ييردلي سميث ، ممثلة وفنانة صوت فرنسية أمريكية

تُعد مارثا ماريا ييردلي سميث (المعروفة باسم "ياردلي"، من مواليد 3 يوليو 1964) فنانة أمريكية متعددة المواهب، اشتهرت بكونها ممثلة صوت، وممثلة سينمائية وتلفزيونية، وكاتبة. اكتسبت شهرة عالمية بفضل أدائها الصوتي المميز لشخصية ليزا سيمبسون الأيقونية في مسلسل الرسوم المتحركة الكوميدي طويل الأمد "عائلة سيمبسون" (The Simpsons)، وهو الدور الذي ما زالت تتقنه حتى اليوم ويُعد علامة فارقة في مسيرتها المهنية.

المسيرة المبكرة والبدايات الفنية

بدأت ييردلي سميث رحلتها في عالم التمثيل بعد تخرجها من مدرسة الدراما عام 1982، حيث صقلت مهاراتها وطورت قدراتها الأدائية. لم تمضِ سوى فترة وجيزة حتى أثبتت حضورها.

من برودواي إلى الشاشة الكبيرة

في عام 1984، اتخذت ييردلي خطوة مهمة بانتقالها إلى مدينة نيويورك النابضة بالحياة، والتي تُعد معقلًا للمسرح الأمريكي. هناك، حالفها الحظ للظهور في إنتاج مسرح برودواي المرموق لمسرحية "الشيء الحقيقي" (The Real Thing) للكاتب الشهير توم ستوبارد. كان هذا الظهور بمثابة إشارة واضحة لموهبتها وقدرتها على الأداء الحي أمام جماهير المسرح الكبيرة.

امتدت مسيرة سميث الفنية لتشمل الشاشة الكبيرة، حيث كان أول ظهور سينمائي لها عام 1985 في فيلم "ساعدنا الجنة" (Heaven Help Us). تلا ذلك مشاركات في أفلام أخرى مثل "أسطورة بيلي جين" (The Legend of Billie Jean) وفيلم "الحد الأقصى للسرعة" (Maximum Overdrive). وفي عام 1986، حزمت أمتعتها وانتقلت إلى لوس أنجلوس، مركز صناعة الترفيه، حيث وجدت لنفسها مكانًا في التلفزيون بدور متكرر في المسلسل الكوميدي "إخوة" (Brothers)، مما مهد الطريق أمامها لأدوار أكبر وأكثر تأثيرًا.

الصوت الأيقوني: ليزا سيمبسون

تُعد سنة 1987 نقطة تحول جوهرية في مسيرة ييردلي سميث، ففي هذه السنة، خضعت لتجارب أداء لشخصيات "عائلة سيمبسون" التي كانت حينها مجرد فقرات قصيرة تُعرض ضمن "برنامج تريسي أولمان" (The Tracey Ullman Show). كانت سميث تطمح في الحصول على دور "بارت سيمبسون"، الابن المشاكس للعائلة، ولكن المخرجين رأوا أن نبرة صوتها العالية لا تتناسب مع شخصية صبي. وبدلًا من ذلك، عُرض عليها دور "ليزا سيمبسون"، الأخت الكبرى لبارت، وهي فتاة ذكية، مثقفة، وعازفة ساكسفون. كان هذا القرار بمثابة ضربة حظ لملايين المشاهدين حول العالم.

بعد النجاح الباهر لهذه الفقرات القصيرة، تم تحويل "عائلة سيمبسون" في عام 1989 إلى مسلسل تلفزيوني مستقل مدته نصف ساعة، ليصبح ظاهرة ثقافية عالمية ويُصنف كواحد من أطول المسلسلات التلفزيونية في التاريخ. لقد ساهمت ييردلي سميث بشكل كبير في إضفاء العمق والتعقيد على شخصية ليزا، مما جعلها محبوبة ومثالًا يُحتذى به للعديد من الفتيات حول العالم.

تقديرًا لعملها الاستثنائي، نالت ييردلي سميث في عام 1992 جائزة إيمي برايم تايم المرموقة عن فئة "الأداء الصوتي المتميز"، وهو تكريم يؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه موهبتها الصوتية في إثراء المسلسل وترك بصمة لا تُمحى في عالم الرسوم المتحركة.

مسيرة متنوعة خارج سبرينغفيلد

على الرغم من ارتباط اسمها الوثيق بشخصية ليزا سيمبسون، إلا أن ييردلي سميث قد أثرت المشهد الفني بمشاركات متنوعة تتجاوز حدود عالم الرسوم المتحركة. فقد أدت أدوارًا مميزة في عدد من المسلسلات التلفزيونية، منها دور "لويز" في المسرحية الهزلية "رأس هيرمان" (Herman's Head). كما كان لها ظهور متكرر ومحبوب بدور "مارلين" في المسلسل الكوميدي الناجح "دارما وغريغ" (Dharma & Greg)، وشاركت في حلقتين من مسلسل "ميت مثلي" (Dead Like Me) بشخصية "بيني".

في السينما والمسرح

امتدت بصمة ييردلي سميث إلى عالم السينما بأدوار لا تُنسى في أفلام حققت نجاحًا نقديًا وتجاريًا، من أبرزها "رعاة البقر في المدينة" (City Slickers)، و"اكتب فقط" (Just Write)، و"ألعاب" (Toys)، وفيلم "أفضل ما يمكن الحصول عليه" (As Good as It Gets)، والذي جمعها بنخبة من نجوم هوليوود. لم تقتصر مواهبها على الأداء أمام الكاميرا أو خلف الميكروفون، بل قدمت في عام 2004 عرضًا مسرحيًا ناجحًا لامرأة واحدة خارج برودواي بعنوان "المزيد" (More) في مسرح يونيون سكوير بمدينة نيويورك، مما أظهر قدرتها على التواصل المباشر مع الجمهور وتنوعها الفني.

أعمال صوتية وإنتاجية أخرى

بخلاف "عائلة سيمبسون"، كانت مشاركات ييردلي سميث في الأعمال الصوتية قليلة ولكنها مميزة، حيث اقتصرت على بعض الإعلانات التجارية وأدت دورًا في فيلم الرسوم المتحركة "لقد عدنا! قصة ديناصور" (We're Back! A Dinosaur's Story). وفي خطوة تعكس طموحها في التوسع وراء التمثيل، قامت ببطولة وإنتاج الفيلم الكوميدي الرومانسي المستقل "في انتظار أوفيليا" (Waiting for Ophelia)، والذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيكس السينمائي في أبريل 2009، مما يؤكد على مكانتها كفنانة شاملة قادرة على الإبداع في أدوار متعددة.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

من هي ييردلي سميث؟
هي ممثلة صوت وممثلة سينمائية وتلفزيونية وكاتبة أمريكية، اشتهرت عالميًا بدورها الصوتي لشخصية ليزا سيمبسون في مسلسل الرسوم المتحركة الشهير "عائلة سيمبسون".
ما هو الدور الأكثر شهرة لـ ييردلي سميث؟
لا شك أن دورها الصوتي لشخصية ليزا سيمبسون في مسلسل "عائلة سيمبسون" هو الدور الأكثر شهرة وتأثيرًا في مسيرتها المهنية الطويلة.
هل كانت ييردلي سميث تنوي في الأصل تجسيد صوت ليزا سيمبسون؟
كلا، كانت ييردلي سميث قد خضعت في البداية لتجارب أداء لدور بارت سيمبسون، ولكن المخرجين شعروا أن صوتها الأنسب لدور أخته ليزا.
هل حصلت ييردلي سميث على جوائز عن عملها الصوتي؟
نعم، فازت بجائزة إيمي برايم تايم عن فئة "الأداء الصوتي المتميز" عام 1992 تقديرًا لعملها في "عائلة سيمبسون".
ما هي بعض مشاركاتها الفنية الأخرى خارج "عائلة سيمبسون"؟
شاركت في مسلسلات تلفزيونية مثل "رأس هيرمان" و"دارما وغريغ" و"ميت مثلي"، وفي أفلام مثل "رعاة البقر في المدينة" و"أفضل ما يمكن الحصول عليه". كما قدمت عرضًا مسرحيًا لامرأة واحدة وكانت منتجًا تنفيذيًا لفيلم "في انتظار أوفيليا".
هل ما زالت ييردلي سميث تجسد شخصية ليزا سيمبسون؟
نعم، ما زالت ييردلي سميث تؤدي الصوت الأيقوني لشخصية ليزا سيمبسون في المسلسل المستمر حتى يومنا هذا.