بول تايلور ، عازف الجيتار وعازف لوحة المفاتيح الأمريكي

بول تايلور، المولود في الرابع من يونيو عام 1960 في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والمعروف سابقًا باسم بول هورويتز، هو موسيقي أمريكي لامع اشتهر بكونه عازف لوحة مفاتيح وماهرًا في العزف على الغيتار. لمع نجمه بشكل خاص في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، وذلك بفضل دوره المحوري في فرقة الروك الشهيرة "وينجر" (Winger)، التي شهدت فترات نشاط متعددة (1987-1992، 2001-2003، 2013-2014، 2014-2017، ومن 2018 حتى الوقت الحاضر). على الرغم من ارتباط اسمه بشكل وثيق بفرقة "وينجر" التي تركت بصمة واضحة في موسيقى الهارد روك في عصرها، فإن مسيرة تايلور الموسيقية غنية بالتعاونات مع أسماء بارزة أخرى في عالم الموسيقى، مما يعكس مرونته وموهبته المتعددة. فقد عزف مع شخصيات بحجم سامي هاجر المستقبلي (مغني فان هيلين سابقًا)، وعازف الغيتار الموهوب غاري بيل من فرقة "بوسطن" (في أيامهما الأولى)، وإريك مارتن (الفنان المنفرد وقائد فرقة "مستر بيغ" المستقبلي)، والموسيقي الكندي ألدو نوفا، وستيف بيري من فرقة "جورني" الأسطورية، بالإضافة إلى أسطورة الروك أليس كوبر، وتومي شو من فرقة "ستينكس".

بدايات المسيرة الموسيقية والتكوين الفني

شهدت أواخر السبعينيات من القرن الماضي انخراط بول تايلور لفترة وجيزة في فرقة من شمال كاليفورنيا تُدعى "ستارك ريفنغ ماد" (Stark Raving Mad). كان دوره في هذه الفرقة متنوعًا ومهمًا، حيث عزف على الغيتار الرئيسي، والبيانو، وقام بمهام الغناء، إلى جانب دونوفان ستارك، وغاري بيل (الذي سيصعد نجمه لاحقًا مع سامي هاجر وفرقة بوسطن)، وجاي كوزبروك، وديفيد باين، ومعهم إيريك مارتن (الذي سيصبح المغني الرئيسي لفرقة مستر بيغ). كان هذا بمثابة محطة تعليمية مهمة صقلت مهاراته. أما نجاحه الأول كعازف محترف، فقد تحقق في أوائل الثمانينيات عندما عمل كعازف لوحة مفاتيح متجول ضمن الفرقة الداعمة للموسيقي الكندي الشهير ألدو نوفا. شارك تايلور حينها في الفيديو الموسيقي لواحدة من أكبر أغاني نوفا الناجحة، وهي أغنية "فانتسي" (Fantasy)، التي تركت بصمتها في تلك الفترة، مما منحه ظهورًا مبكرًا على الساحة الموسيقية الكبرى.

الطريق إلى "وينجر": تجارب مع أليس كوبر والشروع في مشروع جديد

قبل الشروع في تأسيس فرقة "وينجر"، خاض كل من بول تايلور وكيب وينجر تجربة موسيقية مشتركة غنية بالخبرة، حيث انضما إلى الفرقة الداعمة للنجم الأسطوري أليس كوبر في جولات ألبوماته في منتصف الثمانينيات. وقد شملت هذه الجولات ألبومي كوبر "كونستريكتور" (Constrictor) عام 1986 و"ريز يور فيست آند ييل" (Raise Your Fist and Yell) عام 1987. خلال هذه الفترة المليئة بالأداءات الحية المكثفة، بدأت الشرارة الإبداعية المشتركة بين تايلور وكيب تتوهج، فشرعا في تأليف الأغاني معًا. وفي إحدى فترات استراحة الجولة، قاما بتسجيل ما أصبح لاحقًا أولى العروض التجريبية لفرقة "وينجر". ومع أن كيب غادر فرقة أليس كوبر قبل المرحلة الأوروبية من جولة عام 1987، فقد اختار بول البقاء لإكمال المواعيد الأوروبية. ومع ذلك، لم يدم بقاؤه طويلاً، ففي غمرة الجولة الأوروبية، تلقى بول مكالمة حاسمة من كيب، الذي كان يعمل في نيويورك مع عازف الغيتار المستقبلي لـ"وينجر" ريب بيتش لتسجيل المزيد من العروض التجريبية، حيث أبلغه كيب أنه حصل على عقد قياسي للفرقة. بعد انتهاء الجولة الأوروبية مباشرة، عاد بول إلى نيويورك، وبدأ مشروع "وينجر" (الذي كان يُعرف في البداية باسم "صحارى" Sahara) بالتدرب وتسجيل ألبومه الأول، لتبدأ بذلك حقبة جديدة ومثيرة في مسيرتهما الموسيقية.

النجاح الباهر ومغادرة "وينجر"

ظل بول تايلور عنصرًا لا يتجزأ من فرقة "وينجر" طوال الفترة التي شهدت فيها الفرقة أوج نجاحها التجاري والفني، والتي تميزت بإطلاق ألبومين حققا مبيعات هائلة وشهرة واسعة، وهما الألبوم الذي حمل اسم الفرقة "وينجر" (Winger) وألبوم "إن ذا هارت أوف ذا يانغ" (In the Heart of the Young). كانت مساهماته كعازف لوحة مفاتيح وغيتار مؤثرة في الصوت المميز للفرقة الذي جمع بين المهارة الموسيقية وألحان الهارد روك الجذابة. ومع ذلك، بعد انتهاء الجولة الداعمة لألبوم "إن ذا هارت أوف ذا يانغ" في عام 1991، اتخذ تايلور قرارًا بمغادرة الفرقة في أوائل عام 1992. وعزا قراره هذا إلى الإرهاق الشديد والرغبة الملحة في الانخراط في مشاريع موسيقية أخرى، وكتابة أعمال جديدة، سعيًا وراء التنوع الفني والتعبير عن ذاته بطرق مختلفة خارج إطار الفرقة.

مشاريع ما بعد "وينجر" والعودات المتفرقة

طوال التسعينيات، انغمس بول تايلور في عدد من المشاريع الموسيقية المتنوعة، لعل أبرزها وأكثرها غزارة كان تسجيل ألبوم ستيف بيري المنفرد لعام 1994، بالإضافة إلى القيام بجولة موسيقية معه. هذا التعاون مع المغني الأسطوري لفرقة "جورني" أظهر مدى تقدير الموسيقيين الآخرين لموهبته وإمكانياته. وفي عام 1998، عاد تايلور مجددًا إلى فرقة أليس كوبر، وهذه المرة كان برفقة زميله السابق في "وينجر" عازف الغيتار ريب بيتش، مما أعاد لم الشمل بين الثلاثي. وبمجرد انتهاء تلك الجولة، انطلق تايلور في جولة قصيرة أخرى مع عازف الغيتار والمغني تومي شو. عادت فرقة "وينجر" لتجتمع في عام 2001 بهدف تسجيل مواد جديدة لألبوم "أفضل الأغاني" (Greatest Hits). ورغم أن مدى مشاركة تايلور في جلسات التسجيل هذه يبقى غير واضح، فقد انضم لاحقًا إلى الفرقة في الجولة الداعمة لهذا الألبوم، مما أسعد القاعدة الجماهيرية للفرقة. وفي عام 2006، طلب منه كيب وينجر الانضمام إلى الفرقة مرة أخرى للعمل على ألبوم إعادة التوحيد، لكن تايلور رفض العرض حينها لأنه كان ملتزمًا بمشاريع أخرى، بما في ذلك شغفه بالتصوير الفوتوغرافي الذي أصبح جزءًا مهمًا من حياته الإبداعية. كما أمضى أشهر صيف عام 2012 في جولة موسيقية مع فرقة "سندريلا" (Cinderella) الشهيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث عزف على لوحات المفاتيح. عاد بول تايلور إلى "وينجر" مرة أخرى في منتصف عام 2013، وأدى معهم في مواعيد جولة محددة استمرت حتى أوائل عام 2014، وظهر أيضًا في أغنية "كوين بابيلون" (Queen Babylon) التي صدرت في أواخر عام 2014، مؤكدًا استمرار إرثه الموسيقي الغني والمتنوع.

الأسئلة المتكررة (FAQs)

من هو بول تايلور؟

بول تايلور هو موسيقي أمريكي شهير، ولد في 4 يونيو 1960، واشتهر بشكل خاص كعازف لوحة مفاتيح وغيتار. كان له دور بارز في موسيقى الهارد روك في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات.

بماذا يشتهر بول تايلور بشكل أساسي؟

يشتهر بول تايلور بدوره كعضو في فرقة الروك "وينجر" (Winger)، حيث كان جزءًا أساسيًا من نجاح الفرقة خلال فترتها الذهبية وفي لم شملها في فترات لاحقة.

ما هي أبرز الفرق والفنانين الذين تعاون معهم بول تايلور بخلاف "وينجر"؟

تعاون تايلور مع العديد من الموسيقيين البارزين مثل سامي هاجر، غاري بيل (من فرقة بوسطن)، إريك مارتن (من مستر بيغ)، ألدو نوفا، ستيف بيري (من جورني)، أليس كوبر، وتومي شو.

متى انضم بول تايلور إلى "وينجر" ومتى غادرها؟

انضم بول تايلور إلى "وينجر" في بداياتها عام 1987. غادر الفرقة في أوائل عام 1992 بعد ذروة نجاحها، ثم عاد للمشاركة في جولات مختلفة وتجمعات للفرقة في سنوات لاحقة.

لماذا غادر بول تايلور فرقة "وينجر" في عام 1992؟

صرح تايلور بأنه غادر الفرقة في عام 1992 بسبب الإرهاق والرغبة في استكشاف مشاريع موسيقية أخرى وكتابة أعمال خاصة به، سعيًا وراء التنوع الفني.

هل شارك بول تايلور في أي من لم شمل "وينجر"؟

نعم، شارك تايلور في جولة لم شمل "وينجر" عام 2001، وعاد أيضًا في منتصف عام 2013 ليؤدي مع الفرقة في مواعيد جولة محددة حتى أوائل عام 2014، وظهر في أغنية "كوين بابيلون" في أواخر عام 2014، ولا يزال نشطًا معهم حتى الوقت الحاضر.

ما هي بعض اهتمامات بول تايلور خارج الموسيقى؟

بالإضافة إلى مسيرته الموسيقية الحافلة، يهتم بول تايلور بشدة بالتصوير الفوتوغرافي، وهو ما أشار إليه كأحد أسباب رفضه الانضمام إلى لم شمل "وينجر" عام 2006 بسبب التزامات أخرى.