يُعرف وارن غماليل هاردينغ، الذي وُلد في الثاني من نوفمبر عام 1865 وتوفي في الثاني من أغسطس عام 1923، بأنه الرئيس التاسع والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية، حيث شغل منصبه هذا من عام 1921 حتى وفاته المفاجئة. كان هاردينغ عضوًا بارزًا في الحزب الجمهوري، وقد صعد إلى الرئاسة بوعده "بالعودة إلى الحياة الطبيعية"، وهو شعار لاقى صدى كبيرًا لدى الأمريكيين بعد اضطرابات الحرب العالمية الأولى. وعلى الرغم من شعبيته الأولية الهائلة، تلطخت سمعته بعد وفاته بسلسلة من الفضائح التي كُشفت للعلن، أبرزها فضيحة "تي بوت دوم" الشهيرة، بالإضافة إلى الكشف عن علاقة خارج نطاق الزواج مع نان بريتون، مما أثر سلبًا على مكانته التاريخية وقلل من احترام الكثيرين له.
أمضى هاردينغ معظم حياته في ريف ولاية أوهايو، باستثناء الفترات التي تطلبتها خدمته السياسية في أماكن أخرى. في شبابه، اتجه نحو عالم الصحافة واشترى صحيفة "ذا ماريون ستار"، ونجح في تحويلها إلى مؤسسة إخبارية مزدهرة، وهو ما منحه منصة مهمة للتأثير في الرأي العام وبناء قاعدته السياسية. انخرط هاردينغ في الحياة السياسية مبكرًا، حيث خدم في مجلس شيوخ ولاية أوهايو من عام 1900 إلى عام 1904، ثم شغل منصب نائب الحاكم لمدة عامين. وعلى الرغم من هزيمته في انتخابات حاكم الولاية عام 1910، إلا أنه لم يفقد عزيمته، وانتخب لمجلس الشيوخ الأمريكي عام 1914، لتكون تلك أول انتخابات مباشرة لولاية أوهايو لهذا المنصب الفيدرالي.
في عام 1920، سعى هاردينغ للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، ورغم أنه كان يُعتبر مرشحًا ضعيفًا وغير محتمل للفوز قبل المؤتمر الوطني، إلا أن الجمود الذي أصاب المرشحين الرئيسيين، وعدم قدرة أي منهم على حصد الأغلبية المطلوبة، فتح الباب أمامه. ومع تصاعد الدعم له، حصل هاردينغ على الترشيح في الاقتراع العاشر. وقد أدار حملته الانتخابية الشهيرة من شرفة منزله الأمامية في ماريون، عُرفت باسم "حملة الشرفة الأمامية"، حيث استقبل الزوار من جميع أنحاء البلاد، ووعد بإعادة البلاد إلى الاستقرار والرخاء الذي كان سائدًا قبل الحرب العالمية. وقد لاقى هذا الوعد قبولًا واسعًا، وفاز هاردينغ بأغلبية ساحقة على منافسه الديمقراطي جيمس إم. كوكس، ليصبح أول رئيس يُنتخب وهو عضو حالي في مجلس الشيوخ الأمريكي.
خلال فترة رئاسته القصيرة، سعى هاردينغ إلى تشكيل حكومة قوية وفعالة، وعين عددًا من الشخصيات المرموقة وذات الكفاءة العالية في مناصب رئيسية. كان من أبرز هؤلاء أندرو ميلون في وزارة الخزانة، وهربرت هوفر في وزارة التجارة، وتشارلز إيفانز هيوز في وزارة الخارجية. حقق هاردينغ إنجازًا كبيرًا في السياسة الخارجية من خلال مؤتمر واشنطن البحري الذي عُقد بين عامي 1921 و1922، حيث اتفقت القوى البحرية الكبرى في العالم على برنامج طموح للحد من التسلح البحري استمر لعقد من الزمان، مما كان خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والاستقرار الدوليين في فترة ما بعد الحرب. كما اتخذ هاردينغ قرارًا إنسانيًا بإطلاق سراح السجناء السياسيين الذين اعتُقلوا لمعارضتهم الحرب العالمية الأولى، في خطوة نحو تضميد الجراح الوطنية.
ومع ذلك، لم تسلم إدارته من الفساد الذي طال بعض المقربين منه. فقد حوكم وزير داخليته، ألبرت ب. فال، ونائبه العام، هاري دوغرتي، لاحقًا بتهم فساد أثناء توليهما المنصب. أُدين فال في فضيحة تي بوت دوم، على الرغم من تبرئة دوغرتي في قضايا أخرى. هذه الفضائح وغيرها، التي أصبحت تُعرف باسم "عصابة أوهايو"، أضرت بشكل بالغ بسمعة هاردينغ بعد وفاته، وألقت بظلالها على إنجازاته. ونتيجة لذلك، يُنظر إليه عمومًا على أنه أحد أسوأ الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة. توفي هاردينغ بنوبة قلبية مفاجئة في سان فرانسيسكو أثناء قيامه بجولة في غرب البلاد، وخلفه نائبه، كالفن كوليدج، الذي تولى الرئاسة في ظروف عصيبة.
الأسئلة الشائعة حول وارن جي. هاردينغ
- ما الذي كان يُعرف به هاردينغ قبل توليه الرئاسة؟
- قبل رئاسته، كان هاردينغ صاحب ورئيس تحرير صحيفة "ذا ماريون ستار" الناجحة في أوهايو، كما خدم في مجلس شيوخ ولاية أوهايو ونائبًا للحاكم، ثم عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي.
- ماذا كان يعني وعد "العودة إلى الحياة الطبيعية"؟
- كان وعد "العودة إلى الحياة الطبيعية" (Return to Normalcy) شعار حملة هاردينغ الرئاسية عام 1920. كان يعني العودة إلى الهدوء والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الذي كان سائدًا في الولايات المتحدة قبل الاضطرابات التي سببتها الحرب العالمية الأولى والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية التي تلتها.
- ما هي أبرز الفضائح التي ارتبطت بإدارة هاردينغ؟
- أبرز فضيحة هي "تي بوت دوم" (Teapot Dome)، حيث تورط وزير الداخلية ألبرت ب. فال في قبول رشاوى مقابل تأجير احتياطيات نفطية حكومية. كما شملت الفضائح اتهامات بالفساد ضد نائبه العام هاري دوغرتي، والكشف عن علاقات شخصية غير لائقة، وهي الفضائح التي جمعت بشكل عام تحت اسم "عصابة أوهايو".
- كيف توفي وارن جي. هاردينغ؟
- توفي وارن جي. هاردينغ بنوبة قلبية مفاجئة في الثاني من أغسطس عام 1923، أثناء قيامه بجولة في غرب الولايات المتحدة، وتحديدًا في مدينة سان فرانسيسكو.
- ما هو إرث وارن جي. هاردينغ الرئاسي؟
- يُعتبر إرث هاردينغ الرئاسي معقدًا ومتضاربًا. فعلى الرغم من إنجازات مهمة مثل مؤتمر واشنطن البحري وإصلاحات إدارية، إلا أن سمعته قد طغت عليها الفضائح التي كُشفت بعد وفاته، مما أدى إلى تصنيفه عمومًا كأحد الرؤساء الأقل كفاءة في تاريخ الولايات المتحدة.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 