مقتل ستة أشخاص وإصابة 200 آخرين في خروج قطار ركاب فرنسي عن مساره في بريتيجني سور أورج.

في ظهيرة يوم الجمعة الموافق 12 يوليو 2013، شهدت بلدة بريتينيي-سور-أورج الهادئة، الواقعة في الضواحي الجنوبية لباريس بفرنسا، حادث قطار مروع هز المجتمع الفرنسي بأكمله. كان قطار ركاب، يتبع خط Intercités الشهير الذي يربط العاصمة الفرنسية بالعديد من المدن الإقليمية، وعلى متنه حوالي 385 راكبًا وموظفًا، في طريقه من محطة باريس أوسترليتز متجهًا نحو ليموج، عندما خرج عن مساره بشكل مفاجئ عند دخوله المحطة المزدحمة. أدى هذا الخروج المروع عن القضبان إلى اصطدام عنيف ومدمّر بمنصة المحطة، مخلفًا وراءه مشهدًا من الدمار والفوضى.

تفاصيل المأساة والخسائر البشرية

الحادث، الذي وقع في تمام الساعة 17:11 بالتوقيت المحلي (بالتوقيت الصيفي لوسط أوروبا)، تسبب في فاجعة كبيرة وسارعت فرق الطوارئ إلى الموقع. أسفر عن وفاة سبعة أشخاص، إما على الفور أو متأثرين بجراحهم بعد وقت قصير، وهو ما ترك أثرًا عميقًا من الحزن والصدمة في نفوس الفرنسيين وعبر الأوساط العالمية. إضافة إلى الضحايا، أصيب 11 شخصًا بجروح خطيرة، استدعت عناية طبية مكثفة ونقلهم إلى المستشفيات، بينما تعرض 21 آخرون لإصابات طفيفة، لكنها بلا شك تركت صدمة نفسية وجسدية عميقة على الجميع. تحولت محطة بريتينيي-سور-أورج، التي عادة ما تكون نقطة عبور يومية هادئة وحيوية للمسافرين، إلى موقع كارثة حيث هرعت فرق الإنقاذ والإسعاف والدعم النفسي لتقديم المساعدة وإجلاء المصابين والمتضررين.

التحقيق في أسباب الكارثة وتداعياتها

فور وقوع الحادث، بدأت السلطات الفرنسية، ممثلة بالشرطة القضائية والمكتب الفرنسي للتحقيق في حوادث النقل بالسكك الحديدية (BEA-TT)، تحقيقًا واسعًا ومكثفًا لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذا الخروج المأساوي عن القضبان. كشفت التحقيقات لاحقًا أن السبب الرئيسي كان خللًا في وصلة قضبان (بالفرنسية: éclisse أو fishplate)، وهي قطعة معدنية أساسية تربط قضيبين ببعضهما البعض وتضمن استقرار المسار. يُعتقد أن هذه الوصلة كانت مفكوكة أو تالفة بشكل خطير، مما أدى إلى انحراف عجلات القطار عن مسارها، وهو عيب لم يتم اكتشافه خلال عمليات الصيانة الدورية التي تقوم بها الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية (SNCF)، مما أثار تساؤلات جدية حول معايير السلامة وإجراءات صيانة البنية التحتية للسكك الحديدية في فرنسا.

في سياق حوادث القطارات الفرنسية

صُنف حادث بريتينيي-سور-أورج على أنه أخطر حادث قطار تشهده فرنسا منذ كارثة محطة غار دو ليون (Gare de Lyon) الشهيرة في باريس عام 1988. في ذلك الحادث المأساوي، الذي وقع في 27 يونيو 1988، اصطدم قطار ركاب كان قد فقد مكابحه بقطار آخر كان متوقفًا في المحطة، مما أسفر عن مقتل 56 شخصًا وإصابة العشرات بجروح خطيرة. هذا التذكير بحجم الكارثة السابقة يوضح مدى الصدمة التي أحدثها حادث بريتينيي في الوعي العام الفرنسي، ويدق ناقوس الخطر حول ضرورة الحفاظ على أعلى معايير السلامة والجودة في شبكة السكك الحديدية الوطنية التي يرتادها الملايين يوميًا.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

متى وقع حادث قطار بريتينيي-سور-أورج؟
وقع الحادث في 12 يوليو 2013.
أين وقع الحادث بالتحديد؟
وقع في بلدة بريتينيي-سور-أورج، الواقعة في الضواحي الجنوبية لباريس، فرنسا.
ما هو عدد الضحايا والإصابات؟
أسفر الحادث عن مقتل سبعة أشخاص، وإصابة 11 شخصًا بجروح خطيرة، و21 شخصًا بإصابات طفيفة.
ما هو سبب خروج القطار عن مساره؟
كشفت التحقيقات أن السبب الرئيسي كان خللاً في وصلة قضبان (éclisse أو fishplate) كانت مفكوكة أو تالفة.
لماذا يعتبر هذا الحادث ذا أهمية خاصة في تاريخ فرنسا؟
يُعتبر أخطر حادث قطار في فرنسا منذ حادث غار دو ليون عام 1988، الذي راح ضحيته 56 شخصًا.
كم عدد الركاب الذين كانوا على متن القطار؟
كان على متن القطار حوالي 385 شخصًا.