يُعد موقع نيفادا للأمن القومي (N2S2)، والذي يُعرف أيضاً باسم NNSS، معلماً تاريخياً وعملياتياً ذا أهمية بالغة في تاريخ الولايات المتحدة النووي. هذا الموقع، الذي كان يُعرف سابقاً باسم موقع اختبار نيفادا (NTS) حتى عام 2010، وقبل ذلك كان يُسمى Nevada Proving Grounds، هو في الأساس محمية واسعة تابعة لوزارة الطاقة الأمريكية (DOE). يقع الموقع في الجزء الجنوبي الشرقي من مقاطعة ناي بولاية نيفادا، على بعد حوالي 105 كيلومترات (65 ميلاً) إلى الشمال الغربي من مدينة لاس فيغاس الصاخبة.

أُنشئ هذا الموقع الشاسع في عام 1951 بهدف رئيسي هو اختبار الأجهزة النووية، ويمتد على مساحة تقارب 3500 كيلومتر مربع (1360 ميلاً مربعاً) من التضاريس الصحراوية والجبلية الوعرة، التي وفرت العزلة الضرورية لهذه الأنشطة الحساسة. بدأت فصول التجارب النووية في هذا الموقع في 27 يناير 1951، بإلقاء قنبلة تزن كيلوطناً واحداً من مادة تي إن تي (تعادل 4.2 تيرال جول) على منطقة "فرينشمان فلات". على مدى العقود الأربعة التالية، شهد الموقع تفجير أكثر من 1000 جهاز نووي، وقد التقطت العديد من الصور الأيقونية المميزة للعصر النووي في هذا المكان بالتحديد.

حقبة التجارب النووية وآثارها

خلال خمسينيات القرن الماضي، كانت سحب الفطر الهائلة الناتجة عن نحو 100 اختبار جوي تُرى بوضوح من مسافة تصل إلى حوالي 160 كيلومتراً (100 ميل). حتى مدينة لاس فيغاس، التي تقع على مسافة ليست ببعيدة، شعرت بالآثار الزلزالية لهذه التفجيرات. الأكثر إثارة للدهشة، تحولت سحب الفطر، التي كانت تتصاعد فوق الأفق ويمكن مشاهدتها من فنادق وسط المدينة، إلى نوع غريب من الجذب السياحي. ومع ذلك، لم تكن كل الآثار بهذا القدر من "الجاذبية"؛ فبشكل روتيني، كانت الرياح الغربية تحمل الغبار الذري (التساقط النووي) الناتج عن هذه الاختبارات مباشرة فوق مناطق مثل سانت جورج وجنوب يوتا. وقد أُبلغ عن زيادات مقلقة في حالات السرطان بأنواعه المختلفة، مثل اللوكيميا، سرطان الغدد الليمفاوية، سرطان الغدة الدرقية، سرطان الثدي، سرطان الجلد، سرطان العظام، أورام الدماغ، وسرطان الجهاز الهضمي، وذلك اعتباراً من منتصف الخمسينيات فصاعداً، مما أثر بشكل كبير على السكان الذين كانوا يعيشون "في اتجاه الريح". بالإضافة إلى ذلك، أُجريت 921 تجربة نووية أخرى تحت الأرض، في محاولة للحد من الآثار الجوية.

الاحتجاجات والبنية التحتية

من عام 1986 حتى عام 1994، أي حتى بعد عامين من تعليق الولايات المتحدة لتجارب الأسلحة النووية واسعة النطاق، كان الموقع مسرحاً لـ 536 احتجاجاً مناهضاً للأسلحة النووية. شارك في هذه الاحتجاجات ما مجموعه 37,488 شخصاً، وشهدت 15,740 عملية اعتقال، وفقاً للسجلات الحكومية، مما يعكس تصاعد الوعي والقلق العام حول هذه التجارب. ولإدارة هذه العمليات الواسعة، يضم الموقع 28 منطقة مخصصة، ويحتوي على 1100 مبنى، وشبكة واسعة من الطرق تشمل 640 كيلومتراً (400 ميل) من الطرق المعبدة، و480 كيلومتراً (300 ميل) من الطرق غير المعبدة. كما يشتمل الموقع على 10 مهابط للطائرات العمودية ومهبطين للطائرات ذات الأجنحة الثابتة.

إدارة الموقع اليوم ومستقبل عملياته

في الوقت الحاضر، تتولى شركة خدمات دعم واختبار المهام (MSTS) دور المقاول المدني الرئيسي لإدارة الموقع، وتشرف على جميع العمليات الشاملة. تقوم MSTS بإدارة وتشغيل الموقع لصالح الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA)، وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن الأمن النووي للبلاد. أما فيما يخص الأمن في الموقع، فتوكَل مهمة توفيره لشركة SOC LLC، مما يضمن أعلى مستويات الحماية للمنشآت والعمليات الحساسة التي تتم هناك.

من الجدير بالذكر أن الموقع شهد العديد من سلاسل التجارب المتخصصة، مثل سلسلة تجارب جروميت النووية الأمريكية، التي شملت 34 تجربة نووية أُجريت خلال عامي 1971 و1972. جاءت هذه الاختبارات في أعقاب سلسلة "عملية إيمري" وسبقت سلسلة "عملية تبديل"، مما يعكس النشاط المستمر والمكثف الذي ميز تاريخ الموقع.

الأسئلة المتكررة (FAQs)

ما هو الاسم الحالي لموقع اختبار نيفادا؟

الاسم الحالي للموقع هو موقع نيفادا للأمن القومي (N2S2 أو NNSS). كان يُعرف سابقاً باسم موقع اختبار نيفادا (NTS) حتى عام 2010، وقبل ذلك كان اسمه Nevada Proving Grounds.

أين يقع موقع نيفادا للأمن القومي؟

يقع الموقع في الجزء الجنوبي الشرقي من مقاطعة ناي بولاية نيفادا الأمريكية، على بعد حوالي 105 كيلومترات (65 ميلاً) شمال غرب مدينة لاس فيغاس.

متى أُنشئ الموقع ولأي غرض؟

أُنشئ الموقع في عام 1951 بهدف رئيسي هو اختبار الأجهزة النووية.

كم عدد التجارب النووية التي أُجريت في الموقع؟

أُجري أكثر من 1000 تفجير نووي في الموقع على مدى أربعة عقود، منها حوالي 100 اختبار جوي و921 تجربة تحت الأرض.

ما هي الآثار البيئية والصحية للتجارب النووية في نيفادا؟

شملت الآثار البيئية حمل الرياح الغبار الذري (التساقط النووي) إلى مناطق مثل سانت جورج وجنوب يوتا. أما الآثار الصحية فقد تضمنت زيادات ملحوظة في حالات السرطان مثل اللوكيميا، سرطان الغدد الليمفاوية، سرطان الغدة الدرقية، سرطان الثدي، سرطان الجلد، سرطان العظام، أورام الدماغ، وسرطان الجهاز الهضمي، خاصة بين السكان المتأثرين بالتساقط النووي.

هل لا تزال التجارب النووية واسعة النطاق تُجرى في الموقع حالياً؟

لا، علقت الولايات المتحدة التجارب النووية واسعة النطاق. وقد شهد الموقع احتجاجات مناهضة للأسلحة النووية بعد تعليق التجارب في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

من يدير موقع نيفادا للأمن القومي اليوم؟

تتولى شركة خدمات دعم واختبار المهام (MSTS) إدارة وتشغيل الموقع لصالح الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA)، بينما توفر شركة SOC LLC خدمات الأمن.