تم نقل Rupert's Land والإقليم الشمالي الغربي إلى كندا من شركة Hudson's Bay ، وتم إنشاء مقاطعة مانيتوبا والأقاليم الشمالية الغربية من هذه الأراضي الشاسعة.
كانت أرض روبرت، التي تُعرف أيضًا باسم أرض الأمير روبرت (بالفرنسية: Terre de Rupert)، منطقة شاسعة ذات أهمية تاريخية وجغرافية كبرى في أمريكا الشمالية البريطانية. لقد شملت هذه الأرض قلب حوض تصريف خليج هدسون بالكامل، وهي منطقة منحها التاج البريطاني لشركة خليج هدسون احتكارًا تجاريًا حصريًا لمدة قرنين من الزمن، من عام 1670 حتى عام 1870. سُميت هذه الأرض الشاسعة تكريمًا للأمير روبرت أمير الراين، الذي كان ابن شقيق الملك تشارلز الأول وأول حاكم لشركة خليج هدسون (HBC)، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين الشركة والعائلة المالكة البريطانية.
لم تكن أرض روبرت مجرد منطقة جغرافية؛ بل كانت كيانًا اقتصاديًا وسياسيًا فريدًا من نوعه، حيث مارست شركة خليج هدسون سلطات شبه حكومية على هذه المساحة الشاسعة، مع التركيز على تجارة الفراء المربحة التي كانت المحرك الرئيسي للاستكشاف والتوسع الأوروبي في المنطقة. شكلت هذه الأرض جزءًا حيويًا من تاريخ التوسع الإمبراطوري البريطاني، وتركت بصمات عميقة على تشكيل الجغرافيا السياسية لكل من كندا والولايات المتحدة الحديثة.
نشأة أرض روبرت وتسميتها
تعود قصة أرض روبرت إلى عام 1670، عندما أصدر الملك تشارلز الثاني مرسومًا ملكيًا يمنح "المغامرين الإنجليز" - المعروفين لاحقًا بشركة خليج هدسون - احتكارًا كاملاً للتجارة في جميع الأراضي التي تصب أنهارها في خليج هدسون. كان هذا المرسوم بمثابة وثيقة تأسيسية لم تستحدث شركة تجارية فحسب، بل منحتها أيضًا حقوقًا إقليمية وإدارية واسعة النطاق على منطقة هائلة من القارة. سُميت هذه الأراضي على اسم الأمير روبرت أمير الراين، وهو شخصية بارزة في العائلة المالكة البريطانية وقائد عسكري، والذي كان أول من ترأس مجلس إدارة شركة خليج هدسون. كان هذا التكريم يعكس العلاقة الوثيقة بين التاج وشركة التجارة الجديدة، ويضفي عليها شرعية ملكية قوية في عيون المستعمرين الأوروبيين.
النطاق الجغرافي الشاسع والتوسع
امتدت أرض روبرت عبر مساحات شاسعة من أمريكا الشمالية، وكانت حدودها الطبيعية مرتبطة بشكل أساسي بحوض تصريف خليج هدسون. شملت هذه المنطقة في الغالب أجزاء كبيرة مما يُعرف اليوم بكندا، بما في ذلك مقاطعة مانيتوبا بأكملها، ومعظم مقاطعة ساسكاتشوان، والأجزاء الجنوبية من ألبرتا ونونافوت، بالإضافة إلى الأجزاء الشمالية من أونتاريو وكيبيك. ولكن نفوذها لم يتوقف عند الحدود الكندية الحالية؛ بل امتدت أيضًا إلى مناطق جنوبية ستصبح في النهاية جزءًا من الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا ولايات مينيسوتا ونورث داكوتا ومونتانا.
تغيرت الحدود بمرور الوقت مع تطور العلاقات الدولية والاتفاقيات بين القوى العظمى. على سبيل المثال، كانت الحدود الجنوبية الغربية لأرض روبرت تمتد من بحيرة الغابة إلى جبال روكي، وكانت تُحدد تقليديًا بفجوة الصرف بين مستجمعات المياه في نهري المسيسيبي والأحمر/ساسكاتشوان. ومع ذلك، وبموجب اتفاقية لندن لعام 1818، تم استبدال هذه الحدود الطبيعية المعقدة بخط العرض التاسع والأربعين كحد فاصل رئيسي، مما أدى إلى ترسيم أكثر وضوحًا بين الأراضي البريطانية والأمريكية.
وفي ديسمبر عام 1821، توسع نفوذ شركة خليج هدسون التجاري بشكل كبير ليشمل مناطق تمتد من أرض روبرت غربًا وصولًا إلى ساحل المحيط الهادئ، وذلك بعد اندماجها مع شركة الشمال الغربي المنافسة. ومع أن هذا لم يكن توسعًا مباشرًا لأرض روبرت بحد ذاتها، إلا أنه عزز بشكل كبير من احتكار الشركة وسلطتها التجارية على جزء أكبر من القارة.
سلطة واحتكار شركة خليج هدسون
كانت شركة خليج هدسون تتمتع بسلطة لا مثيل لها على أرض روبرت، حيث لم تكن مجرد شركة تجارية فحسب، بل كانت بمثابة حكومة فعلية لهذه الأراضي الشاسعة. احتكارها التجاري الذي استمر 200 عام منحها الحق الحصري في التجارة بجميع أنواع البضائع، خاصة الفراء، الذي كان سلعة ذات قيمة عالية في أوروبا. لكن سلطتها امتدت إلى ما هو أبعد من التجارة؛ فقد كانت لديها الحق في سن القوانين، فرض الضرائب، إقامة العدل، وحتى بناء الحصون العسكرية للدفاع عن مصالحها ومناطقها.
لعبت الشركة دورًا محوريًا في استكشاف وتخطيط أجزاء واسعة من أمريكا الشمالية، حيث قام تجارها وصائدو الفراء بالتغلغل في أعمق أجزاء القارة. وقد أثر وجودها بشكل كبير على الشعوب الأصلية في المنطقة، حيث تغيرت أنماط حياتهم واقتصاداتهم لتتواءم مع متطلبات تجارة الفراء الأوروبية، مما أدى إلى شبكة معقدة من العلاقات التجارية والثقافية التي شكلت المنطقة لقرون.
نهاية عصر أرض روبرت وانتقالها إلى كندا
انتهى عصر أرض روبرت ككيان منفصل في عام 1870، في واحدة من أهم اللحظات التاريخية لتشكيل كندا الحديثة. بعد قرنين من الاحتكار، تزايدت الضغوط على شركة خليج هدسون للتخلي عن سيطرتها الإقليمية، خاصة مع توسع الاتحاد الكندي الجديد الذي تم تأسيسه عام 1867. بموجب "قانون أرض روبرت" لعام 1868، وافقت بريطانيا على نقل هذه الأراضي إلى كندا.
وفي الأول من ديسمبر 1869، وقّعت اتفاقية بيع رسمية تنازلت بموجبها شركة خليج هدسون عن حقوقها الإقليمية السيادية لحكومة كندا الناشئة مقابل تعويض مالي قدره 300,000 جنيه إسترليني، بالإضافة إلى الاحتفاظ بقطع أراضٍ استراتيجية حول مراكزها التجارية. ومع أن عملية النقل تأخرت قليلاً بسبب اضطرابات مثل تمرد النهر الأحمر، فقد اكتملت رسميًا في 15 يوليو 1870. هذا الحدث التاريخي فتح الطريق لتوسيع كندا بشكل كبير نحو الغرب، وأدى إلى إنشاء مقاطعة مانيتوبا كأول مقاطعة جديدة من هذه الأراضي الشاسعة، كما شكل الأساس لتأسيس الأقاليم الشمالية الغربية التي ستتطور منها لاحقًا مقاطعات أخرى في السهول الكندية. كانت نهاية أرض روبرت بداية فصل جديد في التاريخ الكندي، حيث دمجت الأراضي الشاسعة التي كانت تحت حكم تجاري خاص ضمن الدولة الفيدرالية الجديدة.
الأسئلة الشائعة حول أرض روبرت
- ما هي أرض روبرت؟
- كانت أرض روبرت منطقة شاسعة في أمريكا الشمالية البريطانية، تغطي حوض تصريف خليج هدسون، وقد مُنحت كمنطقة احتكار تجاري لشركة خليج هدسون من عام 1670 إلى 1870. كانت بمثابة كيان إقليمي شبه حكومي تحت إدارة الشركة.
- لماذا سميت أرض روبرت بهذا الاسم؟
- سميت أرض روبرت على اسم الأمير روبرت أمير الراين، ابن شقيق الملك تشارلز الأول، والذي كان أول حاكم لشركة خليج هدسون بعد تأسيسها بمرسوم ملكي عام 1670.
- ما هو دور شركة خليج هدسون في أرض روبرت؟
- لعبت شركة خليج هدسون دورًا محوريًا، حيث كانت تتمتع باحتكار تجاري كامل (خاصة في تجارة الفراء) وسلطات إدارية وقضائية واسعة على المنطقة لمدة 200 عام. كانت فعليًا هي السلطة الحاكمة لأرض روبرت.
- متى تم إلغاء كيان أرض روبرت كمنطقة منفصلة؟
- تم إلغاء كيان أرض روبرت كمنطقة منفصلة في عام 1870، عندما باعت شركة خليج هدسون حقوقها الإقليمية السيادية للحكومة الكندية الناشئة، مما مهد الطريق لضم هذه الأراضي إلى الاتحاد الكندي.
- أي المناطق الحديثة كانت جزءًا من أرض روبرت؟
- شملت أرض روبرت أجزاء كبيرة من كندا الحالية (مثل مانيتوبا بالكامل، ومعظم ساسكاتشوان، وجنوب ألبرتا، وجنوب نونافوت، وأجزاء شمالية من أونتاريو وكيبيك) بالإضافة إلى أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية (مثل مينيسوتا ونورث داكوتا ومونتانا).
- كيف أثرت أرض روبرت على تشكيل كندا؟
- كان انتقال أرض روبرت إلى كندا عام 1870 حدثًا محوريًا في توسيع الاتحاد الكندي نحو الغرب، حيث شكلت هذه الأراضي قلب السهول الكندية وأدت إلى إنشاء مقاطعة مانيتوبا، ووضعت الأساس لتأسيس الأقاليم الشمالية الغربية، مما ساهم بشكل كبير في تشكيل كندا كدولة مترامية الأطراف.