لو كوستيلو ، ممثل وكوميدي أمريكي (ت. 1959)

كان لويس فرانسيس كريستيلو (6 مارس 1906 - 3 مارس 1959)، المعروف على نطاق واسع باسم لو كوستيلو، فنانًا كوميديًا وممثلًا أمريكيًا لامعًا ترك بصمة لا تُمحى في عالم الترفيه. اشتهر كوستيلو، الذي تميز بشخصيته المرحة والطفولية وسرعة بديهته، بكونه النصف الكوميدي في الثنائي الشهير أبوت وكوستيلو. شراكته الأسطورية مع الرجل المستقيم بود أبوت لم تكن مجرد تعاون فني، بل كانت ظاهرة ثقافية أسرت الملايين حول العالم، مقدمةً نوعًا فريدًا من الكوميديا يعتمد على سوء الفهم اللفظي والتناقضات الشخصية بين الشريكين.

صعود نجم الثنائي وأيقونة "من هو أولاً؟"

بدأت رحلة أبوت وكوستيلو الفنية في عروض الفودفيل والمسارح الهزلية (البيرليسك) في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث صقلا مهاراتهما الكوميدية وطورا روتينهما المميز. بحلول عام 1936، كان الثنائي قد انضم إلى فرقة هزلية، ومن هناك انطلقا نحو الشهرة. لم يقتصر تأثيرهما على خشبة المسرح؛ سرعان ما انتقلا إلى الإذاعة، حيث وصل صوتهما إلى ملايين المستمعين، ثم إلى عالم السينما والتلفزيون، ليصبحا من بين أكثر الفنانين شهرة وأعلى أجراً في العالم خلال فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها.

كانت إحدى أبرز سمات مسيرتهما وأكثرها رسوخًا هي المسرحية الهزلية اللفظية "من هو أولاً؟" (Who's on First?). هذا الروتين الكوميدي الفريد، الذي يُعد تحفة في فن الكوميديا اللفظية، يدور حول محادثة مضحكة بين أبوت وكوستيلو حيث يحاول أبوت شرح أسماء لاعبي البيسبول لكوستيلو، لكن الأسماء نفسها (مثل "من" للاعب القاعدة الأول، و"ماذا" للاعب القاعدة الثاني، و"لا أعرف" للاعب القاعدة الثالث) تؤدي إلى سلسلة لا نهاية لها من سوء الفهم والمواقف الكوميدية. لقد تجاوزت هذه المسرحية الكلاسيكية حدود الترفيه لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الأمريكية، وحُفظت كقطعة أثرية تاريخية في قاعة مشاهير البيسبول الوطنية، مما يؤكد براعتها وقدرتها على البقاء خالدةً عبر الأجيال.

ذروة الشهرة والمساهمات البطولية في زمن الحرب

خلال ذروة شعبيتهما في الأربعينيات، لم يقتصر دور أبوت وكوستيلو على إسعاد الجماهير فحسب، بل قدما مساهمات وطنية جليلة خلال الحرب العالمية الثانية. تجلى هذا الدور بوضوح في جولتهما الوطنية عام 1942، حيث قاما ببيع سندات حرب بقيمة 85 مليون دولار أمريكي في 35 يومًا فقط، وهو رقم مذهل يعكس مدى تأثيرهما وشعبيتهما الطاغية. كانت هذه السندات ضرورية لتمويل المجهود الحربي، ولقد حشد الثنائي الدعم الجماهيري بطريقتهما الفريدة، محوّلين التزامهم الوطني إلى تجربة ترفيهية تفاعلية. بفضل حس الفكاهة الذي لا يُضاهى وقدرتهما على رفع الروح المعنوية، أصبحا رمزين للأمل والوحدة في زمن كانت الأمة بأمس الحاجة إليهما.

أفول نجم الشهرة ونهاية الشراكة

على الرغم من النجاح الهائل الذي حققاه، بدأت شعبية أبوت وكوستيلو في التضاؤل تدريجيًا بحلول منتصف الخمسينيات. كان السبب الرئيسي وراء هذا الانحدار هو التعرض المفرط (overexposure)؛ فبعد سنوات من الظهور المتواصل في الأفلام والإذاعة والتلفزيون، بدأت الجماهير تشعر بالملل من تكرار الروتين الكوميدي، وتغيرت أذواق الجمهور نحو أشكال جديدة من الكوميديا. ومع تراجع الاهتمام، انقضت عقود الأفلام والتلفزيون التي كانت تدر عليهما أرباحًا طائلة، وتناقصت فرص ظهورهما بشكل ملحوظ. شهد عام 1957 نهاية شراكة الثنائي رسميًا، بعد سنوات من التوتر والخلافات الشخصية والتحديات المهنية. حاول لو كوستيلو بعدها مسيرة فردية لكنه لم يحقق النجاح الذي كان يتمتع به مع أبوت. توفي كوستيلو في عام 1959 عن عمر يناهز 52 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا كوميديًا لا يزال يُحتفى به حتى اليوم.

الأسئلة المتكررة (FAQs)

بماذا اشتهر لو كوستيلو؟
اشتهر لو كوستيلو بكونه النصف الكوميدي المرح في ثنائي أبوت وكوستيلو الأسطوري، وبعروضهما الكوميدية الفريدة، وأشهرها "من هو أولاً؟".
ما هي مسرحية "من هو أولاً؟" الكوميدية؟
إنها مسرحية هزلية لفظية شهيرة لأبوت وكوستيلو، حيث يحاول بود أبوت شرح أسماء لاعبي البيسبول الغريبة التي تؤدي إلى سوء فهم كوميدي لا نهاية له مع لو كوستيلو.
كيف ساهم أبوت وكوستيلو في الحرب العالمية الثانية؟
خلال جولة وطنية في عام 1942، قاما ببيع سندات حرب بقيمة 85 مليون دولار أمريكي في 35 يومًا فقط، مما ساهم بشكل كبير في تمويل المجهود الحربي ورفع الروح المعنوية.
لماذا تراجعت شعبية أبوت وكوستيلو؟
تراجعت شعبيتهما بسبب التعرض المفرط في الأفلام والإذاعة والتلفزيون، مما أدى إلى ملل الجمهور وتغير أذواقهم، بالإضافة إلى انتهاء عقودهم السينمائية والتلفزيونية.
متى انتهت شراكة أبوت وكوستيلو؟
انتهت شراكة أبوت وكوستيلو رسميًا في عام 1957، بعد فترة طويلة من النجاح والتحديات.