ديوي ريدمان ، عازف الساكسفون الأمريكي (ب. 1931)

يُعد والتر ديوي ريدمان (الذي وُلد في 17 مايو 1931 وتوفي في 2 سبتمبر 2006) واحدًا من عازفي الساكسفون الأمريكيين الأكثر تأثيرًا وتفردًا في عالم موسيقى الجاز، واشتهر بشكل خاص بمساهماته الجريئة في تيار "الجاز الحر" (Free Jazz). لم يكن ريدمان مجرد عازف موهوب، بل كان قائد فرقة ذو رؤية، وشريكًا أساسيًا في العديد من المشاريع الموسيقية الرائدة التي شكلت مسار الجاز الحديث، أبرزها تعاونه مع أيقونتي الجاز أورنيت كولمان وكيث جاريت، تاركًا بصمة عميقة في هذا النوع الموسيقي.

مسيرته الموسيقية وأسلوبه المميز

تميز ديوي ريدمان بأسلوبه الصوتي الفريد والمغامر، حيث كان يتنقل ببراعة بين النغمات الحادة والهمسات العميقة، مع قدرة استثنائية على الارتجال الذي يتجاوز القواعد التقليدية. انخرط ريدمان بعمق في حركة الجاز الحر، وهي حركة موسيقية سعت إلى تحرير العازفين من القيود الهارمونية والإيقاعية، مما سمح له باستكشاف آفاق جديدة للتعبير الصوتي. كان لتعاونه مع رواد الجاز الحر مثل أورنيت كولمان دور حاسم في تطوير هذا الأسلوب وتأصيله في المشهد الموسيقي، حيث ساهمت إسهاماته في فرقة كولمان في تشكيل جزء كبير من الأصوات المبتكرة في الستينيات والسبعينيات.

تعاوناته البارزة

إلى جانب عمله كقائد فرقة، امتد تأثير ريدمان ليشمل تعاونه مع نخبة من عمالقة الجاز. كان شريكًا أساسيًا في رباعي أورنيت كولمان المبتكر، حيث ساعد صوته المميز على تحديد هوية الفرقة. كما كان عضوًا لا غنى عنه في فرقة "الرباعي الأمريكي" (American Quartet) التي قادها عازف البيانو الأسطوري كيث جاريت، والتي اشتهرت بتقديم موسيقى جاز عميقة ومعقدة تعتمد على التفاعل الحيوي بين العازفين. هذه الشراكات لم تكن مجرد مشاركات عابرة، بل كانت تكاملًا فنيًا أثرى الساحة الموسيقية وقدم أعمالًا خالدة تُدرس حتى اليوم.

تنوعه الآلاتي

على الرغم من أن الساكسفون التينور كان آلته الأساسية التي برع فيها وأصدر من خلالها معظم أعماله، إلا أن ديوي ريدمان لم يتردد في استكشاف آلات أخرى لإثراء لوحته الصوتية. فقد كان يعزف أحيانًا على الساكسفون الألتو، والكلارينيت، والأكثر إثارة للدهشة، آلة "السونا الصينية". هذه الآلة، وهي عبارة عن آلة نفخ خشبية ذات قصبة مزدوجة، تشبه في طبيعتها آلات مثل الأوبوا أو الشالوم التقليدية، وقد أطلق عليها ريدمان اسم "ميوزيت" (Musette)، نسبة إلى آلة نفخ أوروبية مماثلة، مضيفًا بذلك نكهة عالمية وغريبة إلى موسيقاه.

الإرث العائلي والموسيقي

لم يقتصر إرث ديوي ريدمان على تسجيلاته المبتكرة وأدائه الآسر، بل امتد ليُورّث إلى الجيل التالي من الموسيقيين. ابنه، جوشوا ريدمان، هو بدوره عازف ساكسفون شهير ومعترف به دوليًا، وقد سار على خطى والده في عالم الجاز، محافظًا على اسم عائلة ريدمان كرمز للتميز الموسيقي والابتكار في هذا الفن. هذا الإرث الفني العائلي يُعد شهادة على التأثير العميق والمستمر الذي تركه ديوي ريدمان في عالم الجاز.

الأسئلة الشائعة

من هو والتر ديوي ريدمان؟
والتر ديوي ريدمان (1931-2006) كان عازف ساكسفون أمريكيًا بارزًا، اشتهر بمساهماته في موسيقى الجاز الحر، سواء كقائد فرقة أو متعاون مع فنانين مثل أورنيت كولمان وكيث جاريت.
ما هي الآلات الموسيقية التي عزف عليها ديوي ريدمان؟
كان يعزف بشكل أساسي على الساكسفون التينور، ولكنه كان يعزف أيضًا على الساكسفون الألتو، والكلارينيت، وآلة السونا الصينية (التي كان يطلق عليها اسم "ميوزيت").
مع من تعاون ديوي ريدمان من فناني الجاز المشهورين؟
تعاون مع العديد من الشخصيات البارزة، أبرزهم أورنيت كولمان (في فرقته) وكيث جاريت (ضمن "الرباعي الأمريكي").
ما هو نوع موسيقى الجاز الذي اشتهر به ديوي ريدمان؟
اشتهر بمساهماته في موسيقى "الجاز الحر" (Free Jazz)، وهو أسلوب يتميز بالارتجال الحر والخروج عن الهياكل اللحنية والإيقاعية التقليدية.
ما هي علاقة جوشوا ريدمان بديوي ريدمان؟
جوشوا ريدمان هو ابن ديوي ريدمان، وهو أيضًا عازف ساكسفون جاز مشهور عالميًا، ويُعد امتدادًا للإرث الموسيقي لعائلته.
ما هي السونا الصينية (الميوزيت) التي كان يعزف عليها؟
السونا الصينية هي آلة نفخ خشبية صينية تقليدية ذات قصبة مزدوجة، تشبه في آلية عملها آلات مثل الأوبوا. كان ديوي ريدمان يطلق عليها اسم "ميوزيت" ويستخدمها لإضافة نكهة صوتية فريدة لموسيقاه.