إدغار الملك الإنجليزي السلمي (مواليد 943)
يُعدُّ إدغار، المعروف تاريخيًا بـ "السلمي" أو "المسالم"، والذي حكم بين عامي 959 و 975 ميلادية، أحد أبرز ملوك إنجلترا في عصر الأنجلوسكسون، وأحد المهندسين الرئيسيين للوحدة الإنجليزية. وُلد حوالي عام 943 ميلادية، واسمه بالإنجليزية القديمة هو Eadgar، وقد ترك بصمة واضحة على المملكة التي ورثها، محولًا إياها إلى كيان أكثر استقرارًا ووحدة. توفي في الثامن من يوليو عام 975 ميلادية.
نشأة إدغار وصعوده إلى العرش
كان إدغار الابن الأصغر للملك إدموند الأول، الذي عُرف بجهوده لتوحيد إنجلترا، ووالدته كانت الملكة ألفجيفو من شافتسبري. نشأ في كنف الأسرة الملكية، وشهد الاضطرابات التي سادت فترة حكم أخيه الأكبر، الملك إيدويغ. كان حكم إيدويغ قصيرًا ومضطربًا، حيث واجه معارضة كبيرة من رجال الدين والنبلاء، مما أدى إلى انقسام المملكة. في عام 957، ثارت مرسيا ونورثمبريا على إيدويغ، واختارتا إدغار، الذي كان حينها في سن المراهقة، ملكًا عليهما. وبعد وفاة أخيه إيدويغ في عام 959 دون وريث، اعتلى إدغار عرش جميع الإنجليز، وبدأ عهده الذي اتسم بالسلام والازدهار النسبي، والذي كان بمثابة تتويج لجهود أسلافه في بناء دولة إنجليزية موحدة.
عهد إدغار السلمي: توحيد وازدهار
تميز حكم إدغار باستعادة الاستقرار السياسي وتعزيز الوحدة التي أرستها أسرة ويسكس. لقد فهم إدغار أهمية وجود إدارة قوية وفعالة، وعمل على إصلاح القوانين وتعزيز العدالة في جميع أنحاء مملكته. كما أدرك ضرورة دمج المناطق المختلفة تحت سلطة مركزية واحدة، وعالج التحديات الإقليمية ببراعة دبلوماسية وقيادة حكيمة.
دور دنستان وإصلاح الكنيسة
كان المستشار الأكثر ثقة للملك إدغار هو القديس دنستان، الذي كان شخصية محورية في الحياة السياسية والدينية في إنجلترا آنذاك. استدعى إدغار دنستان من المنفى الذي فُرض عليه خلال عهد إيدويغ، وعينه في مناصب كنسية مرموقة، حتى أصبح رئيس أساقفة كانتربري في عام 960 ميلادية. كان دنستان قائدًا لحركة الإصلاح البندكتي في إنجلترا، والتي سعت إلى تنقية الكنيسة وتعزيز الرهبنة. دعم إدغار هذه الحركة بقوة، مما أدى إلى تجديد الأديرة والكنائس، وترسيخ سلطة الكنيسة، وتوحيد الممارسات الدينية في المملكة، مما ساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والروحي.
تتويج إدغار في باث عام 973: رمز للوحدة الإمبراطورية
تُوجت إنجازات إدغار بتتويجه الرسمي المهيب في باث عام 973 ميلادية. لم يكن هذا التتويج مجرد احتفال روتيني، بل كان حدثًا ذا أهمية سياسية ورمزية عميقة. أشرف دنستان على تنظيم هذا الحفل، الذي صُمم ليُظهر إدغار ليس فقط كملك للإنجليز، بل كحاكم إمبراطوري على جميع الجزر البريطانية. حضر التتويج ستة ملوك آخرين من حكام المناطق المجاورة في بريطانيا، بما في ذلك ملوك اسكتلندا وستراتكلايد، والذين قدموا الولاء لإدغار في عرض رمزي للقوة والهيمنة. يُعد هذا الحفل أساسًا لحفل التتويج الملكي الإنجليزي الحديث، حيث وضع العديد من التقاليد والإجراءات التي لا تزال تُتبع حتى يومنا هذا، مما يؤكد على أهمية هذا الحدث في تاريخ الملكية البريطانية.
إرث إدغار وخلافة عرشه
ترك إدغار وراءه إرثًا عميقًا من الاستقرار والوحدة والقانون. لقد عزز مكانة إنجلترا كدولة قوية وموحدة، ومهد الطريق أمام المزيد من التطورات في العصور اللاحقة. ومع ذلك، لم يكن انتقال السلطة بعد وفاته سلسًا. خلفه ابنه الأكبر إدوارد، المعروف لاحقًا باسم "إدوارد الشهيد"، لكن خلافة العرش كانت محل نزاع مرير. أدت هذه الخلافة المتنازع عليها إلى صراعات داخلية أثرت على استقرار المملكة في السنوات التي تلت وفاته، وهو ما يبرز أهمية فترة حكم إدغار كفترة استثنائية من السلام النسبي.
الأسئلة الشائعة حول الملك إدغار السلمي
- من هو إدغار السلمي؟
- إدغار السلمي (حوالي 943 - 975 ميلادية) كان ملكًا للإنجليز من عام 959 حتى وفاته عام 975، ويُعرف بجهوده في تعزيز وحدة إنجلترا واستقرارها خلال فترة حكمه.
- متى حكم إدغار السلمي؟
- حكم إدغار من عام 959 ميلادية حتى وفاته في الثامن من يوليو 975 ميلادية.
- كيف وصل إدغار إلى العرش؟
- وصل إدغار إلى العرش بعد وفاة أخيه الأكبر الملك إيدويغ دون وريث. كان إدغار قد حكم سابقًا مرسيا ونورثمبريا بعد ثورتهما ضد إيدويغ في عام 957، ثم أصبح ملكًا على جميع الإنجليز بعد وفاة أخيه.
- ما هي أهم إنجازات إدغار السلمي؟
- تشمل أهم إنجازاته توحيد إنجلترا وتعزيز استقرارها السياسي، ودعم حركة الإصلاح البندكتي بقيادة دنستان، وتنظيم حفل تتويجه المهيب في باث عام 973 الذي أسس للعديد من تقاليد التتويج الملكي الإنجليزي.
- ما هي علاقة إدغار بدنستان؟
- كان دنستان مستشار إدغار الأكثر ثقة ورئيس أساقفة كانتربري. لعب دورًا محوريًا في دعم سياسات إدغار الإصلاحية، خاصة في مجال الكنيسة، وكان المنظم الرئيسي لحفل تتويجه.
- لماذا كان تتويج إدغار في باث عام 973 مهمًا؟
- كان التتويج مهمًا لكونه رمزًا لتوحيد بريطانيا وإبراز مكانة إدغار كحاكم إمبراطوري، حيث قدم له الولاء ملوك آخرون من الجزر البريطانية. كما أنه وضع الأسس والعديد من التقاليد التي لا تزال جزءًا من حفل التتويج الملكي البريطاني حتى اليوم.
- ماذا حدث بعد وفاة إدغار؟
- بعد وفاة إدغار، خلفه ابنه إدوارد (إدوارد الشهيد)، ولكن الخلافة كانت محل نزاع شديد بين الفصائل المختلفة، مما أدى إلى فترة من الاضطرابات السياسية.