ملخص سريع: ما معنى أن تحتوي السنة على 13 شهرًا؟

في التقويمات القمرية الشمسية، تُقاس الأشهر بالقمر، بينما تُضبط السنة على الشمس والفصول. لأن السنة الشمسية أطول من 12 شهرًا قمريًا بحوالي 11 يومًا، تُضاف أحيانًا «شهر كبيس» (شهر إضافي) ليبقى التقويم موافقًا للفصول. هكذا يظهر سؤال: لماذا تضم بعض السنوات 13 شهرًا؟ الجواب: للحفاظ على اتساق المواسم والزراعة والأعياد.

الفكرة الأساسية: السنة الشمسية مقابل الشهر القمري

الفارق بين دوران القمر حول الأرض ودوران الأرض حول الشمس هو أصل كل قصة الشهور الكبيسة. إذا اكتفينا بـ12 شهرًا قمريًا كل سنة، ستنزلق التواريخ الموسمية مبكرًا بنحو 11 يومًا سنويًا، وبعد بضع سنوات سيقع الربيع في «الخريف التقويمي» وهكذا.

• طول الشهر القمري (الاقتراني): نحو 29.53059 يومًا.
• 12 شهرًا قمريًا: قرابة 354.367 يومًا.
• السنة الشمسية المدارية: نحو 365.2422 يومًا.
• الفارق السنوي: قرابة 10.875 يومًا (نحو 11 يومًا).

لردم هذا الفارق، تضيف التقويمات القمرية الشمسية شهرًا زائدًا كلما تراكم العجز. النتيجة العملية: سنوات من 13 شهرًا تظهر على فترات منتظمة تقريبًا.

ما هو «الشهر الكبيس» وكيف تُدار عملية الإدراج؟

الشهر الكبيس هو شهر قمري إضافي يُدرج حسب قواعد محددة لمنع انجراف التقويم عن الفصول. قاعدة رياضية شهيرة تدعم ذلك تُعرف بدورة ميتون: 19 سنة شمسية ≈ 235 شهرًا قمريًا. إذا قسّمت 235 على 12، ستحصل على 12 شهرًا لكل سنة + 7 أشهر إضافية موزعة على 19 سنة. أي أن المتوسط هو 7 شهور كبيسة كل 19 سنة—أو شهر كبيس تقريبًا كل سنتين ونصف.

• بعض التقويمات تعتمد دورة ثابتة (مثل العبري) فتوزّع الشهور الكبيسة على سنوات محددة في كل دورة.
• وبعضها يعتمد على رصد حسابي للشمس (مثل الصيني) أو لحركات الشمس ضمن الأبراج (مثل الهندي)، فتُدرج الشهر عندما تُستوفى شروط فلكية محددة.

كيف تطبّقها التقويمات القمرية الشمسية الكبرى؟

1) التقويم الصيني التقليدي

التقويم الصيني قمري شمسي يعتمد الأشهر القمرية، ويستخدم 24 «مصطلحًا شمسيًا» لضبط الفصول. القاعدة الجوهرية: إذا مرّ شهر قمري لا يحتوي على «مصطلح شمسي رئيسي» (Zhongqi)، يُعلن ذلك الشهر «شهرًا كبيسًا» (run yue). لا يحمل اسمًا جديدًا بل يكرّر اسم الشهر السابق مع علامة «كبيس».

• التواتر: نحو 7 شهور كبيسة في كل 19 سنة، لكنه ليس بنمط ثابت سلفًا، بل يحكمه وجود/غياب المصطلحات الشمسية داخل الأشهر.
• التسمية: «الشهر الرابع الكبيس»، «الشهر السادس الكبيس»… إلخ.
• أمثلة حديثة: شهد التقويم الصيني شهرًا كبيسًا في 2017 (الشهر السادس الكبيس) و2020 (الشهر الرابع الكبيس).

النتيجة العملية أن مواعيد المناسبات الموسمية تبقى قريبة من مواقعها الفعلية في السنة الشمسية. مثلًا، عيد الربيع (رأس السنة القمرية) يقع ما بين 21 يناير و20 فبراير تقريبًا، ومهرجان منتصف الخريف يبقى حول اكتمال القمر في أوائل الخريف.

ماذا يحدث للأعياد والمناسبات؟

إذا وُجد شهر كبيس، قد تُزاح بعض المواعيد شهرًا كاملًا في التقويم القمري، لكنها تبقى في الإطار الموسمي نفسه. على سبيل المثال، قد يحتفل بعض الأشخاص بذكرى ميلادهم القمرية في «الشهر السادس الكبيس» بدل الشهر السادس الاعتيادي في تلك السنة.

2) التقويم العبري (اليهودي)

التقويم العبري يعتمد دورة ثابتة من 19 سنة مع 7 سنوات «محمّلة» بشهر إضافي يُسمى أدار الثاني (أدار بيت). السنوات الكبيسة في الدورة هي: 3، 6، 8، 11، 14، 17، 19. عندها تصبح السنة 13 شهرًا: تشري، حشفان، كسلو، طيفت، شباط، أدار الأول، أدار الثاني، نيسان، … إلخ.

• الغاية: الحفاظ على عيد الفصح (بيساح) في الربيع، كما يفرض النص أن يقع نيسان في فصل الربيع.
• التوزيع: 7 شهور كبيسة كل 19 سنة وفق النمط الثابت أعلاه.
• الأعياد المتأثرة:بوريم (المساخر) يُحتفل به في أدار الثاني في السنوات الكبيسة.

مثال واقعي قريب: السنة العبرية 5784 (تقريبًا 2023–2024) سنة كبيسة، وفيها حدث بوريم في أدار الثاني (مارس 2024). ثمة أحكام عملية أيضًا: من وُلد في أدار في سنة غير كبيسة يبلغ سن التكليف في أدار الثاني من السنة الكبيسة غالبًا، بينما مواليد أدار الأول/الثاني في سنة كبيسة يرتبط احتفالهم في السنوات غير الكبيسة بعُرف ديني ومجتمعي متّبع.

3) التقويمات الهندية القمرية الشمسية

في الهند، توجد عدة مدارس تقويمية (بورنيمانت/أمانتا) لكن المبدأ واحد: الأشهر قمرية، والسنة تُضبط بالشمس. يُدرج شهر إضافي يُسمى أديكا ماسا (Adhika Masa) عندما لا يحدث انتقال شمسي (سانكرانتي) إلى برج جديد خلال شهر قمري كامل. عندها يُعلن الشهر الزائد باسم «أديك» متبوعًا باسم الشهر، مثل «أديك آشفين».

• التواتر: تقريبًا كل 32.5 شهر، ما يعني نحو 7 مرات في 19 سنة إجمالًا.
• التسمية: أديكا ماسا، ويُعرف شعبيًا أيضًا بـ«بورشوتّام ماس» في بعض المناطق.
• القاعدة الثانوية: نادرًا قد يحدث كشايا ماسا (نقصان شهر) إذا وقعت انتقالان شمسيان داخل شهر قمري واحد؛ فتكون هناك معالجات فقهية وتقويمية لضبط التسلسل.

أمثلة حديثة:
• 2020: وقع أديك آشفين تقريبًا من 18 سبتمبر إلى 16 أكتوبر، فأُرجئت بعض المناسبات الموسمية شهرًا، مثل بدء نافراتري الخريفي ليكون في 17 أكتوبر.
• 2023: وقع أديك شرَفَن/ساوَن تقريبًا من 18 يوليو إلى 16 أغسطس في كثير من التقاويم المحلية، وشاعت خلاله ممارسات التعبّد، بينما تُقام الأعياد الكبرى عادة في «الشهر الأصلي» الذي يلي الأديك.

المبدأ الموجّه في الهند أن معظم الأعياد الرئيسية تُشاد في «الشهر الطبيعي» (نيجا ماسا) وليس في «الشهر الأديك»، باستثناء طقوس ونذور خاصة بهذا الشهر.

أمثلة عملية لتغيّر تواريخ المناسبات بسبب الشهر الكبيس

• بوريم (التقويم العبري): في السنوات الكبيسة، يُنقل بوريم من أدار إلى أدار الثاني للمحافظة على ترتيب الأعياد، بينما يبقى بيساح في نيسان الربيعي.
• أعياد صينية: قد يتبدّل ترتيب الأشهر القمرية داخل السنة إذا ظهر «شهر سادس كبيس» مثلًا، فتختلف مواعيد الذكرى القمرية للميلاد أو المناسبات العائلية شهرًا، مع بقاء العيد ضمن موسمه الشمسي.
• المناسبات الهندية: أثناء أديكا ماسا، تُرجأ غالبية الأعياد الكبرى إلى الشهر التالي. مثال 2020: تأجلت نافراتري الخريفية حتى نهاية أديكا ماسا، ثم أُقيمت في أكتوبر.
• نطاق بداية السنة القمرية الصينية: يتأرجح بين 21 يناير و20 فبراير، ويؤثر ذلك في توقيت «عيد الربيع» عالميًا.
• الميلاد العبري: المولود في أدار (سنة غير كبيسة) يحتفل غالبًا في أدار الثاني في السنة الكبيسة على صعيد بعض الشعائر (مثل سنّ التكليف)، بينما تختلف عادات الذكرى السنوية واليرتسايت بحسب المرجعية الدينية.

كيف تقرأ محوّلات التواريخ عندما يظهر شهر كبيس؟

تُظهِر أدوات تحويل التواريخ تفاصيل مهمة ينبغي الانتباه لها حتى لا تخطئ في تحديد اليوم المناسب. اتبع الإرشادات التالية:

• تحقق من المنطقة الزمنية: التقويمات الفلكية حساسة للفروق المكانية. الفارق بين غرينيتش وبكين أو القدس أو نيودلهي قد يغيّر «اليوم» الذي يقع فيه رأس شهر.
• انتبه لعلامة الشهر الكبيس: قد تظهر بصيغ مثل «Leap/闰/Run/Adhika/أدار الثاني». وجود هذه العلامة يعني أن الشهر باسمِه مكرر، ويجب تحديد أيهما المقصود.
• للتاريخ العبري: سيعرض المحوّل «أدار I» و«أدار II» في السنة الكبيسة. الأعياد مثل بوريم تكون في «أدار II».
• للتاريخ الصيني: سيظهر اسم الشهر مع كلمة «كبيس» (Run). إن كنت توثق مناسبة عائلية، سجّل دائمًا إن كان الشهر «عاديًا أم كبيسًا» لتجنّب الالتباس في السنوات الكبيسة القادمة.
• للتاريخ الهندي: سيعرض «Adhika» قبل اسم الشهر. تذكّر أن كثيرًا من الأعياد تُقام في «الشهر الطبيعي» التالي، لا في «أديكا».
• تتبّع خوارزمية الأداة: بعض المحوّلات تعتمد تقاويم مدرسية مختلفة (أمانتا/بورنيمانت في الهند، قواعد تأجيل في العبري). اقرأ الملاحظات التقنية لتفهم طريقة الحساب.
• اليوم يبدأ متى؟ في العبري يبدأ اليوم عند الغروب؛ في الصيني والهندي قد تُحسب بدايات الأشهر مع القمر الجديد، بينما تُضبط الأعياد على «تيثي» أو لحظة فلكية بعينها. هذا قد يحرّك الموعد إلى اليوم السابق أو اللاحق في التقويم المدني.

لماذا تُعد الشهور الكبيسة منطقية؟ أرقام مختصرة

• الانجراف السنوي دون كبس: ≈ 11 يومًا.
• التراكم بعد 3 سنوات: ≈ 33 يومًا (أكثر من شهر قمري كامل).
• الحل: إضافة شهر كبيس كل نحو سنتين ونصف (7 كل 19 سنة) يعيد محاذاة التقويم مع الفصول.
• الدقة: 235 شهرًا قمريًا ≈ 19 سنة شمسية بدقة عالية، والخطأ صغير جدًا (ساعات قليلة كل 19 سنة)، وتتكفّل القواعد التفصيلية في كل تقويم بتصحيحه دوريًا.

مقارنة سريعة بين الأنظمة الثلاثة

• الصيني: حسابي-شمسي يعتمد المصطلحات الشمسية؛ اسم الشهر الكبيس يكرر اسم الشهر السابق (مثل «الشهر الرابع الكبيس»).
• العبري: دورة ميتونية ثابتة؛ سنة كبيسة تضيف «أدار الثاني»؛ بوريم في أدار الثاني.
• الهندي: يعتمد السانكرانتي؛ «أديكا ماسا» عند غياب انتقال شمسي في شهر قمري؛ غالبية الأعياد تُقام في الشهر «الطبيعي» الذي يلي الأديك.

نصائح عملية لتوثيق المواعيد والفعاليات

• دوّن دائمًا نوع الشهر في مذكّراتك: عادي/كبيس (أدار I/II، أديكا… إلخ).
• عند جدولة فعاليات سنوية، اجعل التذكير مرتبطًا بالتاريخ القمري مع الإشارة إلى القواعد المحلية.
• تأكّد من الإعدادات الإقليمية في التطبيقات (المدينة، المنطقة الزمنية، النظام التقويمي).
• للأغراض الدينية، استشر مرجعيتك الدينية أو تقويم جماعتك في السنوات الكبيسة، إذ قد تختلف التطبيقات الدقيقة بين المدارس والمناطق.

الأسئلة الشائعة

ما هو الشهر الكبيس؟

هو شهر قمري إضافي يُدرج في التقويم القمري الشمسي لإبقاء السنة القمرية متزامنة مع السنة الشمسية والفصول. يظهر عادةً 7 مرات كل 19 سنة في أنظمة مثل العبري والصيني، ويُعرف في الهند باسم «أديكا ماسا».

لماذا لا نضيف أيامًا بدل شهر كامل؟

لأن الأشهر تُحدد بالقمر، وإضافة أيام تكسر إيقاع «29/30 يومًا» الذي يعكس أطوار القمر. إضافة شهر كامل تحافظ على بنية الأشهر القمرية مع ضبط المواسم الشمسية.

هل التقويم الصيني يتبع دورة ميتون حرفيًا؟

لا يتبعها كنمط ثابت، لكنه يحقّق تقريبًا نفس المتوسط (7 شهور كبيسة كل 19 سنة) عبر قاعدة «المصطلحات الشمسية». أي أنه يصل لنتيجة مماثلة بآلية مختلفة تعتمد على وجود/غياب مصطلح شمسي رئيسي داخل الشهر القمري.

كيف يُحدَّد بوريم في السنوات الكبيسة العبرية؟

في السنوات الكبيسة، يُقسّم أدار إلى «أدار الأول» و«أدار الثاني». يُحتفل ببوريم في «أدار الثاني» ليبقى الفصح (بيساح) في نيسان الربيعي ويحافظ التسلسل على منطقه الديني.

ماذا عن أعياد الميلاد في أدار عند تغيّر الكبس؟

من وُلد في «أدار» في سنة غير كبيسة يُحيي غالبًا بعض الاستحقاقات (مثل سنّ التكليف) في «أدار الثاني» من السنة الكبيسة. أما المولودون في «أدار الأول» أو «أدار الثاني» في سنة كبيسة، فكيف يحتفلون في سنة غير كبيسة يعتمد على الأعراف الدينية والجماعية، لذا يُستحسن الرجوع لمرجعيتك.

هل يمكن أن يحدث شهران كبيسان في سنة واحدة؟

في النظامين العبري والصيني لا يُدرج أكثر من شهر كبيس واحد في السنة. في الأنظمة الهندية، قد تظهر حالات نادرة مرتبطة بـ«كشايا ماسا» لكن وجود «أديكا ماسا» مضاعف في سنة واحدة أمر غير معتاد للغاية وتُعالجه قواعد دقيقة في المدارس المختلفة.

لماذا لا يستخدم التقويم الهجري الإسلامي شهورًا كبيسة؟

التقويم الهجري قمري صرف ولا يسعى لمزامنة الفصول؛ لذلك تدور الأعياد عبر الفصول خلال دورة تقارب 33 سنة. يتم ضبط أطوال الأشهر (29/30 يومًا) حسابيًا أو بالرؤية، دون إدراج شهر إضافي.