الشعب الفلسطيني: تاريخ وهوية متجذرة

الشعب الفلسطيني، أو كما يُشار إليهم غالبًا بالفلسطينيين أو العرب الفلسطينيين، هم مجموعة عرقية قومية تنحدر من الشعوب التي سكنت منطقة فلسطين التاريخية على مدى آلاف السنين. اليوم، يتميزون بهوية ثقافية ولغوية عربية راسخة، ويشكلون جزءًا حيويًا من النسيج الاجتماعي والسياسي للمنطقة والعالم.

التوزيع السكاني: بين الوطن والشتات

على الرغم من التحديات الجسام والنزاعات المتتالية، بما في ذلك نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، لا يزال ما يقرب من نصف تعداد الفلسطينيين في العالم يقيمون في الأراضي التي كانت تشكل فلسطين الانتدابية سابقًا. هذه المنطقة تشمل الآن الضفة الغربية وقطاع غزة ودولة إسرائيل.

وفقًا لبيانات عام 2005، شكّل الفلسطينيون حوالي 49% من إجمالي السكان في هذه المناطق مجتمعة. ويشمل هذا العدد غالبية سكان قطاع غزة (الذي بلغ تعداده حينها حوالي 1.865 مليون نسمة) ومعظم سكان الضفة الغربية (حوالي 2.785 مليون نسمة، مقابل نحو 600 ألف مواطن إسرائيلي يهودي، منهم حوالي 200 ألف في القدس الشرقية). كما يمثلون حوالي 21% من سكان إسرائيل كمواطنين عرب يحملون الجنسية الإسرائيلية.

لكن جزءًا كبيرًا من هذا التعداد يعيش كلاجئين فلسطينيين أو نازحين داخليًا. ففي قطاع غزة وحده، تجاوز عدد اللاجئين المليون شخص، وفي الضفة الغربية بلغ عددهم نحو 750 ألفًا، بينما يقيم حوالي 250 ألف لاجئ أو نازح داخل إسرائيل نفسها.

الشتات الفلسطيني حول العالم

أما النصف الآخر من الشعب الفلسطيني، فيعيش في الشتات خارج فلسطين التاريخية، وهو ما يُعرف بالشتات الفلسطيني. عدد كبير من هؤلاء لا يمتلكون جنسية أي بلد، مما يجعلهم عديمي الجنسية. تتوزع أعدادهم بشكل لافت على النحو التالي:

• يعيش ما بين 2.1 إلى 3.24 مليون فلسطيني كلاجئين في الأردن المجاور.
• يحتضن كل من سوريا ولبنان أكثر من مليون فلسطيني.
• تستضيف المملكة العربية السعودية حوالي 750 ألف فلسطيني.
• يُشكل التجمع الفلسطيني في تشيلي، والبالغ نصف مليون نسمة، أكبر تجمع لهم خارج منطقة الشرق الأوسط.

تطور الهوية الوطنية الفلسطينية

قبل الموجة الثالثة من الهجرة اليهودية في ظل الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، كان المسيحيون والمسلمون الفلسطينيون يشكلون حوالي 90% من سكان فلسطين في عام 1919. هذه الحقبة شجعت على تبلور هوية وطنية موحدة، متجاوزة الانقسامات التقليدية التي كانت سائدة من قبل، سواء كانت إقليمية أو طبقية أو دينية أو عائلية.

تاريخ الهوية الوطنية الفلسطينية هو موضوع بحث ونقاش بين العلماء. وقد بدأ استخدام كلمة "فلسطيني" للإشارة إلى المفهوم القومي للشعب الفلسطيني من قبل العرب الفلسطينيين منذ أواخر القرن التاسع عشر، وإن كان ذلك على نطاق محدود حتى الحرب العالمية الأولى. بعد الحرب، ومع ترسيخ مفاهيم المواطنة والهوية الوطنية تحت الانتداب، تعزز هذا الاستخدام.

ومع قيام دولة إسرائيل في عام 1948 وما تبعه من نزوح جماعي (النكبة)، ثم نزوح عام 1967 (النكسة)، تطور المصطلح ليحمل في طياته إحساسًا عميقًا بمستقبل مشترك يتمثل في تطلعات لإقامة دولة فلسطينية، وإن كانت بأبعاد جغرافية متقلصة.

تشمل الهوية الفلسطينية تراثًا غنيًا ومتعدد الطبقات، يمتد عبر آلاف السنين من العصور التوراتية القديمة وصولًا إلى العهد العثماني، مما يعكس عمق الارتباط بالأرض والتاريخ.

المؤسسات الفلسطينية الرئيسية

منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف.)

تأسست عام 1964، وهي المظلة الجامعة لمختلف الفصائل والتنظيمات التي تمثل الشعب الفلسطيني. تُعدّ منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أمام الدول والمحافل الدولية.

السلطة الوطنية الفلسطينية (س.و.ف.)

تأسست رسميًا في عام 1994، كنتيجة مباشرة لاتفاقات أوسلو. هي هيئة إدارية مؤقتة، تتولى اسميًا مسؤولية الحكم في المراكز السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي تُعتبر نواة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

التضامن الدولي والتحديات المستمرة

منذ عام 1978، تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي السنوي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام، تأكيدًا على حقوقهم المشروعة ودعمًا لقضيتهم.

يواجه الشعب الفلسطيني تحديات كبيرة، من أبرزها قضية اللاجئين. فوفقًا لتقديرات بيري أندرسون، يُعتقد أن نصف السكان في الأراضي الفلسطينية هم من اللاجئين. وقد تكبدوا مجتمعة خسائر في الممتلكات تُقدر بنحو 300 مليار دولار أمريكي (بأسعار 2008-2009) بسبب عمليات المصادرة الإسرائيلية، مما يعكس حجم المعاناة الاقتصادية والإنسانية التي مروا بها.

أسئلة شائعة حول الشعب الفلسطيني

من هم الشعب الفلسطيني؟

هم مجموعة عرقية قومية تنحدر من الشعوب التي سكنت منطقة فلسطين التاريخية لآلاف السنين، ويتميزون بهوية ثقافية ولغوية عربية. يعيش جزء منهم في فلسطين التاريخية (الضفة الغربية، قطاع غزة، إسرائيل) والباقي في الشتات حول العالم.

أين يعيش معظم الفلسطينيين اليوم؟

يُقسم الفلسطينيون إلى قسمين رئيسيين: حوالي نصفهم يعيشون في الأراضي التي كانت تشكل فلسطين الانتدابية سابقًا (الضفة الغربية، قطاع غزة، وإسرائيل)، والنصف الآخر يعيش في الشتات الفلسطيني حول العالم، مع تجمعات كبيرة في الأردن، سوريا، لبنان، المملكة العربية السعودية، وتشيلي.

ما هو الشتات الفلسطيني؟

يشير الشتات الفلسطيني إلى الفلسطينيين الذين يعيشون خارج حدود فلسطين التاريخية. وقد اضطر الكثير منهم إلى مغادرة ديارهم بسبب النزاعات المتتالية، ويعاني عدد كبير منهم من وضع انعدام الجنسية.

كيف تطورت الهوية الوطنية الفلسطينية؟

بدأت الهوية الوطنية الفلسطينية بالتبلور بشكل أكثر وضوحًا في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، خاصة تحت الانتداب البريطاني، كرد فعل على التغيرات السياسية والديموغرافية. تعززت هذه الهوية بشكل كبير بعد أحداث 1948 و1967، لتشمل تطلعات مشتركة لدولة فلسطينية مستقلة.

ما هي أبرز المنظمات التي تمثل الشعب الفلسطيني؟

منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف.) هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني على الصعيد الدولي. أما السلطة الوطنية الفلسطينية، فهي هيئة إدارية مؤقتة مسؤولة عن الحكم في المراكز السكانية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ما هو اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني؟

هو يوم عالمي تحتفل به الأمم المتحدة سنويًا في 29 نوفمبر، بدءًا من عام 1978، للتأكيد على دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفع الوعي بقضيته العادلة.