2610

عطلات البورصات العالمية: لماذا لا تتوافق الإغلاقات مع العطلات الرسمية؟

ملخص سريع: عطلات البورصات العالمية لا تتطابق دائماً مع العطلات العامة في كل بلد، لأن لكل بورصة تقويم تشغيل خاص يراعي السيولة، والمقاصة، والمناطق الزمنية، والبنية التحتية للتسوية. فهم هذه الاختلافات يساعد المستثمرين والشركات على تجنب المفاجآت في تواريخ التسوية، وجدولة المدفوعات والرواتب، وتنسيق العمليات عبر المراكز الزمنية.

هذا الدليل يشرح لماذا تحدد البورصات إغلاقاتها بشكل مستقل، وما معنى “نصف يوم” التداول، وكيف تؤثر العطلات على T+1 وT+2، مع أمثلة من نيويورك ولندن وطوكيو وهونغ كونغ والخليج. كما يقدم خطوات عملية لقراءة تقاويم البورصات مع المناسبات الوطنية وفعاليات "حدث في مثل هذا اليوم".

ما المقصود بعطلات البورصات؟

عطلات البورصات هي أيام لا تُجرى فيها جلسات التداول الرسمية في سوق مالية معينة (الأسهم، السندات، المشتقات أو منتجات محددة). تُحدد هذه الأيام من قبل إدارة البورصة أو الجهة المشغلة لها بالتنسيق مع غرف المقاصة، والبنوك الحافظة، والجهات التنظيمية.

على عكس العطلات الرسمية (الوطنية أو الدينية التي تعلنها الحكومات)، قد تختار بورصة ما الإغلاق أو التشغيل الجزئي لأسباب تشغيلية محضة حتى لو لم تكن هناك عطلة حكومية، والعكس صحيح. لذلك، عبارة “عطلات سوق الأسهم العالمية” تشمل في الواقع تقاويم متعددة، قد لا تتزامن.

لماذا لا تتطابق إغلاقات البورصات مع العطلات الرسمية؟

1) الاستقلال التشغيلي والحوكمة

البورصات مؤسسات لها تقاويم عمل خاصة تُصمم لحماية جودة السوق. قد تغلق في أيام تتوقع فيها سيولة ضعيفة أو مخاطر تشغيلية مرتفعة. مثال بارز: الجمعة العظيمة ليست عطلة فيدرالية في الولايات المتحدة، لكن بورصتي NYSE وNASDAQ تغلقان في هذا اليوم تاريخياً لدوافع تتعلق بالسيولة والمواءمة الدولية.

2) البنية التحتية للتسوية والمقاصة

حتى لو كان التداول ممكناً، فقد لا تعمل أنظمة الدفع والتسوية (مثل شبكات المقاصة أو أنظمة التحويلات البنكية) بصورة كاملة. اختلال توفر هذه الأنظمة يخلق مخاطر فنية وائتمانية، ما يدفع البورصات لاعتماد إغلاقات أو تقصير الجلسات.

3) المواءمة العالمية مقابل الخصوصية المحلية

الأسواق تحاول المواءمة مع مراكز رئيسية من دون خسارة خصوصيتها. أوروبا تُغلق عادةً في الجمعة العظيمة وإثنين الفصح، بينما الولايات المتحدة تُغلق الجمعة وتفتح الإثنين. المملكة المتحدة لديها عطلة Boxing Day ليست موجودة في الولايات المتحدة. في آسيا، رأس السنة القمرية يؤدي إلى إغلاقات متعددة الأيام في هونغ كونغ والصين وسنغافورة، بينما أسواق أخرى تبقى مفتوحة.

4) عطلات نهاية الأسبوع والأنظمة الزمنية

تعمل بعض أسواق الخليج من الأحد إلى الخميس (مثل السعودية)، بينما انتقلت أسواق الإمارات إلى الإثنين–الجمعة لمواءمة العالمية. اختلاف أيام العطلة الأسبوعية يخلق فواصل زمنية في السيولة ويزيد عدم التزامن.

ما هو الإغلاق المبكر أو “نصف يوم” التداول؟

نصف اليوم يعني تقصير جلسة التداول الرسمية دون إيقاف السوق كلياً. الهدف إدارة السيولة ومخاطر ما قبل/بعد العطلة.

  • الولايات المتحدة: إغلاق مبكر عادةً في اليوم التالي لعيد الشكر (Black Friday) وفي بعض سنوات عشية عيد الميلاد، مع توقف جلسات ما بعد الإغلاق غالباً.
  • المملكة المتحدة/يورونكست: إغلاقات مبكرة في عشية عيد الميلاد ورأس السنة.
  • هونغ كونغ وسنغافورة: نصف يوم قبل رأس السنة القمرية وفي عشية عيد الميلاد/رأس السنة.

خلال أنصاف الأيام تتسع الفروقات السعرية عادةً وتنخفض السيولة، ما يستدعي الحذر عند وضع أوامر كبيرة.

تأثير المناطق الزمنية والتوقيت الصيفي

المناطق الزمنية تجعل التواريخ تتغير عبر العالم. حدث في نيويورك ظهيرة الجمعة قد يكون مساءً في لندن وصباح السبت في طوكيو. هذا يهم عند قراءة تقاويم البورصات: دوماً اعتمد التوقيت المحلي للبورصة ثم حوّله إلى منطقتك الزمنية.

  • الانزياح الموسمي: التوقيت الصيفي لا يبدأ وينتهي في نفس اليوم عالمياً. لفترة أسبوعين تقريباً ربيعاً وخريفاً، تتبدل ساعات تداخل الجلسات بين أمريكا وأوروبا.
  • العبور منتصف الليل: الجلسات الآسيوية قد تبدأ في يوم وتُغلق في يوم تالي حسب منطقتك، ما قد يربك خطط التسوية.

كيف تؤثر عطلات البورصات على التسوية (T+1 وT+2)؟

تحدد معظم الأسواق تداولات الأسهم بالتسوية بعد عدد أيام عمل من يوم التداول (T). التغيرات الأخيرة مهمة:

  • الولايات المتحدة: تسوية الأسهم T+1 اعتباراً من مايو 2024.
  • المملكة المتحدة وسويسرا: تسوية T+1 بدءاً من أكتوبر 2024.
  • الاتحاد الأوروبي: لا يزال في الغالب على T+2 حتى الآن، مع مناقشات للانتقال مستقبلاً.
  • الهند: انتقلت إلى T+1 على نطاق واسع، مع تجارب لمنتجات أسرع على نطاق محدود.

لاحظ أن “أيام العمل” تُحسب بحسب التقويمات ذات الصلة: تقويم البورصة، وغرفة المقاصة، وأحياناً تقويم نظام الدفع لعملة التسوية. إذا أُغلقت البورصة في T+1 بسبب عطلة، تؤجَّل التسوية تلقائياً إلى أقرب يوم عمل تالٍ.

أمثلة عملية

  • شراء سهم أمريكي يوم الأربعاء قبل عيد الشكر: مع T+1، التسوية تكون الجمعة (حتى لو الجلسة قصيرة). إذا كان الخميس عطلة والجمعة نصف يوم، فالتسوية لا تزال الجمعة لأنها يوم عمل.
  • شراء سهم في لندن قبل عيد الفصح: إذا كان T يوم خميس الجمعة العظيمة وإثنين الفصح عطلتان، ومع نظام T+1 في المملكة المتحدة، قد تتم التسوية يوم الثلاثاء التالي.
  • صفقة عبر عملات: شراء سهم أوروبي باليورو لكن تمويله بالدولار قد يتأثر بعطلة أنظمة دفع اليورو (مثل TARGET) أو الدولار (مثل Fedwire/CLS). يجب أن تتوافق أيام العمل لكلا العملتين.

تتأثر أيضاً تواريخ توزيع الأرباح والحقوق واستحقاقات القسائم بعطلات البورصات. غالباً تُطبَّق قواعد مثل “اليوم التالي العامل” أو “اليوم العامل المعدَّل” لتجنب الاستحقاق في يوم عطلة.

الرواتب، المدفوعات، وصناديق الاستثمار

قد تؤثر عطلات البورصات على دورات الرواتب والاشتراكات في الصناديق إذا تزامنت مع عطلات البنوك. حتى لو كان السوق مفتوحاً، قد تتأخر التحويلات البنكية بسبب إغلاق الأنظمة. أمثلة:

  • صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs): قيم صافي الأصول اليومية قد تتأثر بإغلاق البورصة المرجعية أو توقف التسعير في الأسواق الأساسية.
  • الرواتب: إذا وافق يوم الدفع عطلة مصرفية في عملة الرواتب، غالباً يُرحَّل الدفع إلى اليوم العامل التالي حسب سياسة صاحب العمل والمصرف.
  • مدفوعات الكوبونات والسندات: تُستخدم أعراف “Following/Modified Following/Preceding” لتحريك تاريخ السداد بعيداً عن العطلات.

أمثلة مقارنة من تقاويم رئيسية

الولايات المتحدة (NYSE/NASDAQ)

  • إغلاقات كاملة: رأس السنة، مارتن لوثر كينغ، يوم الرؤساء، الجمعة العظيمة، يوم الذكرى، جونتينث، الاستقلال، عيد العمال، عيد الشكر، عيد الميلاد.
  • إغلاقات مبكرة متكررة: اليوم التالي لعيد الشكر، وفي بعض السنوات عشية عيد الميلاد/رأس السنة.
  • جلسات ما قبل/بعد السوق قد تُلغى في الإغلاقات المبكرة.

المملكة المتحدة وأوروبا (LSE/Euronext وغيرها)

  • إغلاقات: الجمعة العظيمة، إثنين الفصح، عيد الميلاد، Boxing Day (المملكة المتحدة)، إضافة إلى عطلات وطنية حسب الدولة.
  • أنصاف أيام: عشية عيد الميلاد ورأس السنة.
  • عدم تزامن داخل أوروبا: ليست كل الدول تتشارك نفس العطلات أو نفس مدة الإغلاق.

آسيا

  • اليابان (TSE): مجموعة إغلاقات كبيرة خلال Golden Week (أواخر أبريل/أوائل مايو) إضافة إلى عطلة رأس السنة.
  • الصين وهونغ كونغ: رأس السنة القمرية عدة أيام، أسبوع العيد الوطني في أكتوبر، وعطلات مهرجان منتصف الخريف؛ هونغ كونغ تضيف أنصاف أيام في عشية بعض الأعياد.
  • الهند (NSE/BSE): تقويم واسع للعطلات، مع جلسة Muhurat Trading الاحتفالية في ديوالي مساءً بينما الإغلاق ساري خلال اليوم.

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

  • السعودية (تداول): من الأحد إلى الخميس، إغلاقات في عيدي الفطر والأضحى والمناسبات الوطنية.
  • الإمارات (DFM/ADX): من الإثنين إلى الجمعة، إغلاقات في الأعياد الرسمية وتعديلات ساعات في رمضان.
  • الأسواق قد تقلّص الساعات خلال رمضان، ما يؤثر على السيولة وتوقيت التسويات.

تأثير الإغلاقات غير المتزامنة على الأسعار والسيولة

عندما تُغلق بورصة وتبقى أخرى مفتوحة، قد تتراكم الأخبار وتتحرك الأسعار في الأسواق المفتوحة، ثم تظهر فجوات سعرية عند إعادة الفتح. كما تتسع فروقات الأسعار وتقل أحجام التداول في الأنصاف أيام وحول العطلات، ما يستلزم:

  • تجنب أوامر السوق الكبيرة قرب إغلاق ما قبل عطلة.
  • استخدام أوامر محددة السعر وإطالة صلاحية الأوامر بعناية.
  • مراقبة تأثير صنّاع السوق وتقليل التعرّض للمخاطر الليلية عبر التحوط.

كيفية قراءة تقاويم البورصات مع المناسبات الوطنية و"حدث في مثل هذا اليوم"

  • افحص الأسطورة/الرموز: ميّز بين “عطلة كاملة”، “إغلاق مبكر”، “لا مقاصة/لا تسوية”، و“تعطّل جلسات ما بعد الإغلاق”.
  • حدّد نطاق المنتج: قد تُغلق الأسهم بينما تبقى المشتقات أو أسواق السندات على جدول مختلف، أو العكس.
  • راجع عطلات البنوك لعملة التسوية: اليورو (أنظمة TARGET)، الدولار (أنظمة الدفع الأمريكية، CLS)، الين (BOJ-NET) … إلخ.
  • حوّل التوقيت بدقة: اعتمد التوقيت المحلي للبورصة ثم حوّله؛ انتبه لفترات تغيّر التوقيت الصيفي.
  • تابع الإعلانات الطارئة: أحداث وطنية استثنائية (حداد رسمي، أحوال جوية قاهرة) قد تضيف عطلات غير متوقعة؛ تحقق من إشعارات البورصة الرسمية.
  • اربط مع “حدث في مثل هذا اليوم”: مفيد لتوقّع تقلبات موسمية أو أخبار تاريخية متكررة، لكن القرار النهائي هو تقويم البورصة لا التقويم الوطني.

أفضل ممارسات للتخطيط والجدولة العالمية

  • حافظ على تقويم موحّد: اجمع تقاويم البورصات ذات الصلة وفّرّق بين أيام التداول وأيام التسوية.
  • خطّط للسيولة: عدّل حدود المخاطر حول العطلات، ونسّق مع الوسطاء بشأن الأرصدة والهوامش.
  • اختبر سيناريوهات التسوية: خاصة لصفقات عبر عملات/أسواق متعددة، وحاكي أثر عطلات غير متزامنة على T+1/T+2.
  • اضبط مواعيد الرواتب والمدفوعات: اعمل بقاعدة “اليوم العامل التالي” واختبر جداول التحويل البنكي مسبقاً.
  • استخدم تنبيهات مسبقة: فعّل تذكيرات قبل أسبوع ويوم من كل عطلة وإغلاق مبكر لتفادي الأخطاء التشغيلية.

خلاصة

عطلات البورصات العالمية ليست مجرد نسخ من العطلات الرسمية. إنها أدوات إدارة للسوق تُصمم لضمان السيولة والانضباط التشغيلي عبر مناطق زمنية وأنظمة تسوية معقدة. القراءة الذكية للتقويم—مع فهم T+1/T+2 والإغلاقات المبكرة وعطلات البنوك—تقلّل المفاجآت في التسويات والرواتب، وتحسّن التنسيق العالمي لمحافظك وعملياتك.

أسئلة شائعة

هل تُغلق البورصات تلقائياً في كل عطلة رسمية؟

لا. تحدد كل بورصة تقويمها الخاص. قد تبقى مفتوحة في عطلة رسمية محلية إذا كانت البنية التحتية والطلب يسمحان، وقد تغلق في أيام ليست عطلة حكومية.

ما الفرق بين عطلة البورصة وعطلة البنوك؟

عطلة البورصة تتعلق بالتداول، بينما عطلة البنوك تخص نظم الدفع والتسوية. قد تكون البورصة مفتوحة لكن تحويل الأموال أو التسوية مؤجلة بسبب إغلاق البنوك.

كيف تؤثر العطلات على تسويات T+1 وT+2؟

تُحسب الأيام كأيام عمل وفق تقويمات السوق والأنظمة المعنية. إذا وقع T+1 في عطلة، تُرحَّل التسوية إلى اليوم العامل التالي. في الصفقات عبر عملات/أسواق، تؤخذ عطلات كل الأطراف بالحسبان.

ماذا يعني الإغلاق المبكر أو نصف يوم؟

جلسة أقصر من المعتاد لإدارة السيولة والمخاطر حول الأعياد. غالباً تُلغى جلسات ما بعد الإغلاق وتتسع الفروقات السعرية.

لماذا تختلف العطلات بين بورصات في نفس الدولة أحياناً؟

قد تختلف جداول أسواق الأسهم والسندات والمشتقات بسبب أنظمة مقاصة مختلفة أو احتياجات سيولة خصوصية لكل منتج.

كيف أتعامل مع تغيّر التوقيت الصيفي عبر المناطق؟

اعتمد دائماً التوقيت المحلي للبورصة، ثم حوّله. راقب أسابيع التحول الموسمي حيث تتبدل ساعات التداخل بين أمريكا وأوروبا.

ماذا لو وقع تاريخ قسيمة سند أو توزيع أرباح في يوم عطلة؟

تُطبَّق أعراف مثل “Following” أو “Modified Following” لتحريك الدفع إلى أقرب يوم عمل، حسب نشرة الإصدار أو شروط الورقة المالية.