آرثر الثاني دوق بريتاني (مواليد 1261)

آرثر الثاني، شخصية بارزة من أسرة درو العريقة، تولى دوقية بريتاني في فترة حرجة من تاريخها، حيث سعى للحفاظ على استقلالية الدوقية وتعزيز هياكلها الإدارية. حكم آرثر الثاني، الذي امتد من عام 1305 حتى وفاته في عام 1312، شهد إصلاحات داخلية مهمة وخطوات رائدة في مجال الحكم التمثيلي.

النشأة والوصول إلى السلطة

ولد آرثر في 25 يوليو 1261، وكان الابن الأكبر للدوق يوحنا الثاني من بريتاني وزوجته بياتريس الإنجليزية، ابنة الملك هنري الثالث ملك إنجلترا وإليانور من بروفانس. هذا النسب الملكي المزدوج منحه مكانة مرموقة وعلاقات دبلوماسية قوية مع كل من التاج الإنجليزي والفرنسي، مما أثر في سياسات دوقيته. بعد وفاة والده في عام 1305، ورث آرثر العرش الدوقي، ليصبح دوق بريتاني المستقل. وفي المقابل، تولى شقيقه جون لقب إيرل ريتشموند، وهو لقب يحمل أهمية في العلاقة المعقدة بين بريتاني وإنجلترا.

حكم بريتاني: الاستقلالية والإصلاحات

كان آرثر الثاني يدير دوقية بريتاني ككيان مستقل إلى حد كبير عن التاج الفرنسي، على الرغم من أن بريتاني كانت من الناحية الفنية إقطاعية تابعة للمملكة الفرنسية. هذه الاستقلالية كانت سمة مميزة للدوقية في تلك الحقبة، وقد سعى آرثر جاهداً لترسيخها من خلال تعزيز الإدارة الداخلية. قسم الدوقية إلى ثماني "سينشاليات" أو "مقاطعات إدارية" (bailliages/sénéchaussées)، وهي: ليون، كورنواي (كيرنيف)، لاندريغر، بينتور، غووند، نانت (نونيد)، رين (روازون)، وسانت مالو. لم تكن هذه التقسيمات مجرد حدود جغرافية، بل كانت مراكز إدارية وقضائية مهمة ساعدت في تنظيم الدوقية وتحصيل الضرائب وتطبيق القانون بشكل أكثر فعالية، مما أدى إلى تعزيز سلطة الدوق.

مجالس عقارات بريتاني والطبقة الثالثة

لعل أبرز إنجازات آرثر الثاني وأكثرها ابتكارًا كانت دعوته لعقد أولى "مجالس عقارات بريتاني" (États de Bretagne) في عام 1309. كان هذا الحدث لحظة فارقة ليس فقط في تاريخ بريتاني، بل في تاريخ الحكم التمثيلي في فرنسا ككل. فقد كان هذا أول اجتماع يتم فيه تمثيل الطبقة الثالثة (Tiers-État) – التي تضم عامة الناس، من التجار والحرفيين والفلاحين – إلى جانب النبلاء ورجال الدين. كانت هذه سابقة تاريخية لمشاركة أوسع في صنع القرار، مما يدل على رؤية آرثر التقدمية في الحوكمة وسعيه لإشراك شرائح مختلفة من المجتمع في إدارة شؤون الدوقية، تمهيدًا لممارسات برلمانية ستتطور لاحقًا في أوروبا.

الوفاة والإرث

توفي الدوق آرثر الثاني في 27 أغسطس 1312، في قلعة ليل (Château de l'Isle) بسانت دينيس أون فال. دُفن في قبر رخامي فاخر في كنيسة الكورديليرز (Cordeliers) بمدينة فان (Vannes)، وهي مدينة ذات أهمية تاريخية في بريتاني. لسوء الحظ، تعرضت المقبرة للتخريب خلال الفوضى التي اجتاحت فرنسا إبان الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، عندما دُمرت العديد من الآثار الملكية والكنسية. ومع ذلك، تم ترميم القبر لاحقًا، وهو اليوم يقف شاهدًا على عهد دوقٍ ترك بصمته على تاريخ بريتاني وساهم في تطور مفاهيم الحكم والتمثيل الشعبي في المنطقة.

الأسئلة الشائعة (FAQs) حول آرثر الثاني

من هو آرثر الثاني؟
آرثر الثاني كان دوق بريتاني من عام 1305 حتى وفاته عام 1312. ينتمي إلى أسرة درو العريقة، وكان ابناً للدوق يوحنا الثاني وبياتريس الإنجليزية، ابنة الملك هنري الثالث.
ما هي أهمية نسبه الملكي؟
نسبه من والدته، بياتريس الإنجليزية، ربطه بالتاج الإنجليزي، مما منحه نفوذاً وعلاقات دبلوماسية قوية في فترة كانت فيها العلاقات بين فرنسا وإنجلترا معقدة ومؤثرة على دوقية بريتاني.
هل كانت بريتاني مستقلة حقًا عن فرنسا في عهده؟
على الرغم من أن بريتاني كانت إقطاعية تابعة للتاج الفرنسي اسمياً، إلا أن دوقاتها، ومنهم آرثر الثاني، كانوا يتمتعون باستقلالية كبيرة في إدارة شؤونهم الداخلية، وكانوا يسعون دائماً للحفاظ على هذه الاستقلالية في مواجهة التاج الفرنسي.
ما هو إنجازه الأبرز في الحكم؟
إنجازه الأبرز كان دعوته لعقد أولى "مجالس عقارات بريتاني" في عام 1309، والتي شهدت تمثيلاً للطبقة الثالثة (عامة الشعب) للمرة الأولى، مما يعد سابقة مهمة في تاريخ الحكم التمثيلي في المنطقة.
ماذا حدث لقبره؟
توفي آرثر الثاني عام 1312 ودُفن في قبر رخامي بكنيسة الكورديليرز في فان. تعرض القبر للتخريب خلال الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، ولكنه رُمم لاحقاً وهو معروض اليوم.