المدراس المختلفة للهندوسية.
 

الكتب المقدسة

تنقسم النصوص الهندوسية إلى قسمين: شروتي وسمريتي وبعضها من أقدم النصوص السنسكريتية وتضم طائفة من الكتابات الدينية والفلكلورية والملاحم الشعرية.
 

الاعياد والمناسبات الدينية

ديوالي (عيد الأنوار)


ويحتفل له في الخريف ويرمز لانتصار الخير على الشر وانتصار النور على الظلام. ويحتفل به الهندوس والجانييون والسيخ والعديد من الهنود كتظاهرة ثقافية. ويتم الاحتفال به بإضاءة الشموع في شكل بديع وتشعل فيه الألعاب النارية.
 

هولي (مهرجان الألوان)


ويحتفل به في الربيع بين آخر فبراير وأول مارس وهو وداع للشتاء واستقبال للربيع. القصص الدينية تحكي عن حريق هوليكا أخت ملك الشياطين في هذا اليوم. وتقام مهرجاناته في العديد من المدن الهندية ويعتبر مصدراً لجذب السياح، حيث يأتي العديد من السياح للمشاركة في المهرجان والتراشق بالألوان
 

دوسيهرة


وهو احتفال ضخم يقام بنهاية أيام النفاراتري التسعة وتكون الليلة العاشرة هي ليلة الدوسيهرة. وكأغلب الأعياد الهندوسية يتم الاحتفال به بأسماء مختلفة ولأسباب مختلفة في المناطق المختلفة من شبه القارة الهندية. ففي بعص المناطق يحتفل به كانتصار للإله راما على ملك الشياطين، وفي أماكن أخرى يعتبر ذكرى لانتصار الإلهة دورغا على الشيطان الجاموس ماهيشاسوارا.

طقوس الاحتفال تتضمن إقامة المسرحيات التي تروي بطولات الإله راما وحرق مجسمات خشبية لأعدائه. وفي المناطق التي يحتفل فيه بها للإلهة دورغا يتم عبادتها والتقرب لها مع إقامة المسابقات الرياضية والعروض الحربية
 

غانيش تشاتورثي


وهو احتفال ضخم يقام للإله جانيش راعي الفنون وإله الحكمة والمعرفة ويحظى الاحتفال بأهمية كبيرة في ولا ماهاراشترا الهندية. والطقوس الممارسة عادة هي وضع الزهور في البيوت وتزيينها بتماثيل الإله جانيش الطينية. في نهاية المهرجان يتم وضع التمثال في الماء ليتحلل ويعتقد أن الإله جانيش يعود بعدها لمكانه في جبل كايلاش.
 

راكشا باندهان


ويحتفل به الهندوس كتعبير عن روابط الأخوة بين الأشقاء وتقوم فيه الأخت بربط سوار حول معصم أخيها ويقوم الأخ بإهداء أخته قطعة حلوى ويتعهدها بالحماية والحفظ. صار الاحتفال الآن رمزياً، لكن يحتفل به كمناسبة اجتماعية تغرس قيماً فاضلة في المجتمع.