في قلب الهيكل التنظيمي لحركة قديس اليوم الأخير، يقف "نصاب الاثني عشر" كإحدى الهيئات الإدارية المحورية، ويُعرف أيضًا بأسماء متعددة مثل مجلس الاثني عشر، أو نصاب الرسل الاثني عشر، أو مجلس الرسل الاثني عشر، أو ببساطة "الاثني عشر". تمثل هذه الهيئة ركيزة أساسية ضمن التسلسل الهرمي الكنسي الذي أسسه جوزيف سميث، مؤسس الحركة، وتم تصميمها مستوحاة من النموذج القديم لرسل يسوع المسيح، وهو تكليف يضاهي تكليف الرسل الاثني عشر في العهد الجديد. يُطلق على أعضاء هذا النصاب اسم "الرسل"، ويحملون دعوة خاصة ومقدسة ليكونوا سفراء إنجيليين للعالم أجمع، حاملين رسالة الإنجيل إلى الشعوب المختلفة.

كان الدور المنوط بالاثني عشر أبعد من الإدارة المحلية؛ فقد تم تعيينهم ليكونوا مجموعة من "المستشارين المتنقلين" الذين تمتد سلطتهم القضائية إلى ما هو أبعد من المناطق التي تم فيها تنظيم الكنيسة رسميًا. وهذا يعني أنهم كانوا يعملون في مناطق من العالم خارج نطاق "صهيون" أو حصصها البعيدة، متفرغين لنشر الدعوة وتأسيس الكنيسة في أراضٍ جديدة. ولتأكيد أهمية هذه الهيئة ومكانتها، فقد حُدد نصاب الاثني عشر على قدم المساواة في السلطة مع هيئات كنسية عليا أخرى مثل الرئاسة الأولى، والسبعين، والمجلس الأعلى الدائم، وكذلك المجالس العليا لمختلف "الحصص" (Stakes) أو الأبرشيات المحلية الكبيرة. هذا الترتيب يؤكد على أن قراراتهم وتوجيهاتهم تحمل ثقلًا روحيًا وإداريًا كبيرًا ضمن مجتمع قديسي اليوم الأخير.

لكن مسيرة الحركة لم تكن خالية من التحديات؛ فبعد وفاة جوزيف سميث المفاجئة في عام 1844، شهدت حركة قديس اليوم الأخير انقسامات عميقة ودائمة. أدت هذه الانقسامات إلى تشكيل كنائس ومذاهب مختلفة، ورغم تباعد مساراتها، احتفظ العديد منها بنسخة من "نصاب الاثني عشر" كجزء أساسي من هيكلها التنظيمي، مما يبرز الأثر الدائم والأهمية المؤسسية التي تركها هذا المفهوم في تاريخ الحركة.

ما هو نصاب الاثني عشر؟

نصاب الاثني عشر هو إحدى الهيئات الإدارية العليا في التسلسل الهرمي لكنيسة حركة قديس اليوم الأخير، وقد أسسه جوزيف سميث على غرار الرسل الاثني عشر في العهد الجديد. يُعرف أعضاؤه بالرسل، ودورهم الأساسي هو أن يكونوا سفراء للإنجيل حول العالم.

التأسيس والدور التاريخي

تأسس نصاب الاثني عشر على يد جوزيف سميث، مؤسس حركة قديس اليوم الأخير، الذي سعى لتنظيم الكنيسة وفقًا لنموذج كنيسة المسيح في العصور القديمة. كان المفهوم المركزي هو وجود مجموعة من الرسل المكلفين بنشر الإنجيل وإدارة شؤون الكنيسة.

مسؤوليات ودعوة الرسل

تتمحور مسؤوليات الرسل في نصاب الاثني عشر حول دعوة خاصة ليكونوا "سفراء إنجيليين". هذا يعني أنهم مكلفون بالسفر حول العالم، والتبشير برسالة الإنجيل، وتنظيم الكنيسة في مناطق جديدة، وتقديم المشورة والتوجيه للمؤمنين في جميع أنحاء العالم. يمثلون صوتًا موحدًا لقيادة الكنيسة.

السلطة والمكانة في التسلسل الهرمي

يمتلك نصاب الاثني عشر سلطة واسعة النطاق داخل حركة قديس اليوم الأخير. لقد تم تعيينهم في الأصل ليكونوا "مستشارين متنقلين" بسلطة قضائية تتجاوز الحدود المحلية، أي في مناطق لم يتم فيها تنظيم الكنيسة بشكل رسمي بعد (خارج نطاق صهيون أو حصصها). كما أنهم يُعتبرون متساوين في السلطة مع هيئات قيادية أخرى مثل الرئاسة الأولى والسبعين والمجلس الأعلى الدائم والمجالس العليا المختلفة للحصص، مما يضعهم في قمة الهيكل الإداري للكنيسة.

ما بعد جوزيف سميث: الانقسامات والاحتفاظ بالنصاب

بعد وفاة جوزيف سميث في عام 1844، شهدت حركة قديس اليوم الأخير انقسامات عميقة، مما أدى إلى ظهور العديد من الطوائف والكنائس المختلفة. على الرغم من هذه الانقسامات، حافظت العديد من هذه الكنائس المنبثقة على فكرة "نصاب الاثني عشر" أو نسخة معدلة منه ضمن هيكلها التنظيمي، مما يؤكد على أهمية هذا المفهوم كنموذج إداري وروحاني محوري للحركة بأكملها.

أسئلة متكررة (FAQs)

ما هو الدور الرئيسي لنصاب الاثني عشر؟

دوره الرئيسي هو الإدارة الروحية والزمنية للكنيسة على مستوى عالمي، والتبشير بالإنجيل، وتنظيم الكنيسة، وتقديم المشورة للمؤمنين كـ "سفراء إنجيليين متنقلين".

من أسس نصاب الاثني عشر؟

أسسه جوزيف سميث، مؤسس حركة قديس اليوم الأخير، مستلهمًا ذلك من نموذج رسل يسوع المسيح في العهد الجديد.

هل تتساوى سلطة نصاب الاثني عشر مع الهيئات الكنسية الأخرى؟

نعم، تم تحديد سلطته بأنها متساوية مع سلطة الرئاسة الأولى والسبعين والمجلس الأعلى الدائم والمجالس العليا المختلفة للحصص (Stakes).

ماذا حدث لنصاب الاثني عشر بعد وفاة جوزيف سميث؟

بعد وفاة جوزيف سميث في عام 1844، شهدت الحركة انقسامات، لكن العديد من الكنائس المنبثقة عنها احتفظت بنسخة من نصاب الاثني عشر ضمن هيكلها الإداري.

هل لا يزال نصاب الاثني عشر موجودًا اليوم؟

نعم، لا يزال نصاب الاثني عشر هيئة مركزية في العديد من كنائس حركة قديس اليوم الأخير الكبرى، وأبرزها كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، حيث يؤدي دورًا حيويًا في القيادة العالمية للكنيسة.