بسبب تطبيق التقويم الغريغوري ، فإن هذا اليوم غير موجود في هذا العام في إيطاليا وبولندا والبرتغال وإسبانيا.
يُعد التقويم الغريغوري، الذي نستخدمه اليوم في معظم أنحاء العالم، نظامًا زمنيًا تم تصميمه بدقة ليتماشى مع حركة كوكبنا حول الشمس. قُدم هذا التقويم في أكتوبر من عام 1582، بقرار من البابا غريغوري الثالث عشر، ليحل محل التقويم اليولياني الذي كان سائدًا حينها، وذلك بهدف تصحيح الأخطاء المتراكمة عبر القرون وضمان توافق أعمق بين التقويم والأحداث الفلكية والطبيعية.
كان التعديل الجوهري الذي أتى به التقويم الغريغوري يكمن في إعادة تعريف قاعدة السنوات الكبيسة، وهو ما مكّن من تقريب متوسط طول السنة التقويمية إلى 365.2425 يومًا. هذا الرقم أقرب ما يكون إلى طول السنة المدارية أو الشمسية الحقيقية، والتي تُقدر بحوالي 365.2422 يومًا، وهي المدة التي تستغرقها الأرض لإكمال دورة كاملة حول الشمس وتحديد الفصول الأربعة بدقة.
جوهر الابتكار: قاعدة السنوات الكبيسة
لضمان هذه الدقة المتزايدة، وضع التقويم الغريغوري قاعدة أكثر تعقيدًا وتفصيلاً للسنوات الكبيسة مقارنةً بسابقه، بهدف تعويض الاختلافات الدقيقة في طول السنة الفلكية:
- كل سنة تقبل القسمة على أربعة تمامًا هي سنة كبيسة.
- باستثناء السنوات التي تقبل القسمة على 100 تمامًا، فهذه لا تُعد سنوات كبيسة.
- ولكن، إذا كانت هذه السنوات المئوية تقبل القسمة على 400 تمامًا، فإنها تُعتبر سنة كبيسة.
دعنا نأخذ بعض الأمثلة لتوضيح هذه القاعدة: ففي حين أن السنوات 1700 و1800 و1900 لم تكن سنوات كبيسة، لأنها تقبل القسمة على 100 ولا تقبل القسمة على 400، فإن العامين 1600 و2000 كانا سنتين كبيستين، لأنهما يقبلان القسمة على 400.
الدوافع التاريخية والفلكية للإصلاح الغريغوري
لم يكن ظهور التقويم الغريغوري مجرد تعديل بسيط، بل كان ضرورة ملحة مدفوعة بسببين رئيسيين، أحدهما فلكي بحت والآخر ديني:
1. تصحيح الخطأ الفلكي في التقويم اليولياني
افترض التقويم اليولياني، الذي يعود تاريخه إلى زمن يوليوس قيصر، أن متوسط طول السنة الشمسية يبلغ 365.25 يومًا بالضبط. ورغم أن هذا التقدير كان ثوريًا في وقته، إلا أنه كان أطول بقليل من السنة الشمسية الفعلية، بما يقارب يومًا واحدًا كل قرن. هذا التقدير الزائد، والذي نتج عنه إضافة سنة كبيسة كل أربع سنوات دون استثناء، أدى إلى "انجراف" تدريجي للتقويم مع مرور الوقت. لقد أدى هذا الانجراف إلى عدم توافق التواريخ التقويمية مع الأحداث الفلكية الحقيقية، لا سيما الاعتدال الربيعي، وهو ما كان يسبب قلقًا للمراقبين والفلكيين.
2. الحاجة الدينية لتحديد عيد الفصح بدقة
كان السبب الثاني والأكثر إلحاحًا في ذلك الوقت هو ضمان الدقة في تحديد تاريخ عيد الفصح المسيحي. فبعد انعقاد مجمع نيقية الأول في عام 325 ميلادي، والذي حدد قواعد حساب عيد الفصح بناءً على الاعتدال الربيعي، تسببت الأيام الكبيسة الزائدة في التقويم اليولياني في انحراف التقويم بشكل كبير. ونتيجة لذلك، كان الاعتدال الربيعي (في نصف الكرة الشمالي) يحدث قبل تاريخه الاسمي في 21 مارس، وهو التاريخ المحدد كمرجع لحساب عيد الفصح. هذا الانحراف أثر على التزامن الديني وجعل تحديد عيد الفصح تحديًا. ولإعادة التوافق، قدم الإصلاح الغريغوري التاريخ بمقدار عشرة أيام كاملة: لذا، تلا يوم الخميس 4 أكتوبر 1582 مباشرةً يوم الجمعة 15 أكتوبر 1582. علاوة على ذلك، شمل الإصلاح أيضًا تعديل الدورة القمرية المستخدمة من قبل الكنيسة لحساب تاريخ عيد الفصح، لأن الأقمار الجديدة الفلكية كانت تحدث قبل أربعة أيام من التواريخ المحسوبة في التقويم القديم.
الانتشار العالمي والتبني التدريجي
على الرغم من التغييرات الجوهرية التي أدخلها التقويم الغريغوري، فإنه استمر في الاعتماد بشكل أساسي على نفس النظرية التي ترى الأرض مركز الكون (نظرية مركزية الأرض)، تمامًا مثل سلفه اليولياني. ومع ذلك، فقد قدم دقة فلكية لم تكن موجودة من قبل.
لم يكن تبني التقويم الغريغوري فوريًا أو عالميًا. فقد تبنته الدول الكاثوليكية في أوروبا وممتلكاتهم الخارجية في البداية. وعلى مدى القرون الثلاثة التالية، لحقت بهم الدول البروتستانتية والأرثوذكسية الشرقية تدريجيًا، التي غالبًا ما أشارت إليه على أنه "التقويم المُحسَّن" بدلاً من "الغريغوري". وكانت اليونان آخر دولة أوروبية تتبنى هذا التقويم (للاستخدام المدني فقط) في عام 1923، مما يعكس المقاومة الطويلة للتغيير لأسباب ثقافية ودينية وسياسية.
خلال هذه الفترة الانتقالية الطويلة، كان من الشائع استخدام كلا نظامي التواريخ (النمط القديم والنمط الجديد) في الوثائق المعاصرة والنصوص التاريخية لتجنب اللبس. أما في القرن العشرين، فقد تبنت معظم الدول غير الغربية التقويم الغريغوري أيضًا، على الأقل للأغراض المدنية، ليصبح بذلك المعيار العالمي للزمن.
الأسئلة الشائعة حول التقويم الغريغوري
- ما هو التقويم الغريغوري؟
- هو التقويم الشمسي الأكثر استخدامًا في العالم اليوم، وقد صُمم لتحديد طول السنة بدقة بناءً على دوران الأرض حول الشمس، مع نظام دقيق لتعديل السنوات الكبيسة.
- لماذا تم إنشاء التقويم الغريغوري؟
- تم إنشاؤه لتصحيح الأخطاء المتراكمة في التقويم اليولياني، الذي كان يؤدي إلى انحراف التواريخ عن الأحداث الفلكية الحقيقية (خاصة الاعتدال الربيعي)، ولضمان دقة تحديد موعد عيد الفصح المسيحي.
- من هو البابا غريغوري الثالث عشر؟
- هو البابا الذي أمر بإصلاح التقويم في عام 1582، ومن هنا جاء اسم "التقويم الغريغوري" تكريمًا له.
- ما هي القاعدة الأساسية للسنوات الكبيسة في التقويم الغريغوري؟
- السنة كبيسة إذا كانت تقبل القسمة على 4، إلا إذا كانت تقبل القسمة على 100 (فلا تكون كبيسة)، ما لم تكن تقبل القسمة على 400 (فتكون كبيسة مرة أخرى).
- كيف تم التعامل مع الانحراف في التقويم عند التقديم؟
- لإعادة محاذاة التقويم مع الاعتدال الربيعي، تم حذف عشرة أيام من أكتوبر 1582، حيث تبع يوم الخميس 4 أكتوبر مباشرة يوم الجمعة 15 أكتوبر.
- ماذا يعني مصطلح "النمط القديم" و"النمط الجديد"؟
- كانت هذه المصطلحات تُستخدم خلال الفترة الانتقالية لتبني التقويم الغريغوري، حيث يشير "النمط القديم" إلى التواريخ وفقًا للتقويم اليولياني، بينما يشير "النمط الجديد" إلى التواريخ وفقًا للتقويم الغريغوري.
- متى تبنى العالم التقويم الغريغوري بشكل كامل؟
- بدأ التبني في عام 1582 مع الدول الكاثوليكية، ثم انتشر تدريجيًا على مدى القرون الثلاثة التالية إلى الدول البروتستانتية والأرثوذكسية، ومعظم الدول غير الغربية تبنته للأغراض المدنية خلال القرن العشرين.