يُعد مارتن جوزيف أومالي، المولود في 18 يناير 1963، شخصية سياسية بارزة ومحامياً ذا خبرة واسعة في المشهد الأمريكي، وقد ترك بصمة واضحة على ولاية ماريلاند وعلى الساحة الوطنية. بصفته عضواً فاعلاً في الحزب الديمقراطي، شغل أومالي منصب الحاكم الحادي والستين لولاية ماريلاند لولايتين متتاليتين، وذلك من عام 2007 إلى عام 2015، بعد أن أمضى فترة سابقة كعمدة لمدينة بالتيمور من عام 1999 إلى عام 2007. تُبرز مسيرته السياسية التزاماً بالخدمة العامة وإيماناً بالنهج التقدمي في الحكم.
مسيرته السياسية المبكرة وعمادة بالتيمور
دخل أومالي الساحة السياسية لبالتيمور بفوز لافت وغير متوقع في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 1999، الأمر الذي مكنه من الفوز بمنصب عمدة المدينة. خلال فترة عمادته، التي امتدت من عام 1999 وحتى عام 2007، وضع أومالي الحد من الجريمة على رأس أولوياته، ساعياً لإعادة الأمن والاستقرار إلى شوارع المدينة. وقد أدت جهوده هذه إلى إعادة انتخابه لمنصب العمدة عام 2004، مما عكس ثقة الناخبين في قدرته على قيادة بالتيمور.
فترة حكمه كحاكم لولاية ماريلاند
في عام 2006، اتجه مارتن أومالي نحو قيادة الولاية بأكملها، حيث خاض انتخابات حاكم الولاية وفاز بها، متغلباً على الحاكم الجمهوري آنذاك بوب إرليش. بدأت فترة ولايته الأولى عام 2007، وشهدت إطلاق مبادرات طموحة. لعل أبرزها كان تطبيق نظام "Maryland StateStat"، وهو برنامج مبتكر لإدارة الأداء الحكومي يهدف إلى تحسين كفاءة الخدمات العامة من خلال جمع البيانات وتحليلها بشكل منهجي. كما كان أومالي أول حاكم يوقع على الميثاق الوطني للتصويت الشعبي بين الولايات، وهي مبادرة تسعى لضمان انتخاب رئيس الولايات المتحدة بأغلبية الأصوات الشعبية على مستوى البلاد، بغض النظر عن أصوات المجمع الانتخابي.
الإنجازات التشريعية الرئيسية
أعيد انتخاب أومالي حاكماً في عام 2010، وشهدت فترة ولايته الثانية المزيد من التشريعات التقدمية التي عكست رؤيته للمجتمع. ففي عام 2011، وقع أومالي قانوناً تاريخياً، يُعرف بـ"قانون الأحلام" (Dream Act)، والذي جعل المهاجرين غير الشرعيين الذين تم جلبهم إلى الولايات المتحدة وهم أطفال، مؤهلين للحصول على تعليم جامعي داخل الولاية، مما فتح لهم آفاقاً جديدة للتعليم والمستقبل. وفي عام 2012، اتخذ أومالي خطوة جريئة أخرى بتوقيعه على قانون يشرع زواج المثليين في ولاية ماريلاند، وهي خطوة كانت وقتها تعد رائدة على مستوى الولايات المتحدة. وقد تم طرح هذين القانونين المهمين للاستفتاء الشعبي في الانتخابات العامة لعام 2012، وحصلا على موافقة الناخبين، مما أكد الدعم الشعبي لهذه التغييرات الاجتماعية. بالإضافة إلى أدواره التنفيذية، شغل أومالي منصب رئيس جمعية الحكام الديمقراطيين من عام 2011 إلى عام 2013، مما منحه نفوذاً إضافياً في توجيه السياسات على مستوى الولايات.
طموحاته الرئاسية وحملة 2016
لطالما راودت مارتن أومالي طموحات رئاسية، وقد أعلن رسمياً ترشحه لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة لعام 2016 في 30 مايو 2015. ضمن مجموعة من ستة مرشحين رئيسيين، واجه أومالي تحديات كبيرة في حشد الدعم الكافي لحملته، خاصة في مواجهة شخصيات قوية مثل هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز. وبعد أن حل في المركز الثالث خلال المؤتمرات الحزبية في ولاية آيوا، قرر أومالي تعليق حملته في 1 فبراير 2016. وبعد أربعة أشهر من انسحابه، قدم دعمه لهيلاري كلينتون في سعيها لنيل ترشيح الحزب.
دوره بعد مغادرة منصبه ومؤلفاته
بعد انتهاء فترة ولايته كحاكم في عام 2015، لم يبتعد مارتن أومالي عن الحياة العامة. فقد تم تعيينه أستاذاً زائراً في كلية كاري للأعمال بجامعة جونز هوبكنز، حيث ركز على قضايا الحكم والأعمال والمدن، مستفيداً من خبرته الواسعة في هذه المجالات. كما شارك أومالي معرفته وخبراته من خلال مؤلفاته. في عام 2019، نشر كتابه الأول بعنوان "حكومة أذكى: كيف تحكم لتحقيق النتائج في عصر المعلومات" (Smarter Government: How to Govern for Results in the Information Age). وتبعه في عام 2020 كتاب مصاحب ودليل عملي بعنوان "دليل عمل الحكومة الأكثر ذكاءً: دليل التنفيذ لمدة 14 أسبوعاً للإدارة من أجل النتائج" (Smarter Government Work Book: A 14-Week Implementation Guide to Governing for Results)، والذي يقدم منهجاً عملياً لتطبيق مبادئ الحكم الفعال.
أسئلة متكررة (FAQs)
- من هو مارتن جوزيف أومالي؟
- مارتن جوزيف أومالي هو محامٍ وسياسي أمريكي شغل منصب الحاكم الحادي والستين لولاية ماريلاند وعمدة لمدينة بالتيمور، وهو عضو بارز في الحزب الديمقراطي.
- ما هي أبرز إنجازاته كعمدة لبالتيمور؟
- خلال فترة عمادته في بالتيمور، ركز أومالي بشكل كبير على الحد من الجريمة في المدينة، ونجح في إعادة انتخابه لمنصبه عام 2004 بفضل جهوده في هذا المجال.
- ما هي المبادرات الرئيسية التي قادها كحاكم لماريلاند؟
- كحاكم، أطلق أومالي نظام "Maryland StateStat" لتحسين الأداء الحكومي، ووقع على الميثاق الوطني للتصويت الشعبي بين الولايات. كما وقع على "قانون الأحلام" الذي سمح للمهاجرين الأطفال بالتعليم الجامعي، وشرع زواج المثليين في الولاية، وكلاهما أقره استفتاء شعبي.
- لماذا ترشح مارتن أومالي للرئاسة في عام 2016؟
- ترشح أومالي للرئاسة عام 2016 بهدف نيل ترشيح الحزب الديمقراطي، بعد أن راودته هذه الطموحات لفترة طويلة، لكنه واجه تحديات في حشد الدعم الكافي وعلق حملته بعد نتائج انتخابات آيوا التمهيدية.
- ماذا فعل مارتن أومالي بعد تركه منصبه كحاكم؟
- بعد مغادرته منصبه عام 2015، انضم أومالي إلى كلية كاري للأعمال بجامعة جونز هوبكنز كأستاذ زائر. كما قام بتأليف كتابين حول الحكم الفعال، وهما "حكومة أذكى" ودليله العملي المصاحب.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 