تم انتخاب إلين جونسون سيرليف رئيسة لليبيريا وأصبحت أول امرأة تقود دولة أفريقية.

تُعد إلين جونسون سيرليف، المولودة باسم إلين يوجينيا جونسون في 29 أكتوبر 1938، شخصية رائدة في التاريخ الليبيري والإفريقي، حيث شغلت منصب الرئيس الرابع والعشرين لليبيريا في الفترة من 2006 إلى 2018. لم تكن سيرليف مجرد رئيسة لدولتها، بل سجلت اسمها كأول رئيسة دولة منتخبة ديمقراطياً في القارة الإفريقية بأسرها، مفسحة بذلك طريقاً للنساء في مجال القيادة السياسية عبر القارة.

نشأتها وتعليمها المبكر

ولدت إلين جونسون سيرليف في مونروفيا، عاصمة ليبيريا، لعائلة ذات جذور عميقة في البلاد؛ فوالدها كان من عرقية الجولا، بينما كانت والدتها من عرقيتي الكرو والألمانية، مما منحها خلفية ثقافية غنية ومتنوعة. تلقت تعليمها الأولي في كلية غرب إفريقيا المرموقة في ليبيريا، حيث بدأت بتشكيل وعيها الأكاديمي والاجتماعي. لاستكمال مسيرتها التعليمية، انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث صقلت مهاراتها ومعارفها في مؤسسات تعليمية مرموقة مثل كلية ماديسون للأعمال وجامعة هارفارد، مما أهلها للعودة إلى وطنها بخبرات ومعارف دولية قيمة.

مسيرتها المهنية والسياسية الأولى

بعد عودتها إلى ليبيريا، انخرطت سيرليف سريعاً في الحياة العامة والسياسية. شغلت منصب نائبة وزير المالية في حكومة الرئيس ويليام تولبرت من عام 1971 إلى عام 1974، وهي فترة مهمة اكتسبت خلالها خبرة واسعة في إدارة الشؤون المالية للدولة. لم تقتصر مسيرتها على العمل الحكومي داخل ليبيريا؛ فقد وسعت آفاقها المهنية بالعمل مع البنك الدولي، حيث ركزت على منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية، مما منحها منظوراً عالمياً حول التنمية الاقتصادية. في عام 1979، عادت لتتولى حقيبة وزارية رفيعة المستوى كوزيرة للمالية، وهو المنصب الذي احتفظت به حتى عام 1980.

سنوات الاضطراب والمقاومة

شهد عام 1980 نقطة تحول حاسمة في التاريخ الليبيري، عندما استولى صموئيل دو على السلطة في انقلاب عسكري دموي، أسفر عن إعدام الرئيس تولبرت. في أعقاب هذه الأحداث المأساوية، اضطرت سيرليف للفرار إلى الولايات المتحدة، حيث واصلت مسيرتها المهنية في القطاع المصرفي، بالعمل في مؤسسات مالية كبرى مثل Citibank ثم بنك Equator. على الرغم من سنوات الغربة، لم ينطفئ شغفها بخدمة وطنها. عادت إلى ليبيريا في عام 1985 للمنافسة على مقعد في مجلس الشيوخ عن مقاطعة مونتسيرادو، وهي انتخابات تخللها الكثير من الجدل. كانت سيرليف صريحة في انتقادها للحكومة العسكرية، مما أدى إلى اعتقالها وحكم عليها بالسجن لمدة عشر سنوات، إلا أنها أُطلق سراحها لاحقاً، في شهادة على صلابتها وتأثيرها. لم تتراجع سيرليف عن مشاركتها السياسية؛ ففي الانتخابات الرئاسية عام 1997، احتلت المركز الثاني، في انتخابات فاز بها تشارلز تيلور، مما أكد استمرار نفوذها وطموحها لخدمة ليبيريا.

صعودها إلى الرئاسة وإرثها التاريخي

بعد سنوات من النضال السياسي والاجتماعي، توجت مسيرة إلين جونسون سيرليف بالفوز التاريخي في الانتخابات الرئاسية لعام 2005، وتولت مهام منصبها في 16 يناير 2006. شكل هذا الانتصار محطة فارقة، ليس فقط لليبيريا ولكن للقارة الإفريقية بأسرها، إذ أصبحت أول امرأة تُنتخب كرئيسة لدولة في إفريقيا. واستمراراً لنجاحها وثقة الشعب الليبيري بها، أُعيد انتخابها لفترة رئاسية ثانية في عام 2011. تقديراً لجهودها المتواصلة في تعزيز السلام والمصالحة، وإشراك النساء بفعالية في عمليات حفظ السلام، مُنحت سيرليف جائزة نوبل للسلام في عام 2011، مما أضفى بعداً عالمياً على إنجازاتها. وإلى جانب جائزة نوبل، حظيت بالعديد من الجوائز والتكريمات الأخرى تكريماً لقيادتها الحكيمة والمؤثرة. وفي إنجاز آخر، تم انتخاب سيرليف في يونيو 2016 رئيسة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS)، لتكون بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب القيادي الإقليمي منذ تأسيس المنظمة.

الانتخابات العامة الليبيرية 2005: منعطف تاريخي

جرت الانتخابات العامة في ليبيريا بتاريخ 11 أكتوبر 2005، مع إجراء جولة الإعادة الرئاسية في 8 نوفمبر من نفس العام. كانت هذه الانتخابات شاملة، حيث شملت الرئاسة وجميع مقاعد مجلسي النواب والشيوخ. مثلت هذه الانتخابات الأولى التي تُجرى في البلاد منذ عام 1997، وشكلت خاتمة للتحول السياسي الطويل الذي أعقب الحرب الأهلية الليبيرية الثانية المدمرة، وذلك وفقاً لما نصت عليه اتفاقية أكرا للسلام الشامل لعام 2004. كان فوز إلين جونسون سيرليف، التي كانت في السابق موظفة بالبنك الدولي ووزيرة للمالية الليبيرية، بالرئاسة إيذاناً ببدء حقبة جديدة من الاستقرار وإعادة البناء. وبهذا الفوز، تولت منصبها التاريخي في يناير 2006 كأول رئيسة دولة إفريقية منتخبة ديمقراطياً، فاتحة بذلك فصلاً جديداً من الأمل والتقدم لليبيريا.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

من هي إلين جونسون سيرليف؟
إلين جونسون سيرليف هي سياسية ليبيرية شغلت منصب الرئيس الرابع والعشرين لليبيريا من عام 2006 إلى عام 2018، وتُعرف بأنها أول رئيسة دولة منتخبة ديمقراطياً في إفريقيا.
ما هو أبرز إنجاز لها؟
أبرز إنجازاتها هو كونها أول امرأة تُنتخب رئيسة لدولة في إفريقيا، بالإضافة إلى حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2011 تقديراً لجهودها في إشراك النساء بعملية حفظ السلام.
أين تلقت تعليمها؟
تلقت تعليمها في كلية غرب إفريقيا في ليبيريا، ثم أكملت دراستها في الولايات المتحدة في كلية ماديسون للأعمال وجامعة هارفارد.
ما هي التحديات التي واجهتها في مسيرتها السياسية المبكرة؟
واجهت تحديات مثل الفرار إلى الولايات المتحدة بعد انقلاب 1980، واعتقالها وحبسها لفترة في عام 1985 لانتقادها العلني للحكومة العسكرية.
متى تولت إلين جونسون سيرليف منصب رئاسة ليبيريا؟
تولت منصب رئاسة ليبيريا في 16 يناير 2006 بعد فوزها في الانتخابات الرئاسية لعام 2005.
لماذا حصلت على جائزة نوبل للسلام؟
حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2011 تقديراً لجهودها المتواصلة في إشراك النساء بعملية حفظ السلام وبناء الديمقراطية بعد سنوات من الصراع في ليبيريا.
ما هو دورها في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS)؟
تم انتخابها رئيسة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) في يونيو 2016، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب الإقليمي الهام.