وليام كارستاريس ، وزير وأكاديمي اسكتلندي (د. 1715)
يُعدّ ويليام كارستاريس (الذي يُعرف أحيانًا باسم كارستيرس) (11 فبراير 1649 – 28 ديسمبر 1715) شخصية محورية في تاريخ اسكتلندا، حيث جمع بين دوره كوزير مخلص في كنيسة اسكتلندا ونشاطه السياسي المؤثر ضمن تيار اليمين (اليمينيون). لم يكن كارستاريس مجرد رجل دين، بل كان مستشارًا سياسيًا بارعًا، ومحركًا رئيسيًا للأحداث التي شكّلت المشهد الديني والسياسي في بلاده خلال فترة مضطربة وحاسمة من تاريخها.
نشأته وتعليمه
ولد ويليام كارستاريس في 11 فبراير 1649، في كاثلاند، لاناركشاير، اسكتلندا، وكان والده جونويل كارستاريس أيضًا وزيرًا في كنيسة اسكتلندا. نشأ في بيئة متدينة ومحبة للعلم، مما أثر بشكل كبير على مساره المستقبلي. التحق بجامعة إدنبرة، حيث درس اللاهوت والفلسفة، وتخرج منها عام 1667. بعد ذلك، سافر إلى هولندا لمواصلة دراساته اللاهوتية في جامعة أوتريخت. كانت هولندا في ذلك الوقت مركزًا للفكر الإصلاحي وملاذًا للعديد من المعارضين السياسيين والدينيين من بريطانيا، وهو ما عرّضه للأفكار السياسية واللاهوتية المتقدمة التي ستشكل رؤيته لاحقًا.
دوره الديني والسياسي المبكر
بعد عودته إلى اسكتلندا، رسّم كارستاريس كوزير في كنيسة اسكتلندا. سرعان ما انجذب إلى الدوائر السياسية التي تعارض سياسات تشارلز الثاني وجيمس السابع (جيمس الثاني ملك إنجلترا)، وخاصة محاولاتهم فرض الأسقفية على الكنيسة الاسكتلندية وقمع المشيخيين. كان كارستاريس من أشد المؤيدين لحقوق الكنيسة المشيخية في اسكتلندا، وسرعان ما أصبح شخصية بارزة في حركة اليمين (الويغ)، التي كانت تسعى للحد من السلطة الملكية وضمان الحريات المدنية والدينية. بسبب نشاطه السياسي، تورط في مؤامرة راي هاوس عام 1683، وهي خطة لاغتيال الملك تشارلز الثاني وأخيه جيمس، مما أدى إلى اعتقاله وتعذيبه في لندن. ومع ذلك، لم يكشف عن معلومات جوهرية، وتمكن في النهاية من الفرار إلى هولندا، حيث واصل نشاطه السياسي في المنفى.
المستشار المقرب للملك ويليام الثالث والثورة المجيدة
في هولندا، أصبح كارستاريس مستشارًا موثوقًا به للأمير ويليام أورانج، الذي كان في ذلك الوقت ستاتهاودر هولندا. كانت علاقتهما وثيقة ومبنية على الاحترام المتبادل، حيث اعتمد ويليام على كارستاريس للحصول على معلومات دقيقة حول الشؤون الاسكتلندية وطبيعة المشهد السياسي والديني المعقد هناك. لعب كارستاريس دورًا حاسمًا في التحضير للثورة المجيدة عام 1688، التي أطاحت بالملك جيمس السابع (جيمس الثاني) ورفعت ويليام أورانج وزوجته ماري إلى عرش إنجلترا واسكتلندا. بعد نجاح الثورة، عاد كارستاريس إلى اسكتلندا كمستشار رئيسي للملك ويليام الثالث فيما يخص الشؤون الاسكتلندية، وخاصة مسألة الكنيسة. بفضل نفوذه، تم إعادة تأسيس المشيخية ككنيسة رسمية في اسكتلندا عام 1690، وهو إنجاز كبير كان كارستاريس من أبرز مهندسيه.
سنواته الأخيرة وإرثه
كان كارستاريس يُعرف غالبًا باسم "الكاردينال كارستاريس" للدلالة على نفوذه الهائل وسلطته في كل من شؤون الكنيسة والدولة في اسكتلندا. على الرغم من أنه لم يشغل منصبًا رسميًا رفيعًا في الحكومة، إلا أن تأثيره على سياسات ويليام الثالث كان لا يضاهى. بعد وفاة الملك ويليام عام 1702، واصل كارستاريس خدمته في اسكتلندا. في عام 1703، تم تعيينه مديرًا لجامعة إدنبرة، وهو منصب شغله حتى وفاته. تحت إدارته، ازدهرت الجامعة وأصبحت مركزًا رائدًا للتعليم. كما شغل منصب مشرف الجمعية العامة لكنيسة اسكتلندا أربع مرات، مما يؤكد مكانته القيادية في الكنيسة. توفي ويليام كارستاريس في 28 ديسمبر 1715، وترك وراءه إرثًا دائمًا كواحد من أهم الشخصيات التي شكلت مستقبل اسكتلندا الديني والسياسي في أوائل العصر الحديث.
الأسئلة المتكررة
- من هو ويليام كارستاريس؟
- ويليام كارستاريس (1649-1715) كان وزيرًا في كنيسة اسكتلندا، وشخصية سياسية مؤثرة ضمن تيار اليمين (الويغ)، ومستشارًا مقربًا للملك ويليام الثالث.
- ما هو دوره الرئيسي في السياسة الاسكتلندية؟
- كان مستشارًا رئيسيًا للملك ويليام الثالث بشأن الشؤون الاسكتلندية، ولعب دورًا محوريًا في إعادة تأسيس المشيخية ككنيسة رسمية في اسكتلندا بعد الثورة المجيدة عام 1688.
- ما هو علاقته بكنيسة اسكتلندا؟
- كان وزيرًا في الكنيسة المشيخية الاسكتلندية، ودافع بقوة عن استقلالها وحقوقها. كما شغل منصب مشرف الجمعية العامة للكنيسة أربع مرات.
- لماذا لُقب بـ "الكاردينال كارستاريس"؟
- لُقب بذلك بسبب نفوذه الهائل وسلطته الكبيرة في كل من شؤون الكنيسة والدولة في اسكتلندا، مما جعله شخصية محورية لا غنى عنها في المشهد السياسي والديني.
- ما هو دور كارستاريس في الثورة المجيدة؟
- لعب دورًا استشاريًا وتنظيميًا حاسمًا في التحضير للثورة المجيدة عام 1688، حيث كان وسيطًا موثوقًا بين الأمير ويليام أورانج والمعارضين الإسكتلنديين للملك جيمس السابع.
- ما هي أبرز إنجازاته بعد الثورة المجيدة؟
- أبرز إنجازاته كانت مساهمته في إعادة تأسيس المشيخية ككنيسة وطنية في اسكتلندا، وتوليه منصب مدير جامعة إدنبرة، حيث قادها نحو فترة من الازدهار الأكاديمي.