عيد الأم ليس مجرد يوم عابر في التقويم، بل هو احتفال عالمي مؤثر وعميق الجذور، يخصص لتكريم الأمهات وتقدير دورهن المحوري في بناء الأسر والمجتمعات حول العالم. إنه يوم للتعبير عن الامتنان العميق للتضحيات التي لا تُحصى، والحب اللامشروط، والرعاية الدائمة التي تقدمها الأمهات لأبنائهن وللمحيطين بهن. يعكس هذا الاحتفال الاعتراف الدولي الواسع بالتأثير الدائم والعميق للأمومة على نسيج الحياة الاجتماعية، حيث تسهم الأمهات بفاعلية في تشكيل شخصيات الأجيال القادمة، وغرس القيم النبيلة، وبناء أسس المجتمعات المستقرة والمزدهرة.
متى يتم الاحتفال بعيد الأم؟ تواريخ متنوعة حول العالم
على الرغم من وحدانية الهدف والروح التي تجمع شعوب العالم في تكريم الأم، فإن توقيت الاحتفال بعيد الأم يتسم بالتنوع الكبير بين الدول. لا يوجد تاريخ موحد للاحتفال به عالمياً، بل يختار كل بلد أو منطقة تاريخاً يناسب ثقافتها وتقاليدها المحلية. ورغم هذا التباين، يلاحظ أن أغلب الاحتفالات تتركز في شهرين رئيسيين من السنة:
- شهر مارس: يُحتفل به في الحادي والعشرين من مارس (21 مارس) في العديد من الدول العربية مثل مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ولبنان، وسوريا، واليمن، وفلسطين، وغيرها من الدول التي تعتمد هذا التاريخ. يتزامن هذا التاريخ غالباً مع الاعتدال الربيعي، ويرمز إلى التجديد والعطاء والحياة، وهو ما يتناغم بشكل جميل مع الدور الحيوي والمستمر للأم في بث الحياة وتنميتها.
- شهر مايو: يُعد الأحد الثاني من شهر مايو هو التاريخ الأكثر شيوعاً للاحتفال بعيد الأم في عدد كبير من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأستراليا، وألمانيا، والهند، والصين، واليابان، ومعظم الدول الأوروبية. هذا التاريخ له جذور تاريخية قوية ترتبط بحملة آنا جارفيس في الولايات المتحدة، التي سعت لإنشاء يوم وطني لتكريم الأمهات.
- تواريخ أخرى مميزة: بعض الدول تحتفل به في أوقات مختلفة تماماً؛ فمثلاً، تحتفل المملكة المتحدة بما يعرف بـ "Mothering Sunday" الذي يوافق الأحد الرابع من الصوم الكبير (قبل عيد الفصح بثلاثة أسابيع)، وهو تقليد أقدم يرتبط بالكنيسة. بينما تحتفل النرويج به في الأحد الثاني من فبراير، مما يجعله من أوائل الاحتفالات السنوية بالأمومة.
العمق التاريخي وأشكال الاحتفال المعاصر
تعود جذور عيد الأم الحديث إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل القرن العشرين، حيث قادت السيدة آنا جارفيس حملة واسعة لجعل عيد الأم عطلة رسمية تكريماً لوالدتها ولجميع الأمهات اللاتي يقدمن التضحيات. وقد أثمرت جهودها في عام 1914 عندما أقر الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون عيد الأم كعطلة وطنية. ومع مرور الوقت، انتشرت هذه الفكرة لتتجاوز الحدود الأمريكية والقارية، متخذة أشكالاً وتواريخ مختلفة، لكنها حافظت على جوهرها كفرصة ثمينة للتعبير عن الشكر والتقدير العميقين.
تتجسد مظاهر الاحتفال بعيد الأم في أشكال عديدة ومتنوعة حول العالم، تعكس محبة وتقدير الأبناء لأمهاتهم. تشمل هذه المظاهر تقديم الزهور الأنيقة، والهدايا الرمزية التي تعبر عن الاهتمام، وبطاقات المعايدة المكتوبة بخط اليد التي تحمل أصدق المشاعر، وصولاً إلى التجمعات العائلية الخاصة والوجبات الشهية التي تُعد تكريماً للأم وتجمع أفراد الأسرة حولها. كل هذه المظاهر تهدف إلى إضفاء البهجة على قلوب الأمهات، والاعتراف بجهودهن التي لا تقدر بثمن في بناء لبنات المجتمع الأساسية والارتقاء بالأسر.
الأسئلة الشائعة حول عيد الأم
- متى يتم الاحتفال بعيد الأم؟
- لا يوجد تاريخ عالمي موحد، بل يختلف التاريخ من بلد لآخر. ومع ذلك، يتركز الاحتفال عادةً في شهر مارس (مثل 21 مارس في العديد من الدول العربية) أو شهر مايو (مثل الأحد الثاني من مايو في الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية).
- ما هو الغرض الأساسي من الاحتفال بعيد الأم؟
- الهدف الرئيسي هو تكريم الأمهات والاعتراف بدورهن المحوري في بناء المجتمع، وتقدير تضحياتهن اللامحدودة، وحبهن غير المشروط، ودورهن في تربية الأجيال، وغرس القيم والأخلاق. إنه يوم مخصص للتعبير عن الشكر والامتنان العميق للأمهات.
- هل عيد الأم احتفال عالمي موحد في تاريخه؟
- نعم، عيد الأم احتفال دولي يُحتفى به في جميع أنحاء العالم، ولكنه ليس موحداً في تاريخه المحدد. الوحدة تكمن في الروح والهدف الأسمى من الاحتفال، وهو تكريم الأمهات وتقديرهن، بينما تختلف التواريخ والمظاهر الاحتفالية وفقاً للثقافات والتقاليد المحلية لكل بلد.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 




