خمسمائة من المورمون يغادرون مدينة آيوا بولاية آيوا إلى طريق مورمون.

تمثل قصة رواد عربات اليد المورمون فصلاً مؤثرًا ومُلهمًا في تاريخ الهجرة الأمريكية الغربية، وتحديدًا ضمن الهجرة الكبرى لأعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (كنيسة إل دي إس) إلى وديان جبال روكي الشاسعة، سعيًا لإقامة مجتمعاتهم في مدينة سولت ليك بيوتا. هؤلاء الرواد، بدافع الإيمان العميق والرغبة في الانضمام إلى زملائهم أعضاء الكنيسة، اختاروا وسيلة نقل متواضعة لكنها كانت ضرورية لرحلتهم الطويلة والشاقة.

حركة عربات اليد المورمونية: الدافع والبدء

بدأت حركة عربات اليد المورمونية في عام 1856 واستمرت حتى عام 1860، وشهدت مشاركة ما يقرب من 3000 رائد قادمين من إنجلترا وويلز واسكتلندا والدول الاسكندنافية. هؤلاء المهاجرون، الذين كان العديد منهم يفتقرون إلى الأموال الكافية لشراء عربات تجرها فرق كاملة من الثيران أو الخيول، وجدوا في عربات اليد حلاً عمليًا واقتصاديًا لتحقيق حلمهم في الوصول إلى يوتا. كانت هذه العربات المصنوعة غالبًا من الخشب، أداة بسيطة لكنها أساسية لحمل متعلقاتهم الضئيلة خلال الرحلة التي امتدت لمئات الأميال من ولايات مثل آيوا أو نبراسكا.

الرحلة المحفوفة بالمخاطر والمآسي التي لحقت بها

لقد شكلت هذه الرحلة تحديًا هائلاً، حيث قامت عشر شركات من رواد عربات اليد بهذه الملحمة. ومع ذلك، لم تكن جميع الرحلات خالية من المآسي. فقد واجهت اثنتان من هذه الشركات مصيرًا كارثيًا بشكل خاص، وذلك بعد أن بدأت رحلتها متأخرة بشكل خطير في موسم الهجرة عام 1856. حوصرت هاتان الشركتان في عواصف ثلجية كثيفة ودرجات حرارة شديدة الانخفاض في وسط ولاية وايومنغ القاسية. وعلى الرغم من جهود الإنقاذ البطولية التي بُذلت لإغاثتهم، فقد لقي أكثر من 210 من أصل 980 رائدًا في هاتين الشركتين حتفهم على طول الطريق نتيجة للجوع والإرهاق والبرد القارس. كتب جون تشيسليت، أحد الناجين من هذه المحنة المروعة، وصفًا مؤثرًا للمعاناة قائلًا: "قام العديد من الآباء بسحب عربته، مع أطفاله الصغار، حتى اليوم السابق لوفاته"، وهي شهادة تبرز حجم التضحية والإصرار الذي أبداه هؤلاء الأفراد.

رمزية الإيمان والتضحية

على الرغم من أن نسبة رواد عربات اليد كانت أقل من 10 في المائة من إجمالي المهاجرين الذين وصلوا إلى الغرب بين عامي 1846 و1868، إلا أنهم اكتسبوا مكانة رمزية عظيمة في ثقافة كنيسة إل دي إس. لقد أصبحوا يمثلون جوهر الإخلاص المطلق والتضحية الجسيمة التي ميزت جيل الرواد. قصتهم تُلهم أجيالًا لاحقة وتُذكّرهم بقوة الإيمان والتحمل في مواجهة الشدائد.

الإرث والاحتفاء المعاصر

يستمر الاعتراف برواد عربات اليد وتكريمهم في العديد من المناسبات والاحتفالات داخل الكنيسة والمجتمعات المرتبطة بها. يُحتفل بذكراهم في فعاليات مثل يوم الرواد، والذي يصادف الرابع والعشرين من يوليو ويحيي ذكرى وصول الرواد الأوائل إلى وادي سولت ليك. كما تُكرّم تضحياتهم في المواكب الكنسية والاحتفالات المماثلة، حيث غالبًا ما يتم إعادة تمثيل رحلات عربات اليد لتجديد الصلة بتاريخهم الغني والمؤثر، وتعزيز قيم الصمود والإيمان التي جسدوها.

الأسئلة الشائعة حول رواد عربات اليد المورمون

ما هي حركة رواد عربات اليد المورمون؟
هي فترة هجرة لأعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (كنيسة إل دي إس) بين عامي 1856 و1860، حيث استخدم ما يقرب من 3000 رائد عربات يد بسيطة لنقل متعلقاتهم عبر السهول الشاسعة من الغرب الأوسط الأمريكي إلى مدينة سولت ليك بيوتا.
لماذا استخدم الرواد عربات اليد بدلاً من العربات التي تجرها الحيوانات؟
اختار العديد من الرواد استخدام عربات اليد لسبب اقتصادي بحت؛ فقد كانوا يفتقرون إلى الأموال الكافية لشراء فرق من الثيران أو الخيول والعربات الأكبر حجمًا. كانت عربات اليد خيارًا أقل تكلفة سمح لهم بالمشاركة في الهجرة إلى يوتا.
كم عدد الرواد الذين شاركوا في هذه الحركة؟
شارك ما يقرب من 3000 رائد من إنجلترا وويلز واسكتلندا والدول الاسكندنافية في عشر شركات لعربات اليد خلال هذه الفترة.
ما هي أبرز المآسي التي ارتبطت برواد عربات اليد؟
تُعد مأساة شركتين من شركات عربات اليد عام 1856 هي الأكثر شهرة، حيث بدأتا رحلتهما متأخرًا في الموسم وحوصرتا في عواصف ثلجية قاسية ودرجات حرارة شديدة البرودة في وايومنغ. أدت هذه الظروف إلى وفاة أكثر من 210 من أصل 980 رائدًا في هاتين الشركتين.
ما هي الأهمية الرمزية لرواد عربات اليد اليوم؟
على الرغم من أنهم مثلوا أقلية من المهاجرين، إلا أن رواد عربات اليد أصبحوا رمزًا قويًا للإخلاص والتضحية والصمود في ثقافة كنيسة إل دي إس. تُستخدم قصتهم لإلهام الأجيال الحالية وتكريم إرث الإيمان والعزيمة الذي تركه جيل الرواد، ويُحتفى بهم في مناسبات مثل يوم الرواد.