تُعدّ "سيمحاث التوراة" (Simchat Torah)، وهي عبارة عبرية تعني حرفياً "بهجة التوراة" أو "ابتهاج التوراة"، إحدى أبهج وأسعد الأيام في التقويم اليهودي. إنه احتفال بالغ الأهمية يمثل نقطة محورية في الدورة السنوية لقراءة الأسفار الخمسة من التوراة (Pentateuch)، والتي تُعرف باللغة العبرية بـ "الخُمَاش".

توقيت الاحتفال وموقعه في التقويم اليهودي

يأتي عيد سيمحاث التوراة مباشرةً بعد عيد "شميني عتصرت" (Shemini Atzeret)، وهو اليوم الثامن من أعياد سوكوت (عيد المظال). وغالباً ما يُحتفل بهما معاً في يوم واحد في إسرائيل، بينما يُخصص له يوم منفصل في الشتات اليهودي، ليختتم بذلك موسم الأعياد الخريفي المليء بالاحتفالات الروحية والتأملات.

ختام دورة التوراة وبداية جديدة

الجانب الأبرز في سيمحاث التوراة هو اختتام دورة القراءة الأسبوعية للتوراة التي تستمر على مدار عام كامل. ففي كل سبت، يُقرأ جزء محدد من التوراة، ليُعرف بـ "باراشات هاشافوع" (Parashat HaShavua)، أو "قراءات الأسبوع". في هذا اليوم المبارك، يتم قراءة الأجزاء الأخيرة من سفر التثنية (Deuteronomy)، وهو آخر أسفار التوراة، ثم فوراً، وبدون أي توقف، يتم الانتقال لقراءة الأجزاء الأولى من سفر التكوين (Genesis)، أول أسفار التوراة. هذه العجلة الدوارة التي لا تتوقف ترمز إلى أن التوراة لا تنتهي أبداً، وأن دراستها وتعاليمها متجددة ولا تعرف نهاية، مؤكدة على أهمية التعلم المستمر والارتباط الأبدي بالوحي الإلهي.

طقوس الفرح والاحتفال بلفائف التوراة

تتجلّى البهجة في سيمحاث التوراة من خلال مجموعة من الطقوس المفعمة بالحياة والحركة. تبدأ الاحتفالات بما يُعرف بـ "الهاكافوت" (Hakafot)، وهي سلسلة من المواكب الدائرية السبع، حيث يحمل المصلون لفائف التوراة المزينة (Sifrei Torah) ويطوفون بها داخل المعبد وحوله. يرافق هذه المواكب غناء حماسي ورقص عفوي يدبّ الفرح في قلوب جميع المشاركين، من الكبار والصغار على حد سواء. غالباً ما يشارك الأطفال في هذه المواكب وهم يحملون رايات صغيرة ملونة مزينة برموز يهودية أو بآيات من التوراة، ويحصلون على الحلويات والهدايا، مما يضيف بعداً خاصاً من البهجة والترقب لهذه المناسبة. هذه الطقوس ليست مجرد استعراض، بل هي تعبير حي عن المحبة العميقة للتوراة والامتنان لتعاليمها التي توجه حياة اليهود.

لماذا تعتبر سيمحاث التوراة يوم بهجة؟

البهجة في سيمحاث التوراة ليست مجرد احتفال بإتمام دورة، بل هي احتفاء بالارتباط الأبدي بين الشعب اليهودي والتوراة. إنها تذكرة بأن التوراة هي هبة إلهية، مصدر للحكمة، الأخلاق، والمعنى في الحياة. الاحتفال بهذه الطريقة الحيوية يرسخ في الأجيال الجديدة حب التوراة ودراستها، ويؤكد على أن التعلم الديني ليس عبئاً، بل مصدر سعادة وفرح عميقين. تُظهر هذه المناسبة الوحدة والتآزر داخل المجتمعات اليهودية حول العالم، حيث يجتمع الجميع ليحتفلوا بتراثهم المشترك، مجسدين مقولة "شيمرو توراتي" (حافظوا على توراتي) بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أسئلة متكررة حول سيمحاث التوراة

ما هو المعنى الحرفي لاسم "سيمحاث التوراة"؟

يعني الاسم حرفياً "بهجة التوراة" أو "ابتهاج التوراة"، وهو يعكس الأجواء الاحتفالية والفرحة التي تسود هذا اليوم.

متى يقع عيد سيمحاث التوراة في التقويم اليهودي؟

يأتي سيمحاث التوراة مباشرة بعد عيد شميني عتصرت، وهو اليوم الثامن من سوكوت (عيد المظال). في إسرائيل، يُحتفل بهما معاً في نفس اليوم، بينما في الشتات اليهودي، يُخصص له يوم منفصل.

ما هي الأهمية الأساسية لسيمحاث التوراة؟

تكمن أهميته في اختتام الدورة السنوية لقراءة التوراة وبدء دورة جديدة فوراً، مما يرمز إلى استمرارية التعلم والارتباط الأبدي بالتعاليم الإلهية. كما أنه يوم للفرح الشديد بالتوراة وامتنان الشعب اليهودي لها.

ما هي طقوس "الهاكافوت"؟

الهاكافوت هي مواكب دائرية احتفالية تُقام في المعابد، حيث يحمل المصلون لفائف التوراة ويطوفون بها سبع مرات مصحوبة بالغناء والرقص الحماسي، تعبيراً عن البهجة والمحبة للتوراة.

هل يشارك الأطفال في احتفالات سيمحاث التوراة؟

نعم، يشارك الأطفال بحماس كبير في احتفالات سيمحاث التوراة، حيث غالباً ما يحملون رايات خاصة ويتلقون الحلوى والهدايا، مما يجعل هذا العيد تجربة ممتعة ومحفورة في ذاكرتهم.