أسس آبي ألدريتش روكفلر ، فاعل الخير الأمريكي ، متحف الفن الحديث (ت. 1948)

كانت أبيجيل غرين ألدريتش روكفلر، التي وُلدت في 26 أكتوبر 1874 وتوفيت في 5 أبريل 1948، شخصية محورية ولامعة في المشهد الاجتماعي والخيري الأمريكي خلال أوائل القرن العشرين. تُعرف أبيجيل على نطاق واسع بتأثيرها الكبير ومساهماتها الجوهرية، لا سيما في عالم الفن، وقد تركت بصمة لا تُمحى كواحدة من أبرز نساء عصرها.

ولدت أبيجيل في عائلة ثرية وذات نفوذ سياسي، فوالدها كان نيلسون دبليو ألدريتش، الذي شغل منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية رود آيلاند لفترة طويلة، وكان أحد أقوى الشخصيات السياسية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وقد وفر لها نشأتها في هذه البيئة المرموقة أساسًا متينًا لمشاركتها المستقبلية في الشؤون العامة والعمل الخيري. تزوجت أبيجيل من جون د. روكفلر جونيور، الممول والفاعل الخير البارز، لتصبح بذلك عضوًا مؤثرًا في عائلة روكفلر الأسطورية، مما وحد بين عائلتين من أكثر العائلات نفوذًا في أمريكا، وفتح لها آفاقًا واسعة للمشاركة في مبادرات واسعة النطاق.

على الرغم من أنها كانت معروفة كشخصية اجتماعية بارزة، إلا أن شغف أبيجيل بالعمل الخيري وتفانيها في دعم الفنون كانا يميزانها حقًا. لقد كانت تمتلك بصيرة فريدة وثقة عميقة في قوة الفن لتحويل المجتمع وإثراء الروح الإنسانية. لم تكن مجرد مانحة سخية فحسب، بل كانت أيضًا رائدة في دعم الأشكال الفنية الجديدة والمبتكرة التي لم تحظَ بعد بالقبول السائد.

القوة الدافعة وراء متحف الفن الحديث (MoMA)

يُعد الدور الذي لعبته أبيجيل غرين ألدريتش روكفلر في تأسيس متحف الفن الحديث (MoMA) في مدينة نيويورك أبرز إنجازاتها وأكثرها ديمومة. في عام 1929، وفي وقت لم يكن فيه الفن الحديث يحظى بتقدير كبير في الأوساط الفنية التقليدية، تصورت أبيجيل مع امرأتين أخريين، هما ليلي ب. بليس وماري كوين سوليفان، إنشاء مؤسسة مكرسة بالكامل للفن المعاصر. لقد كانت رؤيتها أن يقدم هذا المتحف الفن الحديث بجميع أشكاله، من اللوحات والنحت إلى التصوير الفوتوغرافي والأفلام، ليس فقط كمعرض للأعمال، بل كمساحة للحوار والتفهم والتقدير لما هو جديد ومبتكر في عالم الفن.

كان تأسيس MoMA يمثل تحديًا كبيرًا، حيث واجه مقاومة من التقليديين، لكن أبيجيل كانت قوة دافعة لا تلين. لقد وظفت نفوذها ومواردها وشبكتها الواسعة لتحويل هذه الرؤية إلى حقيقة. تبرعت أبيجيل شخصيًا بالعديد من الأعمال الفنية الهامة من مجموعتها الخاصة للمتحف الوليد، بالإضافة إلى دعم مالي كبير. كان إيمانها الراسخ بأن الفن الحديث يستحق مكانًا خاصًا في المشهد الثقافي الأمريكي هو ما مكن MoMA من أن يصبح المؤسسة الرائدة عالميًا في الفن المعاصر التي نعرفها اليوم. إن مساهماتها لم تقتصر على التمويل فحسب، بل امتدت لتشمل التوجيه الاستراتيجي والقيادة الفنية التي شكلت هوية المتحف.

تأثير دائم وإرث ثقافي

تجاوز إرث أبيجيل روكفلر دورها كمتذوقة وراعية للفنون. لقد كانت مثالًا للمرأة العصرية التي تستخدم مكانتها وثروتها لإحداث فرق حقيقي في المجتمع. لم تكن مجرد جامعٍ للفن، بل كانت مروجة نشطة للأفكار الجديدة والمفاهيم الثقافية التقدمية. من خلال MoMA، ساهمت في تغيير طريقة تفكير الجمهور الأمريكي حول الفن، وجعلت الأعمال الفنية الحديثة في متناول شريحة أوسع من الناس، وفتحت آفاقًا جديدة للفنانين. لا يزال متحف الفن الحديث، بشهرته العالمية ومجموعته الرائعة، شاهدًا حيًا على رؤيتها الثاقبة والتزامها الدؤوب.

الأسئلة المتكررة (FAQs)

من هي أبيجيل غرين ألدريتش روكفلر؟
كانت أبيجيل غرين ألدريتش روكفلر شخصية اجتماعية بارزة وفاعلة خير أمريكية من عائلة روكفلر الشهيرة. اشتهرت بدورها المحوري في تأسيس متحف الفن الحديث (MoMA) في نيويورك، وكانت رائدة في دعم الفن الحديث.
ما هي أبرز مساهماتها؟
تُعد مساهمتها الأبرز هي كونها القوة الدافعة والمؤسس المشارك لمتحف الفن الحديث (MoMA). كما كانت راعية للفنون ومحسّنة سخية، وساهمت في تغيير المشهد الثقافي الأمريكي من خلال دعمها للفن المعاصر.
من كان والدها وزوجها؟
والدها كان نيلسون دبليو ألدريتش، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية رود آيلاند. أما زوجها فكان جون د. روكفلر جونيور، الممول والفاعل الخير البارز.
متى تأسس متحف الفن الحديث (MoMA)، وما هو دورها فيه؟
تأسس متحف الفن الحديث (MoMA) في عام 1929. كانت أبيجيل روكفلر واحدة من المؤسسين الثلاثة للمتحف، ولعبت دورًا حاسمًا في تصور فكرته، وتوفير الدعم المالي، والتبرع بالأعمال الفنية من مجموعتها الخاصة، وتوجيه مساره في سنواته الأولى.
ما نوع الفن الذي دافعت عنه؟
دافعت أبيجيل روكفلر عن الفن الحديث والمعاصر، في وقت لم يكن فيه هذا النوع من الفن يحظى بقبول واسع. كانت تؤمن بقيمة الفن الذي يتحدى التقاليد ويدفع الحدود، وكرست جهودها لإنشاء منصة لعرضه وتقديره.