تُعد باتريشيا سوزان "بات" سوميت (اسمها عند الولادة: هيد)، التي وُلدت في 14 يونيو 1952 ورحلت عن عالمنا في 28 يونيو 2016، أيقونة حقيقية في تاريخ كرة السلة الجامعية النسائية الأمريكية. لقد كانت مدربة قادت بامتياز وشغف، تاركةً وراءها إرثًا لا يُمحى من الإنجازات والأرقام القياسية التي أعادت تعريف مفهوم التميز في عالم الرياضة النسائية.
اشتهرت سوميت بسجلها المهني الفريد من نوعه، حيث حققت 1098 انتصارًا، وهو رقم لم يسبق له مثيل في تاريخ كرة السلة الجامعية بأكملها وقت تقاعدها. هذه الأرقام لم تكن مجرد إحصائيات، بل كانت دليلاً قاطعًا على تفانيها ورؤيتها الثاقبة. قضت بات حياتها المهنية بالكامل كمدربة رئيسية لفريق جامعة تينيسي ليدي فولز (Lady Vols) لكرة السلة، حيث قادته من عام 1974 وحتى عام 2012، وهي فترة زادت عن ثلاثة عقود شهدت تحول الفريق إلى قوة لا يستهان بها على المستوى الوطني.
مسيرة تدريبية أسطورية
خلال مسيرتها التي امتدت لـ 38 عامًا على رأس القيادة الفنية لفريق تينيسي ليدي فولز، لم تكتفِ بات سوميت بتحطيم الأرقام القياسية فحسب، بل بنت ثقافة من التفوق الدائم. قادت فريقها للفوز بثماني بطولات من الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات (NCAA Division I) لكرة السلة، وهو إنجاز يضعها بين نخبة المدربين في تاريخ اللعبة. ولكن ربما كان الأكثر إثارة للإعجاب هو سجلها الثابت الذي لا يتزعزع: لم يفوت فريقها أبدًا المشاركة في بطولة NCAA النهائية طوال فترة تدريبها، ولم يتعرض الفريق لموسم خاسر واحد. هذا المستوى من الاتساق والتميز يُظهر عمق تأثيرها في تطوير اللاعبات وغرس روح الفوز فيهن.
إنجازات أولمبية لامعة
لم يقتصر تألق بات سوميت على مقاعد التدريب فحسب، بل امتد ليشمل مسيرتها كرياضية. ففي عام 1976، شاركت كعضوة في منتخب الولايات المتحدة الوطني للسيدات لكرة السلة في الألعاب الأولمبية الصيفية التي أُقيمت في مونتريال، وكسبت الميدالية الفضية عن جدارة. وبعد ثماني سنوات، عادت إلى الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 1984، ولكن هذه المرة كمدربة رئيسية للمنتخب الوطني للسيدات. وبقيادتها الحكيمة، قادت الفريق إلى إنجاز تاريخي بتحقيق الميدالية الذهبية، لتصبح بذلك أول أمريكية تفوز بميدالية أولمبية كلاعب ومدرب في كرة السلة.
تكريمات وأوسمة خالدة
تُوجت مسيرة بات سوميت الاستثنائية بسلسلة من التكريمات والأوسمة المرموقة التي تعكس مكانتها كإحدى أعظم الشخصيات في تاريخ الرياضة:
- في عام 1999، تم إدراجها في قاعة مشاهير كرة السلة للسيدات كعضوة في فئتها الافتتاحية، وهو تقدير مبكر لتأثيرها الهائل.
- في عام 2000، حصلت على لقب مدربة كرة السلة للقرن من قبل قاعة نايسميث التذكارية لمشاهير كرة السلة، تأكيدًا على بصمتها التي عابرة للأجيال.
- في عام 2009، صنفتها صحيفة "سبورتنج نيوز" في المرتبة الحادية عشرة على قائمتها لأعظم 50 مدربًا في كل العصور في جميع الألعاب الرياضية، وكانت المرأة الوحيدة في تلك القائمة المرموقة، مما يسلط الضوء على ريادتها وتفوقها في مجال يهيمن عليه الرجال تقليديًا.
- في عام 2012، قلدها الرئيس باراك أوباما وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة، تقديرًا لمساهماتها الكبيرة في الرياضة والمجتمع.
- كما حصلت على جائزة آرثر آش للشجاعة في حفل توزيع جوائز ESPY لعام 2012، تقديراً لشجاعتها وقوتها في مواجهة التحديات الصحية التي واجهتها.
- وفي عام 2013، تم إدراجها في قاعة مشاهير الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA)، مما عزز مكانتها كشخصية عالمية في اللعبة.
وداع مبكر ومواجهة بشجاعة
في عام 2011، تلقت بات سوميت تشخيصًا مؤلمًا بمرض الزهايمر المبكر، وهو ما دفعها لاتخاذ قرار صعب بالتقاعد من التدريب في عام 2012 عن عمر يناهز 59 عامًا. على الرغم من تحدي المرض، تعاملت سوميت مع الأمر بشجاعة وعلانية، مستخدمةً منصتها لزيادة الوعي بالمرض ودعم الأبحاث المتعلقة به. لقد تحولت مسيرتها في مواجهة الزهايمر إلى مصدر إلهام آخر للكثيرين، حيث أظهرت قوة الروح البشرية في مواجهة الصعاب. رحلت بات سوميت عن عالمنا في 28 يونيو 2016، لكن إرثها الخالد لا يزال يلهم الأجيال.
تأثير وإرث لا يُنسى
تجاوز تأثير بات سوميت مجرد الأرقام القياسية والألقاب. لقد كانت مدربةً ومعلمةً وملهمةً، شكّلت حياة عدد لا يحصى من اللاعبات، ورفعت مستوى كرة السلة النسائية إلى آفاق جديدة. أثبتت أن الشغف والعمل الجاد والتفاني يمكن أن يحطم الحواجز ويصنع التاريخ، وستظل قصتها حافزًا دائمًا لكل من يطمح إلى التميز في الرياضة وفي الحياة.
الأسئلة المتكررة (FAQs)
- من هي بات سوميت؟
- باتريشيا سوزان "بات" سوميت (1952-2016) كانت مدربة أمريكية أسطورية لكرة السلة الجامعية للسيدات، معروفة بأنها حققت أكبر عدد من الانتصارات في تاريخ كرة السلة الجامعية (1098 فوزًا) وقت تقاعدها، وقضت معظم مسيرتها كمدربة لفريق جامعة تينيسي ليدي فولز.
- ما هي أبرز إنجازاتها التدريبية؟
- قادت بات سوميت فريق تينيسي ليدي فولز إلى الفوز بثماني بطولات NCAA Division I، ولم يفوت فريقها أبدًا بطولة NCAA النهائية، ولم يتعرض لأي موسم خاسر طوال 38 عامًا من التدريب.
- ما هي إنجازاتها الأولمبية؟
- فازت بميدالية فضية في الألعاب الأولمبية الصيفية 1976 كلاعبه في المنتخب الأمريكي، ثم عادت في أولمبياد 1984 كمدربة رئيسية وقادت الفريق الأمريكي للسيدات إلى الميدالية الذهبية، لتصبح أول أمريكية تحقق ميداليات أولمبية كلاعب ومدرب في كرة السلة.
- متى تقاعدت بات سوميت ولماذا؟
- تقاعدت بات سوميت في عام 2012 عن عمر يناهز 59 عامًا بعد تشخيصها بمرض الزهايمر المبكر.
- ما هي أهم الأوسمة والتكريمات التي حصلت عليها؟
- تم إدراجها في قاعة مشاهير كرة السلة للسيدات (1999)، وحصلت على لقب مدربة كرة السلة للقرن من نايسميث (2000)، وتم تكريمها بوسام الحرية الرئاسي من قبل الرئيس باراك أوباما (2012)، وجائزة آرثر آش للشجاعة (2012)، وتم إدراجها في قاعة مشاهير الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA) عام 2013.
- ما هو الإرث الأهم لبات سوميت؟
- يتجاوز إرثها الأرقام ليشمل تأثيرها العميق على حياة اللاعبات، ورفع مستوى كرة السلة النسائية، وكونها رمزًا للتفاني والاتساق والشجاعة في مواجهة التحديات، بالإضافة إلى كونها مصدر إلهام لأجيال من الرياضيين والمدربين.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 