يحتفل العالم أجمع في الثاني عشر من مايو كل عام بـ اليوم الدولي للممرضات، وهو تاريخٌ يحمل في طياته دلالة عميقة، إذ يصادف ذكرى ميلاد رائدة التمريض الحديث، فلورنس نايتنجيل (1820-1910). يُعد هذا اليوم السنوي فرصة عالمية لتكريم وتقدير المساهمات الجليلة التي تقدمها الممرضات في كافة أرجاء المعمورة، وهي مساهمات لا غنى عنها في صميم منظومة الرعاية الصحية العالمية. الممرضات لسن مجرد مقدمي رعاية طبية، بل هن أعمدة أساسية ترتكز عليها جودة الرعاية الصحية، حيث يؤدين أدوارًا محورية تتجاوز العناية المباشرة بالمرضى لتشمل تثقيف الأفراد والمجتمعات حول سبل الحفاظ على الصحة والعافية، بالإضافة إلى كونهن صوتًا مدافعًا عن سياسات صحية تدعم رفاهية المرضى والمجتمع بأسره. تهدف هذه الحملة العالمية، التي ينظمها المجلس الدولي للممرضات (ICN) منذ عام 1965، إلى تسليط الضوء على العمل الشاق والتفاني اللامحدود الذي تبذله الممرضات، وتعزيز الوعي العام بالدور الحيوي والاستراتيجي الذي يلعبه التمريض في ضمان صحة المجتمعات واستقرارها.
أدوار متجددة وتحديات مستمرة
يتغير موضوع اليوم الدولي للممرضات في كل عام، وهو ما يعكس التطور المستمر لمهنة التمريض والتحديات المتجددة التي تواجهها، لكن جوهر الهدف يظل ثابتًا: الاحتفاء بالدور المحوري الذي تؤديه الممرضات في الرعاية الصحية، وزيادة الوعي بالتحديات اليومية التي يجابهنها. تعمل الممرضات ضمن نسيج واسع ومتنوع من البيئات الصحية، لا تقتصر على المستشفيات والعيادات فحسب، بل تمتد لتشمل المدارس، المراكز المجتمعية، عيادات الرعاية المنزلية، مراكز الأبحاث، وحتى في الأدوار الإدارية والاستشارية والبعثات الإنسانية. مسؤولياتهن متعددة الأوجه، بدءًا من:
- تقديم الرعاية الشاملة للمرضى، بما في ذلك إدارة الأدوية، مراقبة العلامات الحيوية، العناية بالجروح، وتقديم الدعم النفسي والعاطفي.
- توفير التعليم الصحي والدعم اللازم للمرضى وعائلاتهم، وتمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم.
- التعاون الوثيق مع مختلف التخصصات الطبية ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين ضمن فريق عمل متكامل، لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة للمرضى.
- الدفاع عن حقوق المرضى وضمان حصولهم على رعاية آمنة ومحترمة.
كما تواجه الممرضات تحديات جمة، لاسيما بعد جائحة كوفيد-19 التي أبرزت الضغط الهائل الذي يتعرضن له، من ساعات العمل الطويلة والإرهاق الجسدي والنفسي، إلى خطر العدوى ونقص الموارد في بعض الأحيان، مما يستدعي دعمًا مستمرًا واعترافًا أكبر بجهودهن.
تأثير عميق ودعوة للتقدير
إن التأثير المترتب على الاحتفال باليوم الدولي للممرضات عميق وشامل، فهو يوفر منصة فريدة للتعبير عن الامتنان والتقدير للعمل الدؤوب والتفاني الأسطوري للممرضات في شتى بقاع العالم. غالبًا ما يُطلق على الممرضات لقب "الأبطال المجهولين" في مجال الرعاية الصحية؛ لأنهن يعملن بلا كلل، يقضين ساعات طويلة على أقدامهن، ويواجهن مواقف عصيبة بحزم وشجاعة، كل ذلك لضمان حصول المرضى على أفضل رعاية ممكنة، وغالبًا ما يكن أول من يستقبل المريض وآخر من يودعه. من خلال الاحتفال بهذا اليوم، لا نظهر دعمنا وتقديرنا لهؤلاء المتخصصين الملهمين في الرعاية الصحية فحسب، بل نساهم أيضًا في زيادة الوعي بالدور الحاسم واللا غنى عنه الذي يلعبونه في صلب نظامنا الصحي. إنه فرصة لا تُقدر بثمن لندعو إلى تبني سياسات تدعم عملهم النبيل، وتوفر لهم بيئات عمل آمنة، وأجورًا عادلة، وفرصًا للتطوير المهني المستمر، بما يضمن استمرارية جودة الرعاية الصحية للمستقبل.
الأسئلة المتكررة حول اليوم الدولي للممرضات
- متى يتم الاحتفال باليوم الدولي للممرضات؟
- يتم الاحتفال باليوم الدولي للممرضات سنويًا في 12 مايو، وهو تاريخ ميلاد فلورنس نايتنجيل، مؤسسة التمريض الحديث.
- من ينظم الاحتفال باليوم الدولي للممرضات؟
- يقوم المجلس الدولي للممرضات (ICN)، وهو اتحاد لأكثر من 130 جمعية وطنية للممرضات حول العالم، بتنظيم هذا اليوم منذ عام 1965 ويختار موضوعًا سنويًا للاحتفال به.
- ما هو الهدف الرئيسي لليوم الدولي للممرضات؟
- الهدف الرئيسي هو تكريم المساهمات الحيوية للممرضات في الرعاية الصحية العالمية، وزيادة الوعي بالدور المحوري الذي يؤدينه، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها والدعوة إلى دعمهم وتطوير مهنتهم.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 




