نيد جارفر ، لاعب بيسبول أمريكي (ت 2017)

كان نيد فرانكلين جارفر (25 ديسمبر 1925 - 26 فبراير 2017) لاعب بيسبول أمريكيًا محترفًا لمع نجمه في دوري البيسبول الرئيسي (MLB) على مدار مسيرة مهنية امتدت لسنوات عديدة. يُعرف جارفر بشكل خاص بإنجاز فريد من نوعه يضعه في سجلات التاريخ، حيث كان واحدًا من راميين اثنين فقط في القرن العشرين تمكنا من تحقيق 20 فوزًا أو أكثر لفريق خسر 100 مباراة أو أكثر في الموسم نفسه، وهو ما يُعد شهادة على موهبته الفذة وصموده في وجه التحديات. لعب هذا الرامي الأيسر لعدة فرق مرموقة، منها سانت لويس براونز، ديترويت تايجرز، كانساس سيتي أثليتيكس، ولوس أنجلوس آنجلز.

مسيرته المبكرة والانضمام إلى الكبار

وُلد نيد جارفر في بلدة ناي الصغيرة بولاية أوهايو، ونشأ وهو يشجع فريق ديترويت تايجرز بحماس، ربما لم يكن يعلم حينها أن مساره الاحترافي سيقوده للعب معهم لاحقًا. بدأت رحلته الاحترافية في عالم البيسبول عندما وقع عقدًا مع فريق سانت لويس براونز عام 1944. بعد سنوات من صقل مهاراته في الدوريات الصغرى، وصل جارفر أخيرًا إلى دوري البيسبول الرئيسي مع البراونز في عام 1948. خلال مواسمه الأولى، واجه جارفر تحديًا كبيرًا تمثل في ضعف الأداء العام لفريقه، حيث كان الدعم الهجومي المحدود يُترجم غالبًا إلى خسائر تُسجل في رصيده كرامٍ. ففي عام 1949 على سبيل المثال، تصدر الدوري الأمريكي في عدد الخسائر، مسجلًا 17 خسارة، وهو رقم يعكس بشكل أكبر ضعف أداء الفريق ككل وليس قصورًا في أدائه الفردي، مما يسلط الضوء على الظروف الصعبة التي كان يلعب فيها.

الموسم الاستثنائي عام 1951

بلغت مسيرة نيد جارفر الاحترافية ذروتها في عام 1951، عندما قدم أداءً أسطوريًا لا يزال يُذكر حتى اليوم كرمز للمثابرة والتفوق الفردي. ففي ذلك الموسم، سجل جارفر 20 فوزًا مقابل 12 خسارة فقط لفريق سانت لويس براونز. المذهل في الأمر أن فريق البراونز نفسه لم يحقق سوى 52 فوزًا في ذلك الموسم بأكمله، بينما تلقى 102 خسارة، مما يعني أن جارفر كان مسؤولًا عن ما يقارب 38% من انتصارات فريقه. هذا التناقض الصارخ بين أداء جارفر الفردي والنتائج الإجمالية للفريق يسلط الضوء على مدى براعته وقدرته على التفوق حتى في أصعب الظروف. لم يمر هذا الإنجاز دون تقدير، فقد اختاره الأسطوري كيسي ستينغل، مدرب فريق نيويورك يانكيز آنذاك وأحد أبرز الشخصيات في تاريخ البيسبول، ليكون الرامي الأساسي لفريق النجوم (All-Star) في تلك السنة، مما أكد مكانته كنجم حقيقي في الدوري الأمريكي.

التكيف بعد الإصابة واستمرارية المسيرة

شهد عام 1952 نقطة تحول حاسمة في مسيرة جارفر عندما تعرض لإصابة في فقرة مقروصة في ظهره. كانت هذه الإصابة خطيرة بما يكفي لتغير طريقة رميه للكرة إلى الأبد، حيث لم يعد بإمكانه الاعتماد على القوة الخام التي كان يمتلكها في السابق. ومع ذلك، وبدلًا من الاستسلام، أظهر جارفر مرونة استثنائية وقدرة على التكيف. فقد ظل في دوري البيسبول الرئيسي حتى موسم 1961، ولكنه فعل ذلك من خلال إعادة اختراع نفسه كرامٍ. أصبح يعتمد بشكل أكبر على التلاعب بسرعة الكرة وتغيير الزاوية التي يلقي بها لإرباك الضاربين، مستخدمًا ذكاءه وخبرته الواسعة لتعويض ما فقده من قوة. في عام 1952، انتقل جارفر إلى فريق ديترويت تايجرز، الفريق الذي طالما شجعه في صغره، وبقي معهم حتى نهاية موسم 1956. بعد ذلك، أمضى أربعة مواسم مع فريق كانساس سيتي أثليتيكس قبل أن يختتم مسيرته المهنية الحافلة مع لوس أنجلوس آنجلز في عام 1961، لينهي بذلك فصلًا لامعًا في تاريخ البيسبول.

الحياة بعد البيسبول

بعد اعتزاله اللعب الاحترافي، عاد نيد جارفر إلى مسقط رأسه في ناي، أوهايو، حيث اختار حياة أكثر هدوءًا بعيدًا عن أضواء الملاعب. كرس وقته للزراعة، وهي مهنة تتطلب الصبر والمثابرة تمامًا كمهنة الرامي، وعمل في مزرعته الخاصة. بالإضافة إلى اهتمامه بالأرض، شارك جارفر بنشاط في خدمة مجتمعه، حيث عمل كرئيس لبلدة ناي، مظهرًا التزامه المدني وحبه لمسقط رأسه الذي لم ينسه أبدًا، ومقدمًا مثالًا يحتذى به في العطاء بعد النجاح الرياضي.

إنجاز تاريخي: 20 فوزًا مع فريق خاسر

يبقى الإنجاز الذي حققه نيد جارفر في عام 1951 أحد أبرز النقاط في مسيرته، وشهادة خالدة على عبقريته كرامٍ. فكما ذكرنا سابقًا، كان جارفر وإيرف يونغ هما الراميان الوحيدان في القرن العشرين اللذين تمكنا من الفوز بـ 20 مباراة أو أكثر لفريق خسر 100 مباراة أو أكثر في نفس الموسم. يعتبر هذا الإنجاز نادرًا للغاية لأنه يتطلب من الرامي أن يقدم أداءً استثنائيًا ومذهلاً بشكل مستمر، متجاوزًا بذلك ضعف الأداء الجماعي للفريق الذي يلعب لصالحه ويُعاني من سلسلة طويلة من الهزائم. إنها بصمة لا تُمحى في سجلات البيسبول، وتؤكد مكانة جارفر كواحد من أكثر الرماة قدرة على التكيف والصمود في تاريخ اللعبة، وقدرته على إحداث الفارق حتى في أصعب الظروف الرياضية.

الأسئلة الشائعة حول نيد جارفر

بماذا اشتهر نيد جارفر بشكل خاص؟
اشتهر نيد جارفر بشكل خاص لكونه أحد الراميين الوحيدين في القرن العشرين اللذين فازا بـ 20 مباراة أو أكثر لفريق خسر 100 مباراة أو أكثر في نفس الموسم، وهو إنجاز نادر للغاية يُبرز قدرته الفردية الاستثنائية.
ما هي الفرق التي لعب لها نيد جارفر في دوري البيسبول الرئيسي؟
لعب نيد جارفر لفرق سانت لويس براونز (1948-1952)، وديترويت تايجرز (1952-1956)، وكانساس سيتي أثليتيكس (1957-1960)، ولوس أنجلوس آنجلز (1961) خلال مسيرته الاحترافية في دوري البيسبول الرئيسي.
كيف أثرت الإصابة على مسيرته المهنية؟
في عام 1952، عانى جارفر من فقرة مقروصة غيّرت طريقة رميه للكرة إلى الأبد. دفعه ذلك إلى التكيف والاعتماد بشكل أكبر على تعديل سرعة الملعب وزواياه المختلفة لخداع الضاربين، مما سمح له بمواصلة اللعب في الدوريات الكبرى لسنوات أخرى بفعالية.
ماذا فعل نيد جارفر بعد اعتزاله البيسبول؟
بعد اعتزاله اللعب الاحترافي، عاد نيد جارفر إلى مسقط رأسه في ناي، أوهايو، حيث ركز على الزراعة وعمل في مزرعته، كما شغل منصب رئيس بلدة المدينة، مظهرًا التزامه بخدمة مجتمعه المحلي.
من هو إيرف يونغ، وما علاقته بنيد جارفر؟
إيرف يونغ هو رامي بيسبول آخر يشاركه نيد جارفر إنجازه الفريد. كلاهما هما الراميان الوحيدان في القرن العشرين اللذان فازا بـ 20 مباراة أو أكثر لفريق خسر 100 مباراة أو أكثر في نفس الموسم، مما يضع اسميهما جنبًا إلى جنب في كتب تاريخ البيسبول كرمز للمثابرة الفردية.