يُعد يوم السادس من يوليو تاريخاً محورياً في جزر القمر، فهو اليوم الذي تُخلّد فيه الأمة ذكرى إعلان استقلالها وسيادتها الكاملة عن الحكم الاستعماري في عام 1975. هذا اليوم لا يمثل مجرد مناسبة سنوية، بل هو رمز حي للحرية والكرامة الوطنية التي نالتها هذه الجزر الخلابة الواقعة في المحيط الهندي بعد مسيرة طويلة من النضال.
قبل هذا التاريخ المفصلي، كانت جزر القمر – التي تضم الجزر الأربعة الكبرى وهي القمر الكبرى (نجازيدجا)، وأنجوان (نزواني)، وموهيلي (موالي)، ومايوت (ماوري) – تحت الإدارة الفرنسية منذ أواخر القرن التاسع عشر. وبعد استفتاء عام أُجري في عام 1974، صوتت فيه الغالبية العظمى من سكان جزر القمر الكبرى وأنجوان وموهيلي لصالح الاستقلال. وفي مواجهة هذا التصويت الساحق، أعلن البرلمان القمري بشكل أحادي الاستقلال الكامل في السادس من يوليو 1975. هذا الإعلان فصل رسمياً هذه الجزر الثلاث عن الإدارة الفرنسية، لتنشأ "جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية"، والتي تُعرف اليوم بـ"اتحاد جزر القمر". تجدر الإشارة هنا إلى أن جزيرة مايوت، التي صوتت ضد الاستقلال في الاستفتاء، لا تزال قضيتها محط نزاع دولي وتخضع لإدارة فرنسية حتى وقتنا الحاضر.
احتفالات يوم الاستقلال: تجسيد للفخر الوطني
كيف تحتفل جزر القمر بيوم استقلالها؟ في هذا اليوم المميز، تتحول مدن جزر القمر وقراها إلى لوحات فنية نابضة بالحياة تجسد الفخر الوطني العميق. تُقام الاحتفالات الرسمية التي يشارك فيها كبار المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين، وتُزين الشوارع والمباني بالأعلام الوطنية التي ترفرف عاليًا، لترمز إلى السيادة التي لا تُقهر. تتضمن الفعاليات عادة عروضاً عسكرية مهيبة تُظهر قوة الأمة واستعدادها للدفاع عن حدودها، بالإضافة إلى استعراضات ثقافية غنية تعرض التراث القمري المتنوع. فترى الفرق الشعبية تقدم الرقصات التقليدية الأصيلة، وتصدح الموسيقى المحلية بأنغامها الفريدة، بينما يتزين الناس بالملابس التقليدية الزاهية التي تعكس ثراء الثقافة المحلية وتنوعها الإثني. إنه يوم للتجمع العائلي والمجتمعي، يتبادل فيه الأفراد التهاني ويتشاركون وجبات الطعام التقليدية الشهية، التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي القمري.
بالإضافة إلى الجانب الاحتفالي، يعد يوم الاستقلال وقتًا للتأمل في تضحيات الأجيال السابقة التي كافحت بلا كلل من أجل تحقيق الحرية والسيادة. إنه تجديد للعهد على مواصلة بناء مستقبل مشرق للبلاد، والعمل نحو الاستقرار والتقدم والازدهار الاقتصادي والاجتماعي. يظل هذا اليوم تذكيرًا دائمًا بالقدرة على تقرير المصير، ويؤكد على مكانة جزر القمر كدولة مستقلة وذات سيادة على الساحة الدولية.
أسئلة شائعة حول يوم استقلال جزر القمر
- متى تحتفل جزر القمر بيوم استقلالها؟
- تحتفل جزر القمر بيوم استقلالها في السادس من يوليو من كل عام.
- ماذا يخلد يوم الاستقلال في جزر القمر؟
- يخلد هذا اليوم ذكرى إعلان جزر القمر استقلالها وسيادتها الكاملة عن الحكم الاستعماري الفرنسي في عام 1975.
- كيف حصلت جزر القمر على استقلالها؟
- بعد استفتاء عام في عام 1974، أعلن البرلمان القمري أحادياً الاستقلال في 6 يوليو 1975، وذلك بعد تصويت الأغلبية في ثلاث جزر رئيسية لصالح الانفصال عن فرنسا.
- هل انفصلت جميع جزر القمر عن فرنسا في عام 1975؟
- ثلاث من الجزر الرئيسية (القمر الكبرى، أنجوان، وموهيلي) حصلت على استقلالها في عام 1975. أما جزيرة مايوت، التي صوتت ضد الاستقلال في الاستفتاء، فلا تزال تحت الإدارة الفرنسية وتعتبر جزءًا من فرنسا، على الرغم من أن اتحاد جزر القمر يطالب بها كجزء من أراضيه.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 




