وليام أرنولد ، مستوطن إنجليزي أمريكي (ت 1675)
يُعد ويليام أرنولد (المولود في 24 يونيو 1587 والمتوفى عام 1676) شخصية محورية في تاريخ الاستعمار الأمريكي المبكر، حيث كان أحد المستوطنين المؤسسين البارزين لمستعمرة رود آيلاند ومزارع بروفيدنس. لم يقتصر دوره على التأسيس فحسب، بل اشتهر هو وأبناؤه أيضًا بكونهم من بين الأثرياء في المستعمرة، مما يعكس نفوذهم الاقتصادي والاجتماعي الكبير.
قبل أن يخطو خطواته الأولى في العالم الجديد، قضى أرنولد سنواته الأولى في إنجلترا، وتحديدًا في مقاطعة سومرست الخضراء. شغل هناك منصب حارس كنيسة سانت ماري، الكنيسة الأبرشية لإلشيستر في جنوب شرق سومرست، وهو دور يشير إلى ارتباطه المبكر بالمجتمع والتزامه به.
الهجرة والتأسيس في نيو إنجلاند
في عام 1635، اتخذ ويليام أرنولد قرارًا مصيريًا بالهجرة إلى نيو إنجلاند رفقة عائلته وشركائه، سعياً وراء فرص جديدة ومستقبل أفضل. في البداية، استقرت عائلته في بلدة هنغهام، التي كانت جزءًا من مستعمرة خليج ماساتشوستس المزدهرة. ومع ذلك، لم يدم مكوثهم هناك طويلاً، حيث سرعان ما انتقل أرنولد ليشارك في تأسيس مستوطنة بروفيدانس بلانتيشنز الجديدة، هذه المرة إلى جانب القائد الديني والسياسي الملهم، روجر ويليامز، الذي كان رائداً في مجال الحرية الدينية.
كان أرنولد من بين الملاك الأصليين الثلاثة عشر لبروفيدانس، وهو ما يؤكد دوره الجوهري في تحديد ملامح المستعمرة الوليدة. يظهر اسمه بوضوح على الصك التاريخي الذي وقعه روجر ويليامز في عام 1638، وهو وثيقة مهمة توضح توزيع الأراضي وتأسيس المجتمع. كما كان أرنولد أحد الأعضاء المؤسسين الاثني عشر لأول كنيسة معمدانية تُنشأ في أمريكا، مما يبرز التزامه العميق بالإيمان والمساهمة في المشهد الديني للمستعمرات.
الانتقال إلى باوتوكسيت والصراعات المحلية
بعد حوالي عامين من العيش في بروفيدنس، قرر أرنولد وعائلته، برفقة مستوطنين آخرين، الانتقال مرة أخرى. هذه المرة، اتجهوا شمالاً ليقيموا على الضفة الشمالية لنهر باوتوكسيت، حيث أسسوا مستوطنة جديدة أُطلق عليها اسم باوتوكسيت. هذه المستوطنة نمت وتطورت فيما بعد لتصبح جزءًا مما نعرفه اليوم باسم كرانستون في رود آيلاند.
لم تخلُ حياة المستوطنين الأوائل من التحديات. فقد خاض ويليام أرنولد وزملاؤه المستوطنون نزاعات خطيرة ومريرة مع جيرانهم في وارويك، الذين كانوا يقيمون على الضفة الجنوبية من النهر. كانت هذه النزاعات غالبًا ما تتمحور حول الأراضي والحدود والولاية القضائية، مما أدى إلى توترات كبيرة. ونتيجة لهذه الخلافات المستمرة، اتخذ سكان باوتوكسيت قرارًا حاسمًا بالانفصال عن حكومة بروفيدنس، ووضعوا أنفسهم تحت سلطة مستعمرة خليج ماساتشوستس الأكثر قوة وتنظيمًا. استمر هذا الانفصال عن بروفيدنس لمدة ستة عشر عامًا، وخلال هذه الفترة، تم تكليف أرنولد بمهمة حفظ السلام كرئيس للمستوطنة، مما يدل على ثقة المجتمع بقدرته على القيادة في الأوقات الصعبة.
نهاية المطاف وإرث العائلة
توفي ويليام أرنولد في فترة مضطربة من تاريخ نيو إنجلاند، وذلك في وقت ما خلال الاضطرابات العظمى لحرب الملك فيليب، التي وقعت بين عامي 1675 و1676. كانت هذه الحرب من أكثر الصراعات دمارًا بين المستوطنين الأوروبيين والسكان الأصليين، وقد تركت أثرًا عميقًا على المستعمرات.
على الرغم من وفاته، استمر إرث أرنولد من خلال ابنه، بنديكت أرنولد، الذي لعب دورًا بارزًا في تاريخ رود آيلاند. خلف بنديكت روجر ويليامز في منصب رئيس مستعمرة رود آيلاند ومزارع بروفيدنس في عام 1657، مما يؤكد استمرارية نفوذ العائلة القيادي. وقد بلغ مجده ذروته عندما أصبح أول حاكم للمستعمرة بموجب الميثاق الملكي لعام 1663، وهو إنجاز كبير يرسخ مكانة عائلة أرنولد في سجلات التاريخ الأمريكي.
الأسئلة الشائعة حول ويليام أرنولد
- من هو ويليام أرنولد؟
- كان ويليام أرنولد أحد المستوطنين المؤسسين لمستعمرة رود آيلاند ومزارع بروفيدنس، ومن الشخصيات الثرية في المستعمرة، وقد لعب دورًا مهمًا في تأسيس العديد من المستوطنات المبكرة.
- ما هو دوره الأساسي في تأسيس رود آيلاند وبروفيدنس؟
- كان ويليام أرنولد أحد الملاك الأصليين الثلاثة عشر لبروفيدنس، ووقع اسمه على الصك الذي منحه روجر ويليامز في عام 1638. كما كان عضوًا مؤسسًا في أول كنيسة معمدانية في أمريكا.
- لماذا انتقل ويليام أرنولد إلى مستوطنة باوتوكسيت؟
- انتقل أرنولد وعائلته إلى باوتوكسيت بعد حوالي عامين في بروفيدنس، ربما بحثًا عن أراضٍ جديدة أو لتجنب النزاعات الداخلية. أسسوا مستوطنة جديدة هناك، ولكنهم دخلوا في نزاعات مع جيرانهم في وارويك، مما أدى إلى انفصالهم عن حكومة بروفيدنس.
- ما هي أهمية ابنه بنديكت أرنولد؟
- واصل ابنه، بنديكت أرنولد، إرث والده في القيادة، حيث خلف روجر ويليامز كرئيس للمستعمرة في عام 1657، ثم أصبح أول حاكم لرود آيلاند بموجب الميثاق الملكي لعام 1663.
- ما هي حرب الملك فيليب التي توفي أرنولد خلالها؟
- حرب الملك فيليب (1675-1676) كانت صراعًا دمويًا بين المستوطنين الإنجليز والسكان الأصليين في نيو إنجلاند. كانت من أكثر الحروب تدميراً في تاريخ المستعمرات الأمريكية المبكرة.