كان لوبسانغ ترينلي لوندرب تشوكي غيالستن، المعروف عند ولادته باسم غونبو تسيدان، شخصية محورية وروحية رفيعة المستوى في البوذية التبتية، وشغل منصب البانتشن لاما العاشر. وُلد في التاسع عشر من فبراير عام 1938 وتوفي في الثامن والعشرين من يناير عام 1989، وحمل رسميًا لقب "البانتشن إرديني العاشر" (بالصينية: 第 十世班禅 额 尔德尼)، والذي يُترجم معناه حرفيًا إلى "العلّامة الجوهرة" أو "الكنز العظيم". يُعد البانتشن لاما العاشر واحدًا من أبرز القادة الروحيين لمدرسة غيلوغ العريقة في البوذية التبتية، وكثيرًا ما كان يُشار إليه ببساطة باسم تشوكي غيالستن، وهو الاسم الذي يحمل في طياته تبجيلاً عميقًا ومكانةً روحيةً عظيمةً في قلوب أتباعه.
مكانة البانتشن لاما في البوذية التبتية
في جوهر العقيدة البوذية التبتية، يحظى البانتشن لاما بمكانة استثنائية وعالية. فوفقًا للمعتقدات التبتية، يُعتبر البانتشن لاما تجسيدًا حيًا أو انبثاقًا لـ بوذا أميتابها، وهو أحد بوذات السماء ذو الأهمية القصوى في بوذية الماهايانا، والذي يُعرف بـ "بوذا النور اللانهائي". هذه المكانة الروحية تضعه في مصاف أعلى القادة الدينيين في التبت، مباشرةً بعد الدالاي لاما. يُنظر إليهما غالبًا على أنهما معلمان متبادلان، حيث يلعب كل منهما دورًا حاسمًا في تحديد هوية تجسيد الآخر في تناسلاتهم المتعاقبة. تاريخيًا، اضطلع البانتشن لاما بمسؤولية حيوية في الحفاظ على تعاليم دارما (القانون الكوني أو التعاليم البوذية) ونقلها، وكان يمثل ركيزة للاستقرار الروحي والثقافي في منطقة التبت على مر العصور.
مدرسة غيلوغ: السياق الروحي
ينتمي البانتشن لاما العاشر إلى مدرسة غيلوغ، وهي أكبر وأكثر المدارس تأثيرًا في البوذية التبتية. تُعرف هذه المدرسة، التي تأسست على يد جي تسونغكابا في القرن الرابع عشر الميلادي، أيضًا باسم "أصحاب القبعات الصفر" نسبةً إلى أغطية الرأس الصفراء التي يرتديها رهبانها. تؤكد مدرسة غيلوغ على الانضباط الرهباني الصارم، والدراسة الأكاديمية العميقة للفلسفة البوذية، والتركيز على الأخلاق والتأمل. تحت قيادة الغيلوغ، تطورت ممارسات تحديد وتدريب الدالاي لاما والبانتشن لاما كشخصيات رئيسية ومركيزية في المشهد الروحي والسياسي التبتي.
حياته وإرثه
عاش البانتشن لاما العاشر حياةً مليئة بالتحديات والمسؤوليات الكبيرة، لا سيما في فترة تاريخية شهدت تحولات سياسية واجتماعية عميقة في التبت. منذ سن مبكرة، تولى مهامه الروحية والدينية في ظروف بالغة التعقيد، وكان عليه أن يتعامل مع ضغوط سياسية جمة بينما كان يسعى جاهدًا للحفاظ على الثقافة والدين التبتي. غالبًا ما كان يُشار إليه ببساطة باسم تشوكي غيالستن، وهو الاسم الذي يعكس تقارب الناس منه وتبجيلهم له كمعلم روحي. تُعد مساهماته في حفظ التعاليم البوذية، وجهوده المستمرة في الدفاع عن حقوق شعبه والحفاظ على هويته الثقافية، جزءًا لا يتجزأ من إرثه الذي لا يزال يُحتفى به ويُدرَّس حتى يومنا هذا، ملهمًا الأجيال الجديدة في التبت وحول العالم.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
- من هو البانتشن لاما؟
- البانتشن لاما هو ثاني أهم شخصية دينية في البوذية التبتية بعد الدالاي لاما، ويُعتبر تجسيدًا لبوذا أميتابها. يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد هوية الدالاي لاما التالي وتقديم التعليم الروحي.
- ماذا تعني "البانتشن إرديني"؟
- كلمة "بانتشن" هي اختصار لـ "بانديت تشنبو"، وتعني "العالِم العظيم" باللغة السنسكريتية والتبتية. أما "إرديني" فهي كلمة منغولية تعني "الكنز" أو "الجوهرة". لذا، يُترجم اللقب كـ "العالِم العظيم، الكنز".
- من هو بوذا أميتابها؟
- بوذا أميتابها هو بوذا ذو الأهمية الكبرى في بوذية الماهايانا وخاصةً في بوذية الأرض النقية. يُعرف بـ "بوذا النور اللانهائي" أو "بوذا الحياة اللانهائية"، ويُعتبر تجسيدًا للرحمة والحكمة.
- ما هي العلاقة بين البانتشن لاما والدالاي لاما؟
- تاريخيًا، يتناوب البانتشن لاما والدالاي لاما على المساعدة في تحديد تجسيد كل منهما التالي. يُنظر إليهما على أنهما معلمان روحيان متبادلان، يكمل أحدهما الآخر في قيادة البوذية التبتية ويضمنان استمرارية التعاليم.
- ما هي مدرسة غيلوغ؟
- مدرسة غيلوغ هي الأكبر والأكثر تأثيرًا بين المدارس الأربع الرئيسية للبوذية التبتية. تُعرف بالتشديد على الانضباط الرهباني الصارم، والدراسة الأكاديمية العميقة، وأغطية الرأس الصفراء التي يرتديها رهبانها. تأسست على يد جي تسونغكابا في القرن الرابع عشر.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 