في ظهيرة يوم الأحد الموافق الرابع من يناير عام 1987، اهتزت سكك حديد ماريلاند الأمريكية بفعل حادث مروع هز أركان البلاد، عندما وقع تصادم قطار تشيس المأساوي. في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، وعلى الخط الرئيسي للممر الشمالي الشرقي الحيوي لشركة أمتراك، اصطدم قطار الركاب "كولونيال" رقم 94، الذي كان في طريقه شمالًا من واشنطن العاصمة متجهًا إلى بوسطن، بمجموعة من قاطرات شركة كونريل الخفيفة (التي كانت تعمل بدون عربات شحن). كان موقع هذا الحادث المأساوي في مجتمع تشيس الهادئ بمقاطعة بالتيمور الشرقية بولاية ماريلاند، تحديدًا عند مفترق "جونباودر إنترلوكينغ" للسكك الحديدية، على بعد حوالي 29 كيلومترًا (18 ميلاً) شمال شرق مدينة بالتيمور الصاخبة. وقد قدرت سرعة قطار أمتراك وقت الاصطدام بحوالي 174 كيلومترًا في الساعة (108 أميال في الساعة)، مما يشير إلى عنف الصدمة وقوتها التدميرية.
كانت النتائج كارثية بكل المقاييس، حيث لقي 14 راكبًا على متن قطار أمتراك حتفهم، إضافة إلى مهندس القطار ومضيف عربة الصالة، ليبلغ إجمالي الضحايا 16 شخصًا. كشفت التحقيقات اللاحقة أن السبب الرئيسي وراء هذا التصادم المروع يعود إلى إخفاق طاقم قاطرة كونريل في التوقف عند الإشارات التحذيرية قبل الوصول إلى مفترق جونباودر، ودخولهم بشكل خاطئ إلى الخط الرئيسي المخصص لقطار أمتراك. وقد أكد المحققون أنه كان من الممكن تجنب هذا الحادث بالكامل لو أن الطاقم التزم بقواعد السلامة المرورية. ومما زاد الطين بلة، أظهرت الفحوصات أن طاقم قاطرة كونريل كان تحت تأثير الماريجوانا. نتيجة لدوره في هذا الحادث الجلل، قضى مهندس قاطرة كونريل أربع سنوات في سجن ماريلاند.
تداعيات واسعة النطاق وإصلاحات جذرية في سلامة السكك الحديدية
لم يكن حادث تشيس مجرد حدث محلي؛ بل كان بمثابة جرس إنذار هز أروقة صناعة السكك الحديدية في الولايات المتحدة بأسرها، وأدى إلى تغييرات جوهرية ومستمرة في سياسات السلامة. لقد كشفت الكارثة عن ثغرات خطيرة في الإجراءات المتبعة، وألقت الضوء على ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لضمان سلامة الركاب والعاملين.
تعديلات في سياسات تعاطي المخدرات والكحول
في أعقاب الكارثة مباشرةً، قامت إدارة السكك الحديدية الفيدرالية (FRA)، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن تنظيم سلامة السكك الحديدية في الولايات المتحدة، بإصلاح جذري لإجراءات تعاطي المخدرات والكحول الخاصة بأطقم القطارات. كانت هذه الإصلاحات تهدف إلى فرض رقابة مشددة وضمان أن جميع العاملين في هذا القطاع الحيوي يكونون في كامل وعيهم وقدرتهم على أداء مهامهم التي لا تحتمل الخطأ.
التشريع الفيدرالي واختبار المخدرات العشوائي
وصل صدى حادث تشيس إلى أعلى المستويات التشريعية في البلاد. في عام 1991، وبعد أربع سنوات من الحادث الأليم، اتخذ الكونغرس الأمريكي خطوة تاريخية وواسعة النطاق، فوافق على إجراء اختبار عشوائي إلزامي للمخدرات لجميع الموظفين الذين يشغلون وظائف "حساسة للسلامة" في جميع الصناعات الخاضعة لتنظيم وزارة النقل الأمريكية (DOT). لم يقتصر هذا القرار على قطاع السكك الحديدية فحسب، بل شمل أيضًا النقل بالشاحنات وحافلات الركاب وأنظمة السكك الحديدية الأخرى. كان هذا الإجراء غير المسبوق استجابة مباشرة للكارثة، وتأكيدًا على التزام الدولة بضمان أعلى معايير السلامة العامة.
تحديثات تكنولوجية لتعزيز السلامة
على المستوى التقني، أدى حادث تشيس أيضًا إلى تحسينات كبيرة. تم تجهيز جميع القطارات التي تعمل على الممر الشمالي الشرقي عالي السرعة الآن بإشارات تلقائية داخل كابينة القيادة، مزودة بميزة التوقف التلقائي للقطار. تضمن هذه التقنية المتطورة أن القطار سيتوقف تلقائيًا في حال تجاوز السائق لإشارة حمراء أو فشل في الاستجابة للأوامر، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على العنصر البشري في حالات الطوارئ ويوفر طبقة إضافية من الأمان.
سلامة عربات أمتراك
لم تقتصر التحقيقات على الأخطاء البشرية فحسب، بل امتدت لتشمل فحص تصميم القطارات نفسها. تم تحديد العديد من مشكلات السلامة المتعلقة بعربات Amfleet التابعة لشركة أمتراك بعد الحادث، مما دفع إلى مراجعات وتحسينات في تصميم هذه العربات لتعزيز سلامة الركاب في المستقبل.
مكانة الحادث في تاريخ أمتراك
في وقت وقوعه، كان تصادم قطار تشيس ماريلاند يُعد حادث تحطم القطارات الأكثر دموية في تاريخ شركة أمتراك. ومع ذلك، تجاوزت هذه الكارثة في عام 1993، بحادث قطار بيج بايو كانوت في ألاباما، والذي أسفر عن مقتل 47 شخصًا وإصابة 103 آخرين، ليظل حادث تشيس معلمًا مؤلمًا في تاريخ سلامة السكك الحديدية، ودافعًا رئيسيًا للعديد من الإصلاحات التي نراها اليوم.
الأسئلة الشائعة
- متى وأين وقع حادث قطار تشيس ماريلاند عام 1987؟
- وقع الحادث في الساعة 1:30 ظهرًا يوم 4 يناير 1987، في مجتمع تشيس بمقاطعة بالتيمور الشرقية بولاية ماريلاند، عند مفترق "جونباودر إنترلوكينغ" للسكك الحديدية على الخط الرئيسي للممر الشمالي الشرقي لشركة أمتراك.
- ما هي الأطراف المتورطة في التصادم؟
- تورط في التصادم قطار أمتراك 94، "ذا كولونيال"، الذي كان يسافر شمالًا، ومجموعة من قاطرات شركة كونريل الخفيفة التي دخلت الخط الرئيسي بشكل خاطئ.
- ما هو السبب الرئيسي وراء حادث قطار تشيس؟
- كان السبب الرئيسي هو إخفاق طاقم قاطرة كونريل في التوقف عند الإشارات التحذيرية قبل دخولهم الخط الرئيسي، وتفاقم الأمر بسبب ثبوت تعاطيهم للماريجوانا.
- ما هي أبرز التغييرات التنظيمية التي نتجت عن هذا الحادث؟
- أدت الكارثة إلى إصلاح إدارة السكك الحديدية الفيدرالية (FRA) لإجراءات تعاطي المخدرات والكحول لأطقم القطارات، وأقر الكونغرس الأمريكي في عام 1991 اختبارًا عشوائيًا إلزاميًا للمخدرات لجميع الموظفين في الوظائف "الحساسة للسلامة" عبر الصناعات المنظمة من قبل وزارة النقل الأمريكية. كما تم تجهيز قطارات الممر الشمالي الشرقي بإشارات كابينة تلقائية مع ميزة التوقف التلقائي للقطار.
- كم عدد الضحايا الذين سقطوا في حادث تشيس؟
- أسفر الحادث عن مقتل 14 راكبًا، بالإضافة إلى مهندس قطار أمتراك ومضيف عربة الصالة، ليبلغ إجمالي الضحايا 16 شخصًا.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 