جوني بولا لاعب الجولف الأمريكي (ت 2003)

في سجلات تاريخ الغولف الأمريكي، يبرز اسم جون جوثري بولا (2 يونيو 1914 – 7 ديسمبر 2003) كلاعب محترف موهوب وشخصية رائدة تجاوزت إنجازاتها ميادين الغولف الخضراء لتشمل آفاق الطيران وريادة الأعمال. وُلد بولا في نيويل بولاية فيرجينيا الغربية، وشق طريقه في عالم الغولف ليصبح أحد الأسماء المعروفة في جولة PGA، محققًا إنجازات وتجارب لا تُنسى.

مسيرة رياضية حافلة بالتميز واللحظات التاريخية

على الرغم من أن مسيرة جون بولا الاحترافية لم تتوج بلقب بطولة كبرى، إلا أنه أظهر مستوى عالٍ من الأداء والتنافسية. فاز بولا ببطولة لوس أنجلوس المفتوحة عام 1941، وهي محطة مهمة في مسيرته أثبتت قدرته على المنافسة والفوز في البطولات الكبرى. وقد اقترب من التتويج بلقب بطولة كبرى في ثلاث مناسبات، حيث حل وصيفًا لمرتين أمام الأسطورة سام سنيد؛ المرة الأولى كانت في بطولة بريطانيا المفتوحة عام 1946، والمرة الثانية في بطولة الماسترز عام 1949، مما يدل على قدرته على التحدي في أعلى المستويات.

لحظة خالدة في سانت أندروز: بطولة بريطانيا المفتوحة 1939

لعل اللحظة الأبرز والأكثر تخليدًا في مسيرة جون بولا كانت مشاركته في بطولة بريطانيا المفتوحة عام 1939 التي أقيمت على الملعب التاريخي سانت أندروز، مهد الغولف. في تلك البطولة، واجه اللاعبون ظروفًا جوية قاسية للغاية، لكن بولا أظهر براعة استثنائية في قيادة الكرة (driving)، حيث كانت تسديداته الأولى من نقطة الانطلاق خالية من الأخطاء ولم تخطئ أي ممر أخضر (fairway). يُعرض مضربه الذي استخدمه في تلك البطولة اليوم في متحف نادي الغولف الملكي والعتيق، ليكون شاهدًا على أدائه الأسطوري. ومع ذلك، من المفارقات أن اسمه لا يظهر على كأس كلاريت الشهير، وهو جائزة البطولة. أنهى بولا جولته مبكرًا في ذلك اليوم، وتصدر لوحة النتائج لفترة طويلة، محتفظًا بالصدارة حتى اللحظات الأخيرة عندما تمكن منافسه ديك بيرتون، ضمن المجموعة الأخيرة، من تسجيل "طائر" (birdie) في الحفرة الأخيرة لينتزع اللقب بفارق ضئيل. على الرغم من عدم فوزه بأي بطولة كبرى، إلا أن بولا وصل إلى المراكز العشرة الأولى في البطولات الكبرى 12 مرة؛ مرتين في بطولة الماسترز، ومرتين في بطولة PGA، وأربع مرات في بطولة بريطانيا المفتوحة، وأربع مرات أخرى في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، مما يبرز اتساق أدائه على مر السنين.

من الملاعب إلى السماء: رائد في الطيران والأعمال

لم يقتصر تأثير جون بولا على ميادين الغولف فحسب، بل امتد شغفه بالابتكار وروح المغامرة إلى عالم الطيران وريادة الأعمال. كان بولا طيارًا خاصًا ماهرًا، وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان يطير بنفسه إلى البطولات المختلفة، وهو ما كان يعتبر أمرًا فريدًا وغير تقليدي في ذلك الوقت. لاحقًا، ارتقى ليصبح طيارًا تجاريًا لدى خطوط إيسترن إيرلاينز، مضيفًا إلى سجله المهني إنجازًا آخر يعكس طموحه وتعدد مواهبه. وبعد فترة وجيزة من الحرب، قام بولا، بالتعاون مع عدد من محترفي جولة الغولف، بشراء طائرة شحن من طراز C-47 من القوات الجوية للجيش الأمريكي، بهدف استخدامها لنقلهم وزوجاتهم إلى بطولات الغولف المختلفة، وكان بولا نفسه هو من يتولى قيادة الطائرة. هذه المبادرة لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل كانت تعكس روح الابتكار والتعاون بين اللاعبين في فترة ما بعد الحرب. كما كان بولا رائدًا في مجال التسويق التجاري، حيث كان أول من أيد بيع المنتجات خارج متاجر المحترفين التقليدية (Golf pro shop). وفي إنجاز يعكس رؤيته التجارية، فاز ببطولة لوس أنجلوس المفتوحة عام 1941 باستخدام كرة غولف عليها خصم، بيعت بربع دولار في صيدليات وولجرينز، مما يبرز فطنته التجارية في تلك الفترة المبكرة.

إرث وتكريم

تقديرًا لمساهماته وإنجازاته العديدة في عالم الغولف، تم إدخال جون بولا في قاعة مشاهير الغولف في كارولينا في يناير 2000 من قبل رابطة مراسلي الغولف في كارولينا. هذا التكريم جاء تتويجًا لمسيرة غنية باللعب المميز والابتكار، مؤكدًا مكانته كشخصية مؤثرة في تاريخ الرياضة. كما كان بولا شريكًا في تأسيس خطوط أريزونا الجوية، والتي تحولت لاحقًا إلى شركة فرونتير إيرلاينز المرموقة في عام 1950، مما يضيف بعدًا آخر لإرثه كرائد أعمال ناجح تجاوزت إنجازاته حدود الملاعب.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

من هو جون جوثري بولا؟
جون جوثري بولا (1914-2003) كان لاعب غولف أمريكي محترفًا، وطيارًا، ورائد أعمال، اشتهر بمهارته في اللعب وابتكاراته في الطيران والتسويق.
ما هي أبرز إنجازاته في الغولف؟
فاز ببطولة لوس أنجلوس المفتوحة عام 1941، وحل وصيفًا في ثلاث بطولات كبرى، بالإضافة إلى وصوله للمراكز العشرة الأولى في البطولات الكبرى 12 مرة. كانت مسيرته في بطولة بريطانيا المفتوحة عام 1939 في سانت أندروز لحظة تاريخية في مسيرته.
هل فاز جون بولا بأي بطولة كبرى (Major Championship)؟
لا، لم يفز بأي بطولة كبرى، لكنه اقترب من ذلك ثلاث مرات كوصيف، وحقق 12 مركزًا ضمن العشرة الأوائل في تلك البطولات.
ما هو الدور الذي لعبه في مجال الطيران؟
كان بولا طيارًا خاصًا وتجاريًا، وطار بنفسه إلى البطولات. كما شارك في تأسيس خطوط أريزونا الجوية (التي أصبحت فرونتير إيرلاينز)، وقاد طائرة C-47 لنقل اللاعبين وزوجاتهم إلى البطولات بعد الحرب العالمية الثانية.
ما هي مساهمته في مجال التسويق أو الأعمال؟
يُعرف بأنه أول من أيد بيع المنتجات خارج متاجر الغولف الاحترافية التقليدية، وفاز ببطولة لوس أنجلوس المفتوحة عام 1941 بفضل كرة غولف مخفضة بيعت في صيدلية وولجرينز، مما يعكس فطنته التجارية.
هل تم تكريمه بعد وفاته؟
تم إدخاله في قاعة مشاهير الغولف في كارولينا في يناير 2000، قبل وفاته بثلاث سنوات.