ينظم الطلاب في كوريا الجنوبية احتجاجًا مؤيدًا للديمقراطية في جميع أنحاء البلاد ضد الرئيس سينغمان ري ، مما أجبره في النهاية على الاستقالة.
تُعرف ثورة أبريل (4.19 혁명 بالكورية)، والتي يشار إليها أيضًا بثورة 19 أبريل أو حركة 19 أبريل، كنقطة تحول محورية في تاريخ كوريا الجنوبية الحديث. هذه الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة النطاق التي اجتاحت البلاد من 11 إلى 26 أبريل 1960، كانت موجهة بشكل مباشر ضد الرئيس سينغمان ري ونظامه في الجمهورية الأولى، وقد أفضت في نهاية المطاف إلى استقالته، لتجسد بذلك إرادة شعبية عارمة نحو الديمقراطية ورفض الاستبداد.
جذور السخط الشعبي
لم يكن السخط الشعبي الذي أشعل فتيل ثورة أبريل وليد اللحظة، بل تراكم عبر سنوات من حكم الرئيس سينغمان ري، الذي كان في السلطة منذ تأسيس جمهورية كوريا عام 1948. اتسم حكم ري بالاستبداد المتزايد، حيث عانت إدارته من فساد مستشرٍ، وقمع وحشي للمعارضة السياسية عبر الترهيب والعنف، فضلاً عن سياسات التنمية الاقتصادية غير المتكافئة التي أدت إلى تفاوتات اجتماعية واقتصادية عميقة. هذا الخنق للحريات الديمقراطية وتركيز السلطة في يد واحدة غذّى شعوراً متنامياً بالإحباط والظلم بين صفوف الشعب الكوري الجنوبي.
الشرارة في ماسان: نقطة التحول
كانت الشرارة الأولى التي أدت إلى اندلاع الثورة على نطاق واسع قد انطلقت في الحادي عشر من أبريل عام 1960، على يد الطلاب والمجموعات العمالية في مدينة ماسان الساحلية بجنوب شرق البلاد. كانوا يحتجون على ما اعتبروه تزويرًا فاضحًا للانتخابات الرئاسية التي جرت في مارس من العام نفسه. تصاعدت حدة الاحتجاجات بشكل دراماتيكي ومأساوي بعد اكتشاف جثة الطالب كيم جو-يول، وهو طالب في المرحلة الثانوية، والذي اختفى خلال المظاهرات السابقة في ماسان. وقد وُجدت جثته طافية في الميناء وعلى عينه قنبلة غاز مسيل للدموع، ما كشف بوضوح عن وحشية قمع الشرطة وأشعل غضباً شعبياً عارماً اجتاح الأمة، محولاً حالة الاستياء الكامنة إلى ثورة علنية.
التصعيد إلى سيول والقمع العنيف
أدى هذا الاكتشاف المروع في ماسان إلى تأجيج موجة غضب عارمة امتدت بسرعة إلى العاصمة سيول، حيث خرجت مظاهرات طلابية حاشدة ضمت عشرات الآلاف. كان الطلاب، مدفوعين برغبتهم في العدالة والإصلاح الديمقراطي، هم القوة الدافعة لهذه التحركات. واجهت الحكومة هذه الاحتجاجات بقمع عنيف للغاية، حيث نشرت قوات الشرطة والجيش لتفريق المتظاهرين بالقوة. أسفر هذا القمع الوحشي عن سقوط ضحايا، حيث قُتل ما مجموعه 186 شخصاً وجرح المئات خلال أسبوعين فقط من المواجهات الدامية. ورغم هذه الوحشية، لم تتراجع عزيمة المتظاهرين، بل زادت قوة، واستقطبت شرائح أوسع من المجتمع.
استقالة ري وبداية الجمهورية الثانية
في السادس والعشرين من أبريل، وتحت وطأة الضغط الشعبي الهائل، والتنديد الدولي الواسع، والعزيمة التي لا تلين للمتظاهرين، أعلن الرئيس سينغمان ري استقالته. بعد ذلك بوقت قصير، غادر البلاد إلى المنفى في الولايات المتحدة الأمريكية، منهياً بذلك اثني عشر عامًا من حكمه. وقد مهدت استقالته الطريق لمرحلة سياسية جديدة، حيث خلفه يون بوسون، إيذاناً ببدء الانتقال إلى جمهورية كوريا الجنوبية الثانية. مثلت هذه الفترة محاولة حاسمة، وإن كانت قصيرة الأجل، لإرساء نظام أكثر ديمقراطية بعد سنوات من الاستبداد، وأعادت تشكيل المشهد السياسي للأمة بشكل جذري.
أسئلة متكررة (FAQs)
- ما هي ثورة أبريل؟
- ثورة أبريل، والمعروفة أيضاً بثورة 4.19 أو حركة 19 أبريل، كانت سلسلة من الاحتجاجات الجماهيرية التي قادها الطلاب والعامة في كوريا الجنوبية خلال أبريل 1960. تحدّت هذه الثورة الحكم الاستبدادي للرئيس سينغمان ري وحكومة الجمهورية الأولى.
- متى وقعت ثورة أبريل؟
- بدأت الاحتجاجات في 11 أبريل 1960، بشكل أساسي في ماسان، وتصاعدت بشكل كبير في سيول حوالي 19 أبريل، ما أدى إلى استقالة الرئيس سينغمان ري في 26 أبريل 1960.
- من هو سينغمان ري؟
- كان سينغمان ري أول رئيس لكوريا الجنوبية، وخدم من عام 1948 حتى استقالته في أبريل 1960. أصبح حكمه استبدادياً بشكل متزايد، وتميز بالفساد وقمع المعارضة السياسية والتفاوتات الاقتصادية، ما أدى في النهاية إلى ثورة أبريل.
- ما هي الأسباب الرئيسية لثورة أبريل؟
- نجمت الثورة بشكل أساسي عن السخط الشعبي الواسع النطاق بسبب حكم الرئيس سينغمان ري الاستبدادي، والفساد الحكومي المستشري، والقمع العنيف للمعارضة السياسية، والتنمية الاقتصادية غير المتكافئة، وتحديداً الانتخابات الرئاسية المزورة في مارس 1960.
- ما هو الدور الذي لعبه الطلاب في الثورة؟
- لعب الطلاب دوراً محورياً ورائداً في ثورة أبريل، حيث بادروا بالعديد من الاحتجاجات، خاصة في ماسان وسيول. كانت شجاعتهم وتصميمهم في مواجهة القمع الحكومي العنيف أمراً أساسياً في حشد الدعم الشعبي وإجبار ري في النهاية على الاستقالة.
- ما هي الشرارة المباشرة التي كثفت الاحتجاجات؟
- كان اكتشاف جثة طالب الثانوية كيم جو-يول في ميناء ماسان في 11 أبريل 1960، وعلى عينه قنبلة غاز مسيل للدموع، بمثابة حافز قوي. أكد هذا الاكتشاف وحشية تصرفات الشرطة خلال احتجاجات الانتخابات السابقة وأشعل غضباً شعبياً واسع النطاق، ما أدى إلى تصاعد المظاهرات.
- ما هي نتيجة ثورة أبريل؟
- نجحت ثورة أبريل في إجبار الرئيس سينغمان ري على الاستقالة والذهاب إلى المنفى. وأدت إلى تأسيس الجمهورية الكورية الجنوبية الثانية تحت قيادة يون بوسون، مما يمثل انتقالاً مهماً، وإن كان قصيراً، نحو نظام سياسي أكثر ديمقراطية.